بعد أن حقق المنتخب البلجيكي بداية قوية في مشواره ببطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم المقامة حاليا بروسيا ، يتطلع الفريق إلى مواصلة انطلاقته أملا في حسم التأهل للدور الثاني (دور الستة عشر) مبكرا ، لكنه يواجه مهمة ينتظر أن تكون صعبة عندما يلتقي نظيره التونسي غدا السبت في الجولة الثانية من مباريات دور المجموعات.
وكان المنتخب البلجيكي ، الذي يتوقع كثيرون أن يكون بمثابة "الحصان الأسود" بالبطولة ، قد تغلب على منتخب بنما 3 / صفر يوم الاثنين الماضي في مباراته الأولى بالمجموعة السابعة ، بينما استهل المنتخب التونسي مشواره المونديال بالهزيمة أمام نظيره الإنجليزي 1 / 2 ، في مباراة حسمت بهدف في الوقت القاتل بعد أن كادت أن تنتهي بالتعادل.
ويلتقي المنتخب البلجيكي نظيره التونسي غدا على ملعب استاد "أتكريت أرينا" بالعاصمة موسكو ، بينما تقام المباراة الأخرى في المجموعة بين منتخبي إنجلترا وبنما بعد غد الأحد على ملعب "نيجني نوفجورود".
ويتطلع المنتخب البلجيكي إلى الاستفادة من الراحة التي حصل عليها لاعبوه خلال هذا الأسبوع ، حيث قضوا يوما منه مع اسرهم ، كما يتطلع الفريق الطموح إلى الاستفادة من توماس فيرمايلن الذي عاد إلى تدريبات المنتخب إثر تعافيه من إصابة في عضلات الفخذ والتي حرمته من المشاركة في مباراة بنما.
ويدرك المنتخب البلجيكي أهمية الفوز في مباراة الغد التي ستقترب به بشكل كبير من التأهل للدور الثاني وستخفف الضغوط عليه كذلك في مباراته بالجولة الثالثة أمام المنتخب الإنجليزي.
ويأمل المنتخب البلجيكي أن ينجح في البطولة الحالية في تكرار أو تجاوز إنجازه في مونديال 2014 حينما وصل إلى دور الثمانية الذي وصل اليه أيضا في كاس الأمم الأوروبية (يورو 2016) ، معتمدا بشكل كبير على تألق النجمين إدين هازارد وروميلو لوكاكو.
وكان المنتخب البلجيكي قد حقق أفضل إنجاز مونديالي له في نسخة عام 1986 عندما وصل إلى الدور قبل النهائي.
وقرر روبرتو مارتينيز المدير الفني لمنتخب بلجيكا منح اللاعبين راحة من التدريبات أمس الأول الأربعاء لاستعادة الحيوية من جديد ، وقد قضى بعضهم اليوم مع اسرهم بينما مارس آخرون لعبة الجولف.
وقال توماس مونييه مدافع باريس سان جيرمان الفرنسي والمنتخب البلجيكي ، أمس الخميس خلال تواجده بمعسكر المنتخب بالقرب من موسكو "كان مهما أن تأتي أسرنا".
وأضاف "فالراحة الذهنية جعلتنا بحال جيد. حظي فريقنا بالكثير من المبادرات حتى لا يشعر بالتوتر. ويمكنكم رصد اثر ذلك على الملعب."
وبعد الصعوبات التي واجهها منتخب بلجيكا خلال الشوط الأول من مباراته أمام بنما ، قدم أداء هجوميا قويا خلال الشوط الثاني وحسم المباراة بثلاثية سجل منها لوكاكو لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي ، هدفين ، والآن يتطلع الفريق إلى الاستمرار بنفس المستوى في مواجهة تونس.
ويتمتع المنتخب البلجيكي بالإمكانيات التي تؤهله لمواصلة الانطلاقة القوية في ظل جاهزية كيفن دي بروين وتيبو كورتوا ودرايس ميرتنز ، الذي سجل الهدف الأول في شباك بنما ، وكذلك مروان فيلايني وفينسنت كومباني ، الذي ينتظر عودته للتدريبات بشكل طبيعي اليوم إثر تعافيه من الإصابة.
ولا شكل في جدارة كل منهم بوصف النجم ، ولكن المنتخب يدرك أن مباريات كأس العالم تتطلب في المقام الأول الترابط والتفاهم بين عناصر الفريق ، وهو ما أكد عليه توماس مونييه.
وقال مونييه "نشعر حقا بوحدتنا هنا. فعندما تتاح أمامنا فرصة من الوقت الحر ، نلعب سويا."
كذلك يعتمد المنتخب التونسي على الترابط والتفاهم بين عناصره آملا في استعادة التوازن سريعا بعد الهزيمة التي مني بها أمام إنجلترا 1 / 2 بهدف في الثواني الأخيرة.
وقال نبيل معلول المدير الفني للمنتخب التونسي "أتمنى أن تؤدي (تلك الهزيمة) إلى مستويات أعلى من التركيز في المباريات المقبلة."
وينتظر أن يجري معلول تغييرات بتشكيلته الأساسية ، حيث يرجح أن يدفع باللاعب أسامة حدادي مكان علي معلول في مركز الظهير الأيسر.
وأكد نبيل معلول أنه يطالب لاعبيه بالصمود والدفاع عن الراية الوطنية مثلما كانوا في المباراة الأولى.
وقال معلول ، على هامش تدريبات الفريق أمس الأول الأربعاء :"سأجري بعض التعديلات في التشكيلة خلال المباراة المقبلة أمام المنتخب البلجيكي يوم السبت المقبل".
وأوضح في حديثه عن المباراة الأولى :"الفريق الإنجليزي لديه عناصر ممتازة جدا سواء في الوسط أو الهجوم ، ما مكنهم من الضغط على دفاعنا بشكل كبير في الشوط الأول. وأنقذ معز حسان مرماه من ثلاث كرات... في الشوط الثاني ، عدلنا الخطة مما قلص خطورة المنتخب المنافس ولولا ذلك لكانت النتيجة ثقيلة".
ومن جانبه ، قال أسامة الحدادي :"طوينا صفحة الماضي. كل ما يجب فعله الآن هو التركيز على باقي المباريات وأن نستعد بشكل مناسب ونتمنى التوفيق. بعد اللقاء (أمام إنجلترا) مباشرة ، كانت هناك خيبة أمل كبيرة خاصة أننا خسرنا في الدقائق الأخيرة وأمام منافس بهذا الحجم ومن كرة ثابتة. سنحاول صنع اللعب أمام بلجيكا وفرض أسلوب لعبنا والتقدم إلى الأمام".