في النسختين الماضيتين من بطولات كأس العالم لكرة القدم كان التتويج باللقب من نصيب منتخبين يقدمان الكرة الجميلة.
وقد يتغير هذا في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا ، لكن المنتخبات الثلاثة الأكثر ترشيحا للفوز باللقب في هذه النسخة تتمتع بخطوط وسط موهوبة وخطوط هجوم رائعة.
وكان اللقب في نسخة 2010 بجنوب أفريقيا من نصيب أفضل منتخب لإسبانيا عبر التاريخ فيما كان اللقب في النسخة الماضية عام 2014 من نصيب المنتخب الألماني الذي ألقى بأسلوب لعبه التقليدي خلف ظهره واتبع فلسفة جديدة في اللعب وهي الفلسفة التي يعشقها العديد من المدربين حاليا حيث أثبتت أن الكرة الجيدة أصبحت أفضل صديق للفريق الذي يرغب في الفوز.
ويمتلك يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني (مانشافت) ضمن صفوف فريقه عددا من النجوم الذين يستطيعون التحكم في إيقاع المباريات من خلال استحواذهم على الكرة مثل توني كروس ومسعود أوزيل وليون جوريتسكا وليروا ساني.
وينطبق هذا أيضا على المنتخب الإسباني بقيادة المدرب جولين لوبيتيجي في ظل وجود اللاعبين البارزين سيرخيو بوسكيتس وأندريس إنييستا وديفيد سيلفا وكذلك نجوم الجيل التالي مثل إيسكو وتياجو ألكانتارا.
وفي المنتخب البرازيلي ، يمكن للمدرب تيتي الاعتماد على كاسيميرو وفيليب كوتينيو وويليان إلى جانب المهاجمين المتألقين نيمار دا سيلفا وجابرييل جيسوس.
وعندما تكون هذه المجموعة في حالتها الطبيعية ، يستطيع المنتخب البرازيلي تناقل الكرة بسرعة الضوء.
وتتمتع منتخبات فرنسا والأرجنتين والبرتغال بخبرة أقل ولكنها على نفس الدرجة من الخطورة.
ورغم أن هذه المنتخبات الثلاثة لا تحظى بنفس القدر من الترشيحات الذي تحظى به منتخبات إسبانيا وألمانيا والبرازيل ، فإن منتخبات تتمتع بوجود لاعبين مثل الفرنسي أنطوان جريزمان ومواطنه كيليان مبابي والأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو يمكنها الوصول إلى عنان السماء.
ومع هذا ، ومهما يفعل ميسي ، يعلم خورخي سامباولي المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني أنه في كرة القدم المعاصرة ، يكون حسم المباريات من خلال وسط الملعب.
ولهذا ، عندما التقى فريقه المنتخب الإسباني وديا في آذار/مارس الماضي ، كانت خطة سامبولي هي محاولة الاستحواذ على الكرة أكثر من لاعبي المنتخب الإسباني. ونجح المنتخب الأرجنتيني نسبيا في هذا خلال الشوط الأول قبل أن ينهار الفريق ويخسر 1 / 6 أمام نظيره الإسباني.
وجاء أحد أهداف المنتخب الإسباني في هذه المباراة عبر تمريرة طويلة لعبها حارس المرمى الإسباني ديفيد دي خيا في لمح البصر إلى ياجو أسباس وهو ما لم يكن معروفا عن المنتخب الإسباني ملك أسلوب "تيكي تاكا" في السنوات الماضية.
وكان هذا أحد أكبر الإنجازات التي قدمها لوبيتيجي منذ توليه تدريب الفريق في 2016 حيث منح الفريق مصادر تفوق وخطورة أخرى إلى جانب الطريقة الأساسية الخاصة بالسيطرة على وسط الملعب.
ورغم هذا ، يواصل المنتخب الإسباني تركيزه في اللعب على الكرة. وكان المنتخب الإسباني وفريق برشلونة الإسباني بقيادة المدرب الهولندي فرانك ريكارد هما من قدما هذا التغيير في عالم اللعبة فيما نجح المدرب جوسيب جوارديولا في صقله بشكل كبير فيما بعد خلال مسيرته مع فريق برشلونة.
وقال تشابي ألونسو النجم السابق للمنتخب الإسباني ، في مقابلة مع صحيفة "إكوس دل بالون" الإلكترونية ، : "كرة القدم أصبحت أكثر تطورا وأكثر أكاديمية ، وربما أقل عقلانية وأقل عاطفية".
وأوضح : "أحب أن أفهم لماذا تحدث الأشياء. اعتدت اللعب فقط ، وفي السنوات القليلة الماضية لعبت وحللت الأداء".
وكان ألونسو لاعبا أساسيا بانتظام في خط وسط المنتخب الإسباني الفائز بلقب كأس العالم 2010 ولقبي يورو 2008 و2012 .
وشكل لوف ذلك الفريق الألماني الذي رفع الكأس في المونديال البرازيلي عام 2014 ويظهر كأقوى فريق مرشح للقب في المونديال الروسي.
وقال لوبيتيجي عن لوف في آذار/مارس الماضي ، : " شكل جيلا من اللاعبين بأسلوب واضح المعالم ، ونجح في جعل المنتخب يبدو كفريق لأحد الأندية".
ولطالما كره لوف أساليب التدريب الألمانية عندما كان لاعبا. واعترف لوف ، في مقابلة بمجلة "11 فروينده" عام 2012 ، : "من الناحية الخططية ، كان الكثير يترك للصدفة".
وقال لوف ، في ذلك الوقت ، : "في نهاية المباراة ، أود أن أقول أننا فزنا لأننا لعبنا بشكل أفضل ، ليس لأننا كنا محظوظين".
وإلى جانب لوف ولوبيتيجي وتيتي وسامباولي ، سيشهد المونديال الروسي مدربين بارزين آخرين مثل ديدييه ديشان وفيرناندو سانتوس مدربي المنتخبين الفرنسي والبرتغالي على الترتيب علما بأنهما وصلا بالفريقين إلى نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2012) بفرنسا عندما فاز المنتخب البرتغالي باللقب.
كما يشهد المونديال الروسي مدربين كبار آخرين مثل روبرتو مارتينيز (بلجيكا) وجاريث ساوثجيت (إنجلترا) وأوسكار تاباريز (أوروجواي) وخوسيه بيكرمان (كولومبيا) .
وإذا أراد أي منهم الفوز بلقب البطولة فإنه يعلم أنه بحاجة إلى الحليف الحاسم وهو الكرة نفسها.