وليد عبدالله
عبر إعلاميون ورياضيون مصريون لـ"الوطن الرياضي" عن حزنهم بالخروج المبكر للمنتخب المصري من منافسات كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً بروسيا، مؤكدين أن المنتخب المصري كان يستطيع أن يفعل أكثر مما فعله في المباراتين الأولى أمام الأوروغواي والثانية أمام الروس أصحاب الأرض والجمهور، مضيفين أن الخروج من المونديال عصف بأحلام 100 مليون نسمة كانوا يمنون النفس بتقديم مستوى ونتيجة أفضل مما خرج بها المنتخب في هذه المشاركة، منوهين إلى أن أسباب الخسارة في المباراتين كانا بسبب سوء التحضير الذهني والنفسي للاعبين والأخطاء المستمرة التي يقع فيها الجهاز الفني، موضحين في الوقت ذاته أن هذا الدرس القاسي يجب أن يعيه أفراد المنتخب وأن يستفيدوا منه من أجل أن تشرق شمس الفراعنة المونديال القادم.
وقال مدير تحرير الرياضة بجريدة الشروق المصرية مراسل الرياضة بفرانس برس الإعلامي المصري شريف عبدالقادر: "إنه ليس في الإمكان أبدع مما كان، ودع المنتخب المصري المونديال، بعد تعرضه للهزيمة الثانية على التوالي في الجولة الثانية أمام الدب الروسي 1 / 3. أخطاء بالجملة وقع فيها الفراعنة، عصفت بالحلم المصري في كأس العالم. ومنذ خسارته في الجولة الأولى أمام أوروغواي 0 / 1. ودع المنتخب المونديال، كما أن اللوم على طريقة هيكتور كوبر الدفاعية.
وتابع: "كوبر لم يتعلم من درس مواجهة الافتتاح بين روسيا والسعودية، وبسبب مجاملات في اختياراته، واعتماده على أهل الثقة في تشكيلته، وأخاف لاعبيه من المنافسين بطريقته الدفاعية، ووقف عاجزاً ولاعبيه منهارين في أول ربع ساعة من الشوط الثاني أمام روسيا، ولم يجرِ أي تعديل على طريقة لعبه منذ تولى المسؤولية، فبات مدرباً محفوظاً لمنافسيه، وواجه أوغندا والكونغو بنفس أسلوب مواجهته للبرتغال وبلجيكا".
وأضاف أن مصر ودعت المونديال لأن هناك لاعبين تم اختيارهم كونهم محترفون فقط، ولأن كوبر راعى في اختياراته اللون الأحمر والأبيض، وفشل في إيجاد بديل خططي أو فني لتعويض غياب محمد صلاح المصاب، وراهن على وجود محمد صلاح في قائمته، فإن غاب غبنا!، وأفرغ المنتخب من عناصر الخبرة في الكرة المصرية، ورفض أن يكون للمنتخب قائد آخر داخل الملعب، وبسبب الاختيار الخاطئ لمكان إقامة معسكر المنتخب في مدينة جروزني عاصمة الشيشان، مما أجهد اللاعبين بساعات سفر بين مدن روسيا".
كما ألقى اللوم على اتحاد الكرة ورجاله قائلاً "سلخوا الدب قبل ذبحه"، مشيراً إلى وجود مجموعة من الهواة يديرون عملاً احترافياً، مبيناً أن المنتخب ودع المونديال بعد غياب دام 28 عاماً منذ مونديال إيطاليا 1990، بأضعف جيل في تاريخ الكرة المصرية باستثناء محمد صلاح وتريزيجيه.
واختتم قائلاً "ودع المنتخب المونديال لأن اتحاد الكرة المصرية منح الأرجنتيني صلاحيات دون مراجعة من لجان فنية داخل الاتحاد لخططه واختياراته، ولأننا لم نتعلم من درس مواجهة الجزائر في أم درمان، وبسبب " فرح العمدة" الذي شهده مقر إقامة المنتخب في مدينة سان بطرسبرج وملعب التدريب ليلة المباراة، وأخيراً ودع المنتخب المونديال لأننا تفاءلنا كثيراً فغابت شمسنا سريعاً".
