روسيا - أحمد عطا
خرجت المنتخبات العربية بخفي حنين من كأس العالم بل وبرعت في توديع البطولة جميعها من الجولة الثانية بعد أن مُنيت بـ8 هزائم في 8 مباريات خاضتها قبل الجولة الأخيرة من التصفيات.
ولولا وجود منتخبين عربيين في مجموعة واحدة لصار ممكناً أن نشاهد كأس عالم دون أي نقطة عربية واحدة رغم أنها نفس كأس العالم التي شهدت رقماً قياسياً في المشاركات العربية بوجود 4 منتخبات عربية لأول مرة.
السعودية
سقط المنتخب السعودي من علو في المباراة الافتتاحية عندما تم جره لنتيجة تاريخية هي ثاني أكبر النتائج في المباريات الافتتاحية قبل أن يعود في المباراة الثانية ويخسر من أوروغواي بهدف وحيد مع تحول كبير في الأداء.
السعوديون ومنذ المباريات الودية بدوا وأنهم منتخب قادر على التمرير والاستحواذ بشكل جيد، لكن كانت لديهم مشاكل واضحة في التحولات سواء من الهجوم للدفاع أو من الدفاع للهجوم.
الأولى ضرتهم في المباراة الافتتاحية حيث كان ارتداد السعوديين بطيئاً لحظة فقدان الكرة ولم يستطيعوا مجاراة الروس وإغلاق مناطق الوصول إلى مرماهم حيث بدا وأن عبدالله عطيف وسلمان الفرج أبعد ما يكون عن القدرة على إيقاف تلك المرتدات تاركين دفاع مهترئ في المباراة الأولى عرضة لطن من الهجمات الخطيرة.
الوضع تحسن على المستوى الدفاعي -وإن بقي كارثياً على مستوى حراسة المرمى- لكنه لم يتحسن هجومياً كثيراً حيث استمرت السعودية قادرة على الاحتفاظ بالكرة وتناقلها بشكل جيد لكن لم تتوفر تشكيلة خوان بيتزي على حلول كافية لاختراق دفاعات الأوروجواي ولم يستطع الفريق استغلال التحولات من الدفاع للهجوم لحظة قطع الكرة على الأوروجوانيين لعدم وجود عناصر كافية لتنفيذ الهجمة المرتدة فقد كان سالم الدوسري الوحيد تقريباً القادر على هذا الشيء.
وكان اشتراك المقهوي بدلاً من تيسير الجاسم المصاب تجسيداً لرغبة السعوديين المستمرة في التمرير وبناء اللعب لكن دون جدوى حيث لا تحركات بين الخطوط الأوروجويانية بينما سلمان الفرج مستمتعاً بالتمرير مع عطيف والمقهوي دون وجود صانع ألعاب رقم 10 حقيقي يستطيع التسلم في مناطق أهم من الملعب.
مصر
قدمت مصر مباراة جيدة أمام أوروجواي كادت فيها أن تخطف نقطة التعادل التي كانت قادرة على قلب الكثير من حساباتها في المجموعة إذ لربما سعت وقتها إلى التعادل مع روسيا لتلعب على الوصول أمام السعودية للنقطة الخامسة القادرة بنسبة كبيرة على إيصالها للدور التالي.
لكن كانت الدقائق الأخيرة قاتلة لأحلام الفراعنة بعد أن ارتقى خيمينيز لركلة حرة ووضعها برأسه كالسهم المغروس في قلوب المصريين ليظهر هشاشة دفاعات مصر أمام الكرات الثابتة أكثر من أي شيء آخر.
أداء مصر الجيد في المباراة الأولى أشعر كثيرين أنه بالإمكان الفوز على روسيا، ذلك الفوز الذي بات ضرورياً بعد أن بات التعادل لا يكفي لتفوق الروس في فارق الأهداف بعد انتصارهم الكبير أمام السعودية.
لكن مصر لم تكن قادرة على اقتناص هذا الفوز أمام روسيا بل تفوق الدب الروسي في أغلب أوقات المباراة واستغل حالة السقوط الحر للمصريين في بداية الشوط الثاني ليسجل وابلاً من الأهداف لم تنجح استفاقة بعدها في آخر نصف ساعة في إنقاذ الموقف.
