بعد أن تلقى المنتخب الألماني صدمة الهزيمة في بداية مشوار الدفاع عن لقبه في كأس العالم 2018 لكرة القدم المقامة حاليا في روسيا ، يتطلع الآن إلى تصحيح الأخطاء التي بدت واضحة في أداءه للعودة إلى المسار الصحيح عبر مواجهة السويد المقررة غدا السبت في الجولة الثانية من مباريات دور المجموعات.
وكان المنتخب الألماني قد استهل مشواره في البطولة بالهزيمة أمام نظيره المكسيكي صفر / 1 يوم الأحد الماضي على ملعب لوجنيكي بالعاصمة موسكو ، ويخوض مباراته الثانية في المجموعة السادسة غدا السبت أمام السويد على ملعب فيشت الأولمبي في سوتشي.
وواجه المنتخب الألماني ، الذي اعتبر قبل البطولة من أقوى المرشحين للتتويج باللقب الذي أحرزه في النسخة الماضية بالبرازيل عام 2014 ، موجة من الانتقادات إثر هزيمته المفاجئة أمام المكسيك ، لكنه يتطلع إلى تقديم الأفضل خاصة مع وضوح أوجه القصور والخلل في الأداء ، التي تسببت في الهزيمة.
وتمثلت مشكلة المنتخب الألماني بشكل رئيسي في المباراة الأولى في الفجوة بين خطي الدفاع والوسط وعدم القدرة على التعامل بالشكل المطلوب مع الهجمات المرتدة من قبل عناصر المنتخب المكسيكي التي تتميز بسرعات عالية ، لكن الأمور قد تكون أفضل في مواجهة لاعبي السويد "الأقل سرعة" وفي ظل معالجة المدير الفني للمنتخب الألماني يواخيم لوف ، لأوجه الخلل.
وفي المباراة أمام المكسيك ، ظهر لاعبا قلب الدفاع ماتس هاميلز وجيروم بواتينج وحيدين في التصدي لهجمات مرتدة من قبل لاعبي المكسيك ، حيث لم يحقق الفريق الألماني التوازن المطلوب بين الجانبين الهجومي والدفاعي وتمثلت مشكلته في عدم التحلي بالسرعة الكافية في التراجع الدفاعي.
وواجه لاعب خط الوسط المدافع سامي خضيرة الكثير من الانتقادات بسبب البطء في تأدية مهامه الدفاعية ، وكان لاعب المنتخب الألماني السابق شتيفان إيفنبرج من بين المطالبين باستبعاده من تشكيلة الفريق في المباراة أمام السويد.
واعترف خضيرة نفسه قائلا في تصريحات للصحفيين أمس الخميس "أعرف أنني لم أقدم مباراة جيدة."
وقال نقاد إنه كان يفترض على خضيرة توجيه شريكه في خط الوسط توني كروس بالتراجع وقتما يتقدم هو للهجوم ، لكن خضيرة لاعب يوفنتوس الإيطالي يرى أن المشكلة كانت تكمن في الفريق ككل وأبدى ثقة في حل مشكلات الأداء خلال مواجهة السويد.
وأضاف خضيرة "لا أعتقد أن المشكلة كانت تكمن في افتقاد التفاهم بيني وبين توني ، وإنما كانت في التواصل بين خطي الدفاع والهجوم. فقد كان 30 أو 40 مترا تفصل بينهما ويالتالي لم يكن من الممكن الدفاع بالشكل المطلوب."
ويتوقع ألا يعاني المنتخب الألماني من المشكلة نفسها في مواجهة السويد التي لا تحظى بمثل سرعات لاعبي المكسيك ، ويتوقع أن تكثف تركيزها بشكل كبير على الجانب الدفاعي لفترات طويلة من المباراة.
وكان المنتخب السويدي قد استهل مشواره بالمونديال بالفوز على نظيره الكوري الجنوبي 1 / صفر يوم الاثنين الماضي ، وربما يكون قانعا إذا نجح في انتزاع نقطة أمام ألمانيا في مباراة الغد ، وهو ما يرجح أن المنتخب الألماني ربما يعاني من تكتل دفاعي متواصل في لقاء الغد.
وقال لاعب خط الوسط السويدي إميل فورسبيرج "إننا فريق متماسك.لا نهاجم كثيرا. ونركز على إحباط المحاولات التهديفية ضدنا."
وبدا المنتخب الألماني مفتقدا الأسلوب الإبداعي في مواجهة المكسيك وهو ما يتطلع إلى استعادته في مباراة الغد ، بعد أن قاده لتحقيق الفوز في جميع مبارياته العشر بالتصفيات المؤهلة للمونديال والتي أحرز خلالها 43 هدفا ولم تهتز شباكه سوى أربع مرات.
وكما هو معتاد ، يتوقع ألا يلجأ المدير الفني يواخيم لوف لتغييرات في تشكيل المنتخب الألماني ، علما بأنه من المتوقع عودة لاعب الظهير الأيسر يوناس هيكتور للتشكيل الأساسي بعد أن تعافى من نزلة برد.
وربما لا يعاني المنتخب الألماني من ضغوط كبيرة حيث أن الفرصة ستظل قائمة بالنسبة له حتى في حالة الهزيمة في مباراة الغد ، ولكن بشرط فوز كوريا الجنوبية على المكسيك في المباراة الأخرى بالمجموعة غدا.
ففي هذه الحالة ، يرتفع رصيد المنتخب السويدي إلى ست نقاط مقابل ثلاث نقاط لكل من المكسيك وكوريا ، وتبقى الفرصة قائمة حسابيا للمنتخب الألماني حينها ، حيث يمكنه انتزاع التأهل بالفوز بفارق أهداف على كوريا الجنوبية ولكن سيكون بحاجة أيضا إلى فوز السويد على المكسيك.
ومع ذلك ، ربما لا يفكر أي لاعب بالمنتخب الألماني أو أي من مسؤولية ، بهذا السيناريو ، وإنما يتطلع الفريق إلى تفادي الحسابات المعقدة بالفوز في مباراة الغد.
وقال راينهارد جريندل رئيس الاتحاد الألماني "أعتقد أننا جميعا لدينا نفس الهدف وهو تقديم كأس عالم جيدة بعد كبوة البداية... علينا أن نتماسك جميعا في مباراة يوم السبت."