من جهته، قال الصحافي بصحيفة الأهرام المصرية والمعلق الرياضي الإعلامي أشرف محمود: "إن حظوظ المنتخب المصري انتهت تماماً في المونديال، كما كان المنتخب الروسي أول الصاعدين للدور الـ16، كان المنتخب المصري أول المودعين عن المجموعة الأولى، وتبقى مباراته مع شقيقه السعودي مباراة تحصيل حاصل، ففوزه في هذه المباراة وكسب النقاط الثلاث لا تصعد به للدور الثاني. الأداء في معظمه كان أداء متوسط وكان بالإمكان أفضل مما كان خصوصاً أمام الدب الروسي، الذي كان يعمل حساباً كبيراً للمنتخب المصري والذي استعاد في هذه المواجهة مهاجمه الأول محمد صلاح، ولاحت لصلاح أكثر من فرصة كما لاحت لغيره. وأعتقد أن حكم اللقاء في هذه المواجهة تجاوز عن احتساب ركلة جزاء صحيحة لمروان محسن، ولكن للأسف الشديد كرة بنيران صديقة أخطأ فيها أحمد فتحي لتسكن الكرة في مرمى المنتخب المصري، والتي أربكت المصريين ومنحت التسيد الميداني للمنتخب الروسي الذي نجح في أقل من 10 دقائق من رفع رصيده من الأهداف إلى ثلاثة أهداف، صعبت من مهمة المنتخب المصري الذي كان قد خسر أمام المنتخب الاروغواياني بهدف نظيف".
وأضاف: "إجمالاً لا توجد حالة رضا كاملة عن المشاركة المصرية في كأس العالم، كنا نمني النفس بوجود 15 لاعباً يحترفون في ملاعب أوروبا بأداء ومستوى أفضل، لكن الدفاع المصري كان هشاً مع الكرات العرضية، وإن تألق الحارس محمد الشناوي، إلا أن عدداً من اللاعبين لم يقدموا المستوى المأمول أبرزهم اللاعب محمد النني لاعب الآرسنال الانجليزي، أحمد حجازي وعلي جبر لاعبي ويست برومتش الإنجليزي، هناك أيضاً اللاعب محمد عبدالشافي الذي كان ثغرة في الأداء الدفاعي وتحديداً في مركز الظهير الأيسر، بالإضافة إلى اللاعب مروان محسن المهاجم الوحيد الذي لم يجد المساندة، وبالتالي لم تكن له الخطورة التي تذكر".
وقال: "الإخفاق المصري في المونديال يتحمله أولاً المدير الفني للمنتخب المصري المدرب كوبر، الذي كان يلعب بطريقة دفاعية عقيمة، يحول دون تحرر اللاعبين من الضغوط ومن التراجع والذود عن المرمى، أو الابتكار في نقل الهجمة أول البحث عن أداء هجومي يمكن أن ينتج عنه أهداف للمنتخب المصري، الهدف الوحيد الذي سجلته مصر في هذا المونديال، كان من ركلة جزاء. لم يصل المنتخب المصري بكرة عادية ينتج منها هدف أو يشكل نسبة خطورة كبيرة، باستثناء كرة كانت لمحمد صلاح وكرة كانت محمود حسن. نستطيع القول إن الجهاز الإداري أو الاتحاد المصري يتحمل مسؤولية عدم التركيز على معسكر المصري قبل مباراته مع روسيا، بعد أن سمح للفنانين ورجال المال والأعمال ونواب البرلمان، من زيارة معسكر المنتخب، والتقاط الصور مع اللاعبين، وحضور التدريب ونزول بعضهم إلى أرض الملعب، كل هذا المشهد لم يكن جديدا، حيث حصل في مباراة المنتخب الذي جمعته بنظيره الجزائري في المباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم 2010، وحصل كذلك في عام 78 في مباراة فاصلة كانت بين مصر وتونس، حينما ذهب هنالك عدد من أعضاء البرلمان، كل هذه الأمور لم يتعلم منها المصريون ولم يستوعبوا الدرس في اتحاد الكرة، وبالتالي كانت النتيجة طبيعية أثارت استياء الشارع الرياضي المصري. فلا يمكن أن تفتح معسكرا وتبعد اللاعبين عن التركيز لمدة 3 ساعات، إلى أن تعيد الانضباط إلى المعسكر من جديد، وهذا الأمر كان سبباً كبيراً فيما حدث في هذه المشاركة".
