(د ب أ)

مع انطلاق منافسات الدور الثاني (دور الستة عشر) ببطولة كأس العالم 20108 لكرة القدم ، يتصارع المنتخب البرتغالي بطل أوروبا مع منتخب أوروجواي المتوج بطلا للعالم مرتين ، غدا السبت على بطاقة التأهل لدور الثمانية ، لكن المباراة ستشهد في الوقت نفسه صراعا يتوقع أن تخطف الأضواء ، بين النجمين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأوروجوياني لويس سواريز.

ورغم أن مباراة الغد ، المقررة على ملعب استاد فيشت الأولمبي في سوتشي ، تحسم صراعا في المونديال ، لا شك في أن صراعات الدوري الإسباني ستفرض نفسها ، عبر المواجهة بين رونالدو نجم ريال مدريد وسواريز لاعب غريمه التقليدي برشلونة.

وتعد مواجهة الغد ، والتي يتأهل الفائز منها إلى دور الثمانية لمواجهة الفائز في مباراة دور الستة عشر بين الأرجنتين وفرنسا ، المقررة غدا أيضا ، خارج إطار التوقعات بشكل كبير.

وسبق للمنتخبين البرتغالي والأوروجوياني أن التقيا مرتين سابقتين فقط ، وذلك في مباراتين وديتين ، أولهما في 1966 في لشبونة وانتهت بفوز البرتغال 3 / صفر ، وثانيهما في البرازيل عام 1972 وانتهت بالتعادل 1 / 1 .

ويحظى منتخب أوروجواي بثقة عالية بعد أن حقق العلامة الكاملة في الدور الأول بثلاثة انتصارات على مصر وