يوسف ألبي

يعتبر المدرب الأورروغوياني المخضرم أوسكار تاباريز واحداً من أفضل المدربين على مستوى المنتخبات في العالم، كيف لا وهو الذي أعاد "السيليستي" للواجهة العالمية وصعد به إلى منصات التتويج بعد سنوات الترنح وفقدان الهوية ما أدى إلى غيابه بشكل واضح عن الظهور في المحفل العالمي وهي بطولة كأس العالم، بالإضافة إلى ابتعاده عن تحقيق بطولته المفضلة وهي كوبا أمريكا.

تولى تاباريز منتخب الأوروغواي على فترتين الأولى ما بين 1988 حتى 1990، حيث تمكن من قيادته لنهائي كوبا أمريكا عام 1989 قبل خسارته أمام المستضيف المنتخب البرازيلي، كما تأهل لنهائيات كأس العالم 1990، حيث ودع من دور الـ16 أمام إيطاليا مستضيفة البطولة آنذاك لتنتهي قصته التدريبية الأولى مع الأوروغواي، وبعد ذلك عاش منتخب أوروغواي فترات عصيبة وحرجة، حيث عجز عن التأهل إلى 3 نسخ من كأس العالم من أصل 4 بطولات متتالية، ما أدى إلى استعانة الاتحاد الأوروغوياني في عام 2006 بالخبير تاباريز لفترة ثانية من أجل إعادة بريق هذا المنتخب العريق.

ومنذ قيادة تاباريز دفة قيادة منتخب بلاده لفترة ثانية قبل اثني عشر عاماً وبالتحديد منذ عام 2006، تمكن من قيادة منتخب بلاده لتحقيق لقب كوبا أمريكا عام 2011 التي أقيمت في الأرجنتين بعد غياب دام ستة عشر عاماً، لتصبح أوروغواي أكثر منتخب تحقيقاً للقب برصيد خمسة عشر بطولة، كما تمكن من قيادة أوروغواي ثلاث مرات لكأس العالم بداية من عام 2010 حينها تمكن تاباريز من قيادة "السيليستي" للدور قبل النهائي للمرة الأولى منذ أربعين عاماً، ولكنها خسرت أمام هولندا واحتلت بعد ذلك المركز الرابع في البطولة، كما تأهل لمونديال البرازيل 2014 وودع البطولة من دور ثمن النهائي، فضلاً إلى مشاركته في بطولة كأس العالم 2018 المقامة حالياً على الأراضي الروسية.

ومن أسباب نجاح العجوز تاباريز، سياسته المحكمة وخطته الناجحة والتي تمكن من خلالها إعادة أوروغواي للواجهة من جديد، بالإضافة إلى نظرته الثاقبة ودقته الكبيرة في اختيار اللاعبين وثقته الكبيرة في قدراتهم وقراءته المميزة للمباريات، كما أنه يدرك ويعرف جيداً في توقيت إجراء التغييرات، حيث يعتمد في تكتيكه على الضغط العالي على الخصم والقتال حتى الرمق الأخير داخل أرضية الملعب، كما تمكن من بناء جيل ذهبي مثل اللاعبين السابقين دييغو فورلان ودييغو لوغانو، والنجوم الحاليين أمثال سواريز وكافاني وكاسيراس وغودين وخيمينيز والحارس فيرناندو موسليرا وغيرهم من اللاعبين.

وتمكن أفضل مدرب في أمريكا الجنوبية عامي 2010 و2011 وأفضل مدرب للمنتخبات في العالم عام 2011 وحامل الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية مع منتخب واحد، من قيادة الأوروغواي للتأهل لدور الـ16 من مونديال موسكو الحالي، حيث يأمل في الذهاب بعيداً في البطولة، ولم لا.. تحقيق البطولة في نهاية المطاف.