وأشار إلى أنه بقيت للمنتخب المصري مباراة أخيرة مع شقيقه السعودي، متطلعاً أن تخرج المباراة في إطار الروح الرياضية والتنافس الشريف، وأن يصبر المصريون لمدة 4 سنوات ينتظرون خلالها ما ستسفر عنه نتائج المنتخب في التصفيات المونديالية المؤهلة لمونديال 2022، وإذا ما حدث ما لم يحمد عقباه في التصفيات المؤهلة لكأس العالم القادمة، فيجب على المنتخب المصري ألا يكرر مأساة الانتظار لمدة 28 عاماً كما حدثت من مونديال 90 إلى مونديال 2018!
أخطاء فنية وإدارية تسببت في خروجنا
من جانبه، قال المدرب المصري جمال محمد علي: "إن إدارة المنتخب الوطني المصري لم توفر للاعبين فرصة التركيز بشكل جيد، للأسف ما فعلته إدارة المنتخب من خلال السماح لعدد من الفنانين ورجال المال والأعمال والإعلاميين والسياسيين، زيارة معسكر المنتخب قبل مباراة روسيا، أثر سلباً على تركيز اللاعبين للتحضير بالشكل المطلوب لهذه المباراة المهمة في مشوار المنتخب في الدور الأول، وهي ما تسببت بشكل واضح في خروج المنتخب بنتيجة الخسارة. فقد كان على رئيس الاتحاد والأعضاء والجهاز الإداري منع تلك الزيارات، والأخذ بمسؤولية تجهيز اللاعبين من الناحية النفسية والذهنية لمواجهة الدب الروسي، ليس على عكس ما جرى من شحن اللاعبين قبل هذا اللقاء الهام".
وأضاف: "وكوني مدرباً سابقاً لمنتخب مصر للناشئين وأشرفت على تدريب العديد من أندية الدوري الممتاز، كنت أمني النفس في أن يصل المنتخب الوطني المصري للأدوار النهائية وإلى أبعد نقطة في هذه المشاركة، لأن هذا المنتخب يضم كوكبة من النجوم قد لا تتاح لأي منتخب مصري في الفترات القادمة. ولكن مباراة السعودية رغم أن نتيجتها تعتبر تحصيل حاصل بين المنتخبين اللذين خرجا من دائرة المنافسة وودعا البطولة، إلا أننا نعتبرها مباراة مهمة، حيث سيكون الفوز فيها مطلب لتحقيق أول انتصار في كأس العالم".
وواصل حديثه قائلاً: "إن أسباب الخسارة في المباراتين الأولى والثانية أحملها للجهاز الفني، الذي يعتبر جهاز روتيني وعقيم، بمعنى أن المدرب هيكتور كوبر منذ توليه تدريب المنتخب يلعب بسيناريو واحد دون الاعتبار لقوة أو ضعف المنتخب المنافس. فهو مقتنع تماما أن يلعب المنتخب بطريقة دفاعية بحته. فالمدربون المصريون لديهم قناعة أن هناك لاعبين في المنتخب يمتلكون الملكة الهجومية كاللاعب محمود حسن ورمضان صبحي وعمر وردة وعبدالله السعيد، إلا أن المدرب يعجز عن توظيفهم بالصورة الصحيحة، حيث يكلفهم بأدوار دفاعية مما يؤثر على مساندتهم للخط الهجومي بالمنتخب. وشاهدنا أن المدرب كوبر قد تخلى عن هذه الخطة في آخر ربع ساعة في مباراة روسيا، والذي نتج عنه محاولات ووصل للمرمى الروسي وتسجيل هدف، وكان من الممكن أن يتم تسجيل المزيد من الأهداف، وقد كان تخلي المدرب عن خطته المعتادة ليست بإرادته بل بإرادة اللاعبين داخل أرضية الملعب"، مشيراً إلى أن الروتين المعتاد من المدرب كوبر من خلال التشكيلة التي يعتمد عليها في خط الدفاع تسببت بوجود أخطاء على مستوى هذا الخط واستقبال أهداف في مرمى المنتخب، ناهيك على اعتماده في مثل هذه المشاركة على مهاجم وحيد، دون التفكير باستدعاء مهاجم آخر في التشكيلة التي اختارها لهذه البطولة.