هي مباراة أظهرت وأن هيكتور كوبر ربما مدرب جيد دفاعياً (رغم تراجع هذا الدفاع منذ معسكر ما قبل المونديال) لكن ليس لديه الكثير من الحلول الهجومية وأنه لا يتوفر على خطة بديلة غير الدفاع واللعب على أخطاء المنافس، فالأرقام تقول إن مصر لم تنجح في الفوز في أي مباراة تتأخر فيها النتيجة منذ أن هزمت الكونغو قبل قرابة العامين في تصفيات كأس العالم وهو ما يوضح بشدة كيف لا يستطيع الهجوم المصري اختراق أي دفاع متكتل.
البعض ارتأى أن كوبر بما عليه في حدود إمكانيات اللاعبين، البعض الآخر ارتأى أنه كان في الإمكان أفضل مما كان بينما ارتأى كثيرون أن مرحلة هيكتور كوبر آن لها أن تنتهي فيما انقسم هؤلاء الكثيرون ما بين من يرى أنه نجح في مهمته (بعد أن تأهل لكأس العالم ووصل لنهائي كأس الأمم) وما بين من يرى أنه يوجد الأفضل وأن قلة اللاعبين الجيدين هو وهم اخترعه كوبر وجهازه الفني بينما طالته انتقادات كثيرة حول القائمة التي ضمها وكيف كانت تمتلك رأس حربة واحد فقط.
المغرب
ارتأى كثيرون، ومنهم أنا، أن المغرب هي أقوى منتخب عربي وأنه لولا مجموعتها الصعبة لكانت ضامنة لمكانها في الدور التالي.
لم تخذل المغرب الجميع فقد أظهرت من جديد أنها المنتخب العربي الأقوى ولم تخسر سوى بهدف إيراني قاتل في الدقيقة الأخيرة عن طريق نيران بوحدوز الصديقة بينما خسرت أمام البرتغال في اللحظة الوحيدة التي هرب منها كريستيانو رونالدو من الرقابة ومن يُخطئ مرة أمام كريس يدفع الثمن كثيراً.
يدفع الثمن إذا كان يمتلك رعونة غير عادية أمام المرمى في هذه البطولة، فالمغرب كانت أحد أكثر المنتخبات محاولة على المرمى في أول جولتين من البطولة ومع ذلك لم تسجل أي هدف، وتفنن لاعبوها في إضاعة الفرصة تلو الأخرى بغرابة شديدة.
لا يمكن الحديث عن مشاكل عميقة للمنتخب المغربي، فبالفعل كان عدم التوفيق أحد أكثر الأشياء التي عاندتهم وربما كذلك كان التسرع في بعض الأحيان وعدم أخذ الوقت الكافي للتركيز في الهجمة سواء خلال إعدادها أو في المناطق المهمة من الملعب، وكانت أحد الأسباب التي تسببت في خروج محزن للمغاربة.
تونس
قدم نسور قرطاج كأس عالم مليئة بالمشاكل الدفاعية، فمن يترك مهاجماً مثل هاري كين وحيداً في منطقة الجزاء في الدقيقة 93!؟ ومن يبدأ مباراته أمام بلجيكا بكل هذه الفراغات في عمق الدفاع؟
على عكس التصفيات، بدت تونس وكأنها تخوص بطولة بلعب مفتوح أكثر من اللازم وهو الأمر الذي كان قد تسبب من قبل في إقالة هنري كازبرجاك عقب كأس الأمم لتعود نسور قرطاج إلى الواقعية مع نبيل معلول الذي يبدو وأنه قد اضطر لتغيير أسلوب اللعب ليصير هجومياً أكثر ليعوض خسارة يوسف المساكني.
ومن جديد كانت أخطاء الكرات الثابتة أحد أهم آفات العرب في المونديال ولم يسلم التونسيون من هذا الأمر أمام إنجلترا بالذات بتسجيل هاري كين لهدفيه.
أما أمام بلجيكا فكانت واضحة جداً تلك الثغرات التي بين ياسين مرياح وصيام بن يوسف والتي استمتع فيها روميلو لوكاكو بما لذ وطاب من مساحات فيما كان إدين هازارد يلعب مباراة تبدو ودية أكثر مما هي رسمية خاصة بعد الهدف الثالث للبلجيك والذي أسقط في يد التونسيين.
على كلٍ، ربما يمكن استخلاص بعض الإيجابيات وهي الاحتكاك بمنتخبات أقوى واكتساب خبرات أكبر لعل وعسى أن نشاهد العدد يزداد أكثر مع كأس العالم القادم.
