محمد خالد

أصعب اللحظات في عالم كرة القدم عندما تنطفئ الشموع، تختفي الأضواء، تتلاشى الابتسامات وتبقى وحدها الدموع تنسج الفصل الأخير من حكاية الأبطال والرجال العظماء، رجال بكوا في ليالٍ مظلمة تحت ومضات الكاميرات لتسجل حالة ضعفهم في كتب التاريخ. حالة ضعف، هكذا تصنف في قاموس الحياة، لكن قاموس الساحرة المستديرة يعرفها بأنها لحظات من الكبرياء تقاوم الانكسار. سيطر على الأحداث مشهد بكاء النجم البرازيلي نيمار بعد فوز السيلساو على حساب كوستاريكا بهدفين دون ردٍ، الجمعة، في ثاني جولات المجموعة الخامسة في بطولة كأس العالم 2018. على الرغم من أن البكاء مبكر في الجولة الثانية من كأس العالم خاصة وأن المنتخب البرازيلي لم يضمن على الأقل التأهل للدور الثاني من البطولة لذلك البعض اتهم نيمار بالمبالغة ومحاولته لإبعاد الأنظار عن مستواه الخجول حتى الآن في كأس العالم إلا أنه يجب مراعاة نيمار مع أخذ بالاعتبار بأنع حتى الآن لم ينضج كرويا ولا يستطيع السيطرة على مشاعره إن اصبح تحت الضغط. يجد نيمار نفسه محاصرًا بضغوط كبيرة، خاصة أن الجميع ينتظر مساعدته للبرازيل لاستعادة لقب كأس العالم 2002، مع وجود جيل رائع من اللاعبين الموهوبين والمتميزين، فالنجوم الكبار بقيمة نيمار، وميسي، وكريستيانو رونالدو، يتحملون المسؤولية، ودائما الجماهير تحاسبهم، وتضعهم في قمة المجد حين التألق، وأيضا تحاسبهم حسابا عسيرًا حين الفشل. نيمار حاليا هو أيقونة جيل البرازيل، وأعتقد أن بكاءه بعد التسجيل في مرمى كوستاريكا تعبير حقيقي عن الضغوط الهائلة التي عاشها خلال الفترة الأخيرة.