(د ب أ)
رغم الإيقاف الذي يخضع له السويسري جوزيف بلاتر/ الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إثر قضية الفساد التي هزت أركان الاتحاد الدولي ، كان لحضوره كأحد ضيوف كأس العالم 2018 المقامة حاليا بروسيا ، صدى على نطاق واسع وقد أبدى استمتاعه بالحضور كأحد المشجعين كما تحدث عن نظام حكم الفيديو المساعد الذي يطبق للمرة الأولى بالمونديال وكذلك زيادة عدد المنتخبات في نهائيات البطولة إلى جانب تعامل قيادات الفيفا الجديدة معه.
وخلال زيارته القصيرة لروسيا لحضور فعاليات المونديال ، التقى بلاتر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كما حظي باهتمام العديد من المشجعين الحاضرين بالبطولة ، علما بأنه يخضع للإيقاف عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم لمدة ستة أعوام وقد حضر المونديال بناء على دعوة من بوتين ، ووصل إلى روسيا أمس الأول الثلاثاء لحضور اثنتين من مباريات البطولة قبل العودة إلى سويسرا.
وقضى بلاتر اليوم الخميس بعض الوقت في فندق بالقرب من ساحة "ريد سكوير" (الساحة الحمراء) الشهيرة في العاصمة موسكو ، وتحدث عن تقييمه للبطولة وعدد من الأمور الأخرى في كرة القدم في مقابلة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
وقال بلاتر /82 عاما/ إنه التقى الرئيس بوتين أمس الأربعاء في الكرملين ، وأضاف " الحديث الذي دار كان غير رسمي في الكرملين ، كان هناك مشروبات وأطعمة ، كان حديثا صغيرا للغاية".
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين "كان اجتماعا خاصا ، ولا يمكننا الكشف عن أي تفاصيل."
ورغم عقوبة الإيقاف التي فرضت في 2016 في إطار القضية المتعلقة بتحويل مبلغ "مثير للشبهات" إلى الفرنسي ميشيل بلاتيني الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) ، يحق لبلاتر حضور المباريات بشكل غير رسمي، وقد حضر في المونديال بدعوة خاصة من بوتين.
تجدر الإشارة إلى أن بلاتر كان رئيسا للفيفا عندما حصلت روسيا في عام 2010 على حق استضافة مونديال 2018 .
وكان بلاتر ضمن الحضور في المباراة ،التي فاز فيها المنتخب البرتغالي على نظيره المغربي 1 / صفر أمس الأربعاء في العاصمة موسكو ويعتزم أيضا حضور المباراة المقررة بين المنتخبين البرازيلي والكرواتي غدا الجمعة في سان بطرسبرج ، قبل أن يعود إلى بلاده.
وقال بلاتر "جئت هنا بمشاعر السرور ، فقد أثار هذا الكثير من العاطفة لدي. أنا هنا الآن كمشجع وليس كرئيس للفيفا. إنه أمر رائع أن أتلقى الدعوة من روسيا."
وأضاف "بالأمس ، كانت لدي فرصة للتنزه. ولم يجد المشجعون صعوبة في التعرف علي ، وهذا أسعدني كثيرا. لم أمر بهذه التجربة عندما كنت رئيسا للفيفا. فعندما تكون رئيسا ، تكون محاطا بأشخاص وربما يمكنك فقط التلويح من بعيد."
ورغم أن علامات التقدم في العمر ظهرت على بلاتر بشكل كبير خلال الأعوام الأخيرة ، كان شغفه القائم بكرة القدم واضحا للغاية في حديثه عن المباراة التي حضرها بالمونديال وعن مستوى اللعب بشكل عام.
وقال بلاتر "البطولة تشهد كرة قدم جيدة ومثيرة... ليست كل المباريات من الطراز الأول. لكن المنتخبات الصغيرة دافعت بقوة في الدور الأول أملا في تفادي الخروج. كما شهد الدور مباريات ندية وصعبة. وقد تفوق المنتخب المغربي في الأداء على البرتغال أمس."
ولم يوجه بلاتر الكثير من الانتقادات لفترة استعدادات روسيا لاحتضان المونديال ، خاصة فيما يتعلق بالجغرافيا السياسية وكذلك فضيحة المنشطات بالرياضة الروسية ، قائلا إن أي منظم لبطولة يواجه مشكلات.
وأضاف بلاتر "كرة القدم لعبة حماسية وتسبب بعضا من التوتر والعصبية. ولكن كل هذا ينتهي بمجرد بدء المباريات. وكان من المهم أن تفوز روسيا بالمباراة الأولى. الآن تسير الأمور وإذا استمر الحال كذلك سيكون لروسيا نكهة أفضل."
وتابع "لكنني لا أعتقد أن كأس العالم يمكن أن تحل مشكلات سياسية."
وأبدى بلاتر أسفه لعدم تمكنه من لقاء القيادات الجديد للفيفا ورئيسه الجديد جياني إنفانتينو ، الذي كان حاضرا أيضا خلال مباراة الأمس.
وقال بلاتر "الفيفا كان علم علم بأنني تلقيت الدعوة. كان من الممكن أن يعلن (الاتحاد) أنه سيوجه الدعوة لي أيضا. فكان هذا سيبدو أمرا لطيفا. وكان من الممكن أن يقولوت لي مرحبا على الأقل. ولكن لكل شخص أفكاره."
وكرر بلاتر انتقاده لبعض التغييرات التي طرأت منذ تولي إنفانتينو رئاسة الفيفا في 2016 .
وعن تطبيق نظام "حكم الفيديو المساعد" ، قال بلاتر إنه كان يجب دائما أن يأتي القرار دائما من جانب واحد ، مثل حكم الساحة ، لأن كل شخص يرى اللعبة بشكل مختلف.
كذلك لم يكن بلاتر مؤيدا للتوسع في كأس العالم بزيادة عدد المنتخبات في النهائيات من 32 إلى 48 منتخبا اعتبارا من نسخة عام 2026 ، واصفا الأمر بأنه مبالغ فيه ويثير الشكوك حول جودة اللعب.
وكان الملف المشترك لأمريكا وكندا والمكسيك قد فاز مؤخرا بحق استضافة مونديال 2026 ، وقد أكد بلاتر على قدرة إنجلترا أو بريطانيا بشكل عام على استضافة حدث بهذا الحجم ، مرحبا بالملف المحتمل لطلب استضافة نسخة 2030 من البطولة.
كذلك قال بلاتر إن ألمانيا ، التي احتضنت نسختي كأس العالم لعامي 1974 و2006 ، قادرة تماما وحدها على استضافة نسخة موسعة من كأس العالم لأن "ألمانيا يمكنها إنجاز أي شيء ، بأمانة".