خرجت المنتخبات العربية بخفي حنين من كأس العالم بل وبرعت في توديع البطولة جميعها من الجولة الثانية بعد أن مُنيت بـ8 هزائم في 8 مباريات خاضتها قبل الجولة الأخيرة من التصفيات.
ولولا وجود منتخبين عربيين في مجموعة واحدة لصار ممكناً أن نشاهد كأس عالم دون أي نقطة عربية واحدة رغم أنها نفس كأس العالم التي شهدت رقماً قياسياً في المشاركات العربية بوجود 4 منتخبات عربية لأول مرة.
السعودية
سقط المنتخب السعودي من علو في المباراة الافتتاحية عندما تم جره لنتيجة تاريخية هي ثاني أكبر النتائج في المباريات الافتتاحية قبل أن يعود في المباراة الثانية ويخسر من أوروغواي بهدف وحيد مع تحول كبير في الأداء.
السعوديون ومنذ المباريات الودية بدوا وأنهم منتخب قادر على التمرير والاستحواذ بشكل جيد، لكن كانت لديهم مشاكل واضحة في التحولات سواء من الهجوم للدفاع أو من الدفاع للهجوم.
الأولى ضرتهم في المباراة الافتتاحية حيث كان ارتداد السعوديين بطيئاً لحظة فقدان الكرة ولم يستطيعوا مجاراة الروس وإغلاق مناطق الوصول إلى مرماهم حيث بدا وأن عبدالله عطيف وسلمان الفرج أبعد ما يكون عن القدرة على إيقاف تلك المرتدات تاركين دفاع مهترئ في المباراة الأولى عرضة لطن من الهجمات الخطيرة.
الوضع تحسن على المستوى الدفاعي -وإن بقي كارثياً على مستوى حراسة المرمى- لكنه لم يتحسن هجومياً كثيراً حيث استمرت السعودية قادرة على الاحتفاظ بالكرة وتناقلها بشكل جيد لكن لم تتوفر تشكيلة خوان بيتزي على حلول كافية لاختراق دفاعات الأوروجواي ولم يستطع الفريق استغلال التحولات من الدفاع للهجوم لحظة قطع الكرة على الأوروجوانيين لعدم وجود عناصر كافية لتنفيذ الهجمة المرتدة فقد كان سالم الدوسري الوحيد تقريباً القادر على هذا الشيء.
وكان اشتراك المقهوي بدلاً من تيسير الجاسم المصاب تجسيداً لرغبة السعوديين المستمرة في التمرير وبناء اللعب لكن دون جدوى حيث لا تحركات بين الخطوط الأوروجويانية بينما سلمان الفرج مستمتعاً بالتمرير مع عطيف والمقهوي دون وجود صانع ألعاب رقم 10 حقيقي يستطيع التسلم في مناطق أهم من الملعب.
مصر
قدمت مصر مباراة جيدة أمام أوروجواي كادت فيها أن تخطف نقطة التعادل التي كانت قادرة على قلب الكثير من حساباتها في المجموعة إذ لربما سعت وقتها إلى التعادل مع روسيا لتلعب على الوصول أمام السعودية للنقطة الخامسة القادرة بنسبة كبيرة على إيصالها للدور التالي.
لكن كانت الدقائق الأخيرة قاتلة لأحلام الفراعنة بعد أن ارتقى خيمينيز لركلة حرة ووضعها برأسه كالسهم المغروس في قلوب المصريين ليظهر هشاشة دفاعات مصر أمام الكرات الثابتة أكثر من أي شيء آخر.
أداء مصر الجيد في المباراة الأولى أشعر كثيرين أنه بالإمكان الفوز على روسيا، ذلك الفوز الذي بات ضرورياً بعد أن بات التعادل لا يكفي لتفوق الروس في فارق الأهداف بعد انتصارهم الكبير أمام السعودية.
لكن مصر لم تكن قادرة على اقتناص هذا الفوز أمام روسيا بل تفوق الدب الروسي في أغلب أوقات المباراة واستغل حالة السقوط الحر للمصريين في بداية الشوط الثاني ليسجل وابلاً من الأهداف لم تنجح استفاقة بعدها في آخر نصف ساعة في إنقاذ الموقف.
