براءة الحسن

عندما فجرت آيسلندا كبرى مفاجآت يورو 2016 بالإطاحة بإنجلترا "مهد كرة القدم"، كتب أسطورة إنجلترا جاري لينيكر ساخراً "دولة لديها براكين أكثر من لاعبي كرة القدم تطيح بمهد كرة القدم"!

وفي مونديال روسيا 2018 صنعت آيسلندا الحدث مرة أخرى وباتت أصغر دولة من حيث عدد السكان تشارك في كأس العالم.

ويبلغ عدد السكان حوالي 333 ألف نسمة، ونجحت آيسلندا في خطف تعادل تاريخي أمام الأرجنتين بقيادة ميسي في الجولة الأولى.

ويكفي أن نقول إن عدد سكان آيسلندا ربما يساوي عدد مقاعد 3 ملاعب كرة قدم فقط!

في فصل الشتاء وبالتحديد في شهر ديسمبر تكون ساعات النهار 4 ساعات فقط، ويسود ظلام الليل على البلاد في 20 ساعة من اليوم، وبالطبع لا يُعد هذا الطقس الأمثل لممارسة كرة القدم.

لكن على الرغم من ذلك فإن شغف الجمهور الآيسلندي بكرة القدم كبير للغاية، هو ما يظهر حتى في المدرجات، لكن المفاجأة أن 20% من الشعب الآيسلندي طلب الحصول على تذاكر لتشجيع بلادهم في المونديال للمرة الأولى، حيث قالت سفيرة آيسلندا في موسكو إن واحداً من كل 5 مواطنين كان يسعى للسفر لروسيا لرؤية بلاده في كأس العالم.

شغف سكان آيسلندا بكرة القدم ظهر أيضاً في يورو 2016 الذي شهد تواجد 10% من سكان الدولة في المدرجات لتشجيع منتخب بلادهم الذي حقق مفاجأة كبيرة بإقصاء منتخب الأسود الثلاثة.

الحدث أيضاً صنعه جمهور بيرو، تلك الدولة المتواضعة كروياً، لكن جمهور بيرو فعل كل شيء من بيع ممتلكاتها وتناول البسكوت فقط، من أجل مشاهدة بلاده في كأس العالم للمرة الأولى منذ 36 عاماً.

وصل الأمر إلى حد قيام بعض الجماهير ببيع سياراتها والاستقالة من العمل والسفر 64 ساعة، فيما حضر البعض إلى روسيا بميزانية تقدر بألف يورو، ويعتمد في طعامه على البسكويت، وينام على الأرض، فيمت قرر البعض استقلال القطار إلى إيكاترينبرج في رحلة مجانية تستغرق 32 ساعة لمشاهدة مباراة فرنسا.

وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم أن 43583 تذكرة تم بيعها في بيرو لتصبح ثامن دولة أكثر حضوراً في كأس العالم رغم أن التقارير تؤكد أنهم أكثر من ذلك، كما أن الكثير منهم سافر إلى روسيا دون تذاكر، وبعضهم لم ينجح في سفره بسبب عدم امتلاكه لجواز سفر.