{{ article.visit_count }}
عبر إعلاميون ورياضيون مصريون لـ"الوطن الرياضي" عن حزنهم بالخروج المبكر للمنتخب المصري من منافسات كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً بروسيا، مؤكدين أن المنتخب المصري كان يستطيع أن يفعل أكثر مما فعله في المباراتين الأولى أمام الأوروغواي والثانية أمام الروس أصحاب الأرض والجمهور، مضيفين أن الخروج من المونديال عصف بأحلام 100 مليون نسمة كانوا يمنون النفس بتقديم مستوى ونتيجة أفضل مما خرج بها المنتخب في هذه المشاركة، منوهين إلى أن أسباب الخسارة في المباراتين كانا بسبب سوء التحضير الذهني والنفسي للاعبين والأخطاء المستمرة التي يقع فيها الجهاز الفني، موضحين في الوقت ذاته أن هذا الدرس القاسي يجب أن يعيه أفراد المنتخب وأن يستفيدوا منه من أجل أن تشرق شمس الفراعنة المونديال القادم.
وقال مدير تحرير الرياضة بجريدة الشروق المصرية مراسل الرياضة بفرانس برس الإعلامي المصري شريف عبدالقادر: "إنه ليس في الإمكان أبدع مما كان، ودع المنتخب المصري المونديال، بعد تعرضه للهزيمة الثانية على التوالي في الجولة الثانية أمام الدب الروسي 1 / 3. أخطاء بالجملة وقع فيها الفراعنة، عصفت بالحلم المصري في كأس العالم. ومنذ خسارته في الجولة الأولى أمام أوروغواي 0 / 1. ودع المنتخب المونديال، كما أن اللوم على طريقة هيكتور كوبر الدفاعية.
وتابع: "كوبر لم يتعلم من درس مواجهة الافتتاح بين روسيا والسعودية، وبسبب مجاملات في اختياراته، واعتماده على أهل الثقة في تشكيلته، وأخاف لاعبيه من المنافسين بطريقته الدفاعية، ووقف عاجزاً ولاعبيه منهارين في أول ربع ساعة من الشوط الثاني أمام روسيا، ولم يجرِ أي تعديل على طريقة لعبه منذ تولى المسؤولية، فبات مدرباً محفوظاً لمنافسيه، وواجه أوغندا والكونغو بنفس أسلوب مواجهته للبرتغال وبلجيكا".
وأضاف أن مصر ودعت المونديال لأن هناك لاعبين تم اختيارهم كونهم محترفون فقط، ولأن كوبر راعى في اختياراته اللون الأحمر والأبيض، وفشل في إيجاد بديل خططي أو فني لتعويض غياب محمد صلاح المصاب، وراهن على وجود محمد صلاح في قائمته، فإن غاب غبنا!، وأفرغ المنتخب من عناصر الخبرة في الكرة المصرية، ورفض أن يكون للمنتخب قائد آخر داخل الملعب، وبسبب الاختيار الخاطئ لمكان إقامة معسكر المنتخب في مدينة جروزني عاصمة الشيشان، مما أجهد اللاعبين بساعات سفر بين مدن روسيا".
كما ألقى اللوم على اتحاد الكرة ورجاله قائلاً "سلخوا الدب قبل ذبحه"، مشيراً إلى وجود مجموعة من الهواة يديرون عملاً احترافياً، مبيناً أن المنتخب ودع المونديال بعد غياب دام 28 عاماً منذ مونديال إيطاليا 1990، بأضعف جيل في تاريخ الكرة المصرية باستثناء محمد صلاح وتريزيجيه.
واختتم قائلاً "ودع المنتخب المونديال لأن اتحاد الكرة المصرية منح الأرجنتيني صلاحيات دون مراجعة من لجان فنية داخل الاتحاد لخططه واختياراته، ولأننا لم نتعلم من درس مواجهة الجزائر في أم درمان، وبسبب " فرح العمدة" الذي شهده مقر إقامة المنتخب في مدينة سان بطرسبرج وملعب التدريب ليلة المباراة، وأخيراً ودع المنتخب المونديال لأننا تفاءلنا كثيراً فغابت شمسنا سريعاً".