هي مباراة أظهرت وأن هيكتور كوبر ربما مدرب جيد دفاعياً (رغم تراجع هذا الدفاع منذ معسكر ما قبل المونديال) لكن ليس لديه الكثير من الحلول الهجومية وأنه لا يتوفر على خطة بديلة غير الدفاع واللعب على أخطاء المنافس، فالأرقام تقول إن مصر لم تنجح في الفوز في أي مباراة تتأخر فيها النتيجة منذ أن هزمت الكونغو قبل قرابة العامين في تصفيات كأس العالم وهو ما يوضح بشدة كيف لا يستطيع الهجوم المصري اختراق أي دفاع متكتل.
البعض ارتأى أن كوبر بما عليه في حدود إمكانيات اللاعبين، البعض الآخر ارتأى أنه كان في الإمكان أفضل مما كان بينما ارتأى كثيرون أن مرحلة هيكتور كوبر آن لها أن تنتهي فيما انقسم هؤلاء الكثيرون ما بين من يرى أنه نجح في مهمته (بعد أن تأهل لكأس العالم ووصل لنهائي كأس الأمم) وما بين من يرى أنه يوجد الأفضل وأن قلة اللاعبين الجيدين هو وهم اخترعه كوبر وجهازه الفني بينما طالته انتقادات كثيرة حول القائمة التي ضمها وكيف كانت تمتلك رأس حربة واحد فقط.
المغرب
ارتأى كثيرون، ومنهم أنا، أن المغرب هي أقوى منتخب عربي وأنه لولا مجموعتها الصعبة لكانت ضامنة لمكانها في الدور التالي.
لم تخذل المغرب الجميع فقد أظهرت من جديد أنها المنتخب العربي الأقوى ولم تخسر سوى بهدف إيراني قاتل في الدقيقة الأخيرة عن طريق نيران بوحدوز الصديقة بينما خسرت أمام البرتغال في اللحظة الوحيدة التي هرب منها كريستيانو رونالدو من الرقابة ومن يُخطئ مرة أمام كريس يدفع الثمن كثيراً.
يدفع الثمن إذا كان يمتلك رعونة غير عادية أمام المرمى في هذه البطولة، فالمغرب كانت أحد أكثر المنتخبات محاولة على المرمى في أول جولتين من البطولة ومع ذلك لم تسجل أي هدف، وتفنن لاعبوها في إضاعة الفرصة تلو الأخرى بغرابة شديدة.
لا يمكن الحديث عن مشاكل عميقة للمنتخب المغربي، فبالفعل كان عدم التوفيق أحد أكثر الأشياء التي عاندتهم وربما كذلك كان التسرع في بعض الأحيان وعدم أخذ الوقت الكافي للتركيز في الهجمة سواء خلال إعدادها أو في المناطق المهمة من الملعب، وكانت أحد الأسباب التي تسببت في خروج محزن للمغاربة.
تونس
قدم نسور قرطاج كأس عالم مليئة بالمشاكل الدفاعية، فمن يترك مهاجماً مثل هاري كين وحيداً في منطقة الجزاء في الدقيقة 93!؟ ومن يبدأ مباراته أمام بلجيكا بكل هذه الفراغات في عمق الدفاع؟
على عكس التصفيات، بدت تونس وكأنها تخوص بطولة بلعب مفتوح أكثر من اللازم وهو الأمر الذي كان قد تسبب من قبل في إقالة هنري كازبرجاك عقب كأس الأمم لتعود نسور قرطاج إلى الواقعية مع نبيل معلول الذي يبدو وأنه قد اضطر لتغيير أسلوب اللعب ليصير هجومياً أكثر ليعوض خسارة يوسف المساكني.
ومن جديد كانت أخطاء الكرات الثابتة أحد أهم آفات العرب في المونديال ولم يسلم التونسيون من هذا الأمر أمام إنجلترا بالذات بتسجيل هاري كين لهدفيه.
أما أمام بلجيكا فكانت واضحة جداً تلك الثغرات التي بين ياسين مرياح وصيام بن يوسف والتي استمتع فيها روميلو لوكاكو بما لذ وطاب من مساحات فيما كان إدين هازارد يلعب مباراة تبدو ودية أكثر مما هي رسمية خاصة بعد الهدف الثالث للبلجيك والذي أسقط في يد التونسيين.
على كلٍ، ربما يمكن استخلاص بعض الإيجابيات وهي الاحتكاك بمنتخبات أقوى واكتساب خبرات أكبر لعل وعسى أن نشاهد العدد يزداد أكثر مع كأس العالم القادم.