من جهته، قال الصحافي بصحيفة الأهرام المصرية والمعلق الرياضي الإعلامي أشرف محمود: "إن حظوظ المنتخب المصري انتهت تماماً في المونديال، كما كان المنتخب الروسي أول الصاعدين للدور الـ16، كان المنتخب المصري أول المودعين عن المجموعة الأولى، وتبقى مباراته مع شقيقه السعودي مباراة تحصيل حاصل، ففوزه في هذه المباراة وكسب النقاط الثلاث لا تصعد به للدور الثاني. الأداء في معظمه كان أداء متوسط وكان بالإمكان أفضل مما كان خصوصاً أمام الدب الروسي، الذي كان يعمل حساباً كبيراً للمنتخب المصري والذي استعاد في هذه المواجهة مهاجمه الأول محمد صلاح، ولاحت لصلاح أكثر من فرصة كما لاحت لغيره. وأعتقد أن حكم اللقاء في هذه المواجهة تجاوز عن احتساب ركلة جزاء صحيحة لمروان محسن، ولكن للأسف الشديد كرة بنيران صديقة أخطأ فيها أحمد فتحي لتسكن الكرة في مرمى المنتخب المصري، والتي أربكت المصريين ومنحت التسيد الميداني للمنتخب الروسي الذي نجح في أقل من 10 دقائق من رفع رصيده من الأهداف إلى ثلاثة أهداف، صعبت من مهمة المنتخب المصري الذي كان قد خسر أمام المنتخب الاروغواياني بهدف نظيف".
وأضاف: "إجمالاً لا توجد حالة رضا كاملة عن المشاركة المصرية في كأس العالم، كنا نمني النفس بوجود 15 لاعباً يحترفون في ملاعب أوروبا بأداء ومستوى أفضل، لكن الدفاع المصري كان هشاً مع الكرات العرضية، وإن تألق الحارس محمد الشناوي، إلا أن عدداً من اللاعبين لم يقدموا المستوى المأمول أبرزهم اللاعب محمد النني لاعب الآرسنال الانجليزي، أحمد حجازي وعلي جبر لاعبي ويست برومتش الإنجليزي، هناك أيضاً اللاعب محمد عبدالشافي الذي كان ثغرة في الأداء الدفاعي وتحديداً في مركز الظهير الأيسر، بالإضافة إلى اللاعب مروان محسن المهاجم الوحيد الذي لم يجد المساندة، وبالتالي لم تكن له الخطورة التي تذكر".
وقال: "الإخفاق المصري في المونديال يتحمله أولاً المدير الفني للمنتخب المصري المدرب كوبر، الذي كان يلعب بطريقة دفاعية عقيمة، يحول دون تحرر اللاعبين من الضغوط ومن التراجع والذود عن المرمى، أو الابتكار في نقل الهجمة أول البحث عن أداء هجومي يمكن أن ينتج عنه أهداف للمنتخب المصري، الهدف الوحيد الذي سجلته مصر في هذا المونديال، كان من ركلة جزاء. لم يصل المنتخب المصري بكرة عادية ينتج منها هدف أو يشكل نسبة خطورة كبيرة، باستثناء كرة كانت لمحمد صلاح وكرة كانت محمود حسن. نستطيع القول إن الجهاز الإداري أو الاتحاد المصري يتحمل مسؤولية عدم التركيز على معسكر المصري قبل مباراته مع روسيا، بعد أن سمح للفنانين ورجال المال والأعمال ونواب البرلمان، من زيارة معسكر المنتخب، والتقاط الصور مع اللاعبين، وحضور التدريب ونزول بعضهم إلى أرض الملعب، كل هذا المشهد لم يكن جديدا، حيث حصل في مباراة المنتخب الذي جمعته بنظيره الجزائري في المباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم 2010، وحصل كذلك في عام 78 في مباراة فاصلة كانت بين مصر وتونس، حينما ذهب هنالك عدد من أعضاء البرلمان، كل هذه الأمور لم يتعلم منها المصريون ولم يستوعبوا الدرس في اتحاد الكرة، وبالتالي كانت النتيجة طبيعية أثارت استياء الشارع الرياضي المصري. فلا يمكن أن تفتح معسكرا وتبعد اللاعبين عن التركيز لمدة 3 ساعات، إلى أن تعيد الانضباط إلى المعسكر من جديد، وهذا الأمر كان سبباً كبيراً فيما حدث في هذه المشاركة".
وأشار إلى أنه بقيت للمنتخب المصري مباراة أخيرة مع شقيقه السعودي، متطلعاً أن تخرج المباراة في إطار الروح الرياضية والتنافس الشريف، وأن يصبر المصريون لمدة 4 سنوات ينتظرون خلالها ما ستسفر عنه نتائج المنتخب في التصفيات المونديالية المؤهلة لمونديال 2022، وإذا ما حدث ما لم يحمد عقباه في التصفيات المؤهلة لكأس العالم القادمة، فيجب على المنتخب المصري ألا يكرر مأساة الانتظار لمدة 28 عاماً كما حدثت من مونديال 90 إلى مونديال 2018!
أخطاء فنية وإدارية تسببت في خروجنا
من جانبه، قال المدرب المصري جمال محمد علي: "إن إدارة المنتخب الوطني المصري لم توفر للاعبين فرصة التركيز بشكل جيد، للأسف ما فعلته إدارة المنتخب من خلال السماح لعدد من الفنانين ورجال المال والأعمال والإعلاميين والسياسيين، زيارة معسكر المنتخب قبل مباراة روسيا، أثر سلباً على تركيز اللاعبين للتحضير بالشكل المطلوب لهذه المباراة المهمة في مشوار المنتخب في الدور الأول، وهي ما تسببت بشكل واضح في خروج المنتخب بنتيجة الخسارة. فقد كان على رئيس الاتحاد والأعضاء والجهاز الإداري منع تلك الزيارات، والأخذ بمسؤولية تجهيز اللاعبين من الناحية النفسية والذهنية لمواجهة الدب الروسي، ليس على عكس ما جرى من شحن اللاعبين قبل هذا اللقاء الهام".
وأضاف: "وكوني مدرباً سابقاً لمنتخب مصر للناشئين وأشرفت على تدريب العديد من أندية الدوري الممتاز، كنت أمني النفس في أن يصل المنتخب الوطني المصري للأدوار النهائية وإلى أبعد نقطة في هذه المشاركة، لأن هذا المنتخب يضم كوكبة من النجوم قد لا تتاح لأي منتخب مصري في الفترات القادمة. ولكن مباراة السعودية رغم أن نتيجتها تعتبر تحصيل حاصل بين المنتخبين اللذين خرجا من دائرة المنافسة وودعا البطولة، إلا أننا نعتبرها مباراة مهمة، حيث سيكون الفوز فيها مطلب لتحقيق أول انتصار في كأس العالم".
وواصل حديثه قائلاً: "إن أسباب الخسارة في المباراتين الأولى والثانية أحملها للجهاز الفني، الذي يعتبر جهاز روتيني وعقيم، بمعنى أن المدرب هيكتور كوبر منذ توليه تدريب المنتخب يلعب بسيناريو واحد دون الاعتبار لقوة أو ضعف المنتخب المنافس. فهو مقتنع تماما أن يلعب المنتخب بطريقة دفاعية بحته. فالمدربون المصريون لديهم قناعة أن هناك لاعبين في المنتخب يمتلكون الملكة الهجومية كاللاعب محمود حسن ورمضان صبحي وعمر وردة وعبدالله السعيد، إلا أن المدرب يعجز عن توظيفهم بالصورة الصحيحة، حيث يكلفهم بأدوار دفاعية مما يؤثر على مساندتهم للخط الهجومي بالمنتخب. وشاهدنا أن المدرب كوبر قد تخلى عن هذه الخطة في آخر ربع ساعة في مباراة روسيا، والذي نتج عنه محاولات ووصل للمرمى الروسي وتسجيل هدف، وكان من الممكن أن يتم تسجيل المزيد من الأهداف، وقد كان تخلي المدرب عن خطته المعتادة ليست بإرادته بل بإرادة اللاعبين داخل أرضية الملعب"، مشيراً إلى أن الروتين المعتاد من المدرب كوبر من خلال التشكيلة التي يعتمد عليها في خط الدفاع تسببت بوجود أخطاء على مستوى هذا الخط واستقبال أهداف في مرمى المنتخب، ناهيك على اعتماده في مثل هذه المشاركة على مهاجم وحيد، دون التفكير باستدعاء مهاجم آخر في التشكيلة التي اختارها لهذه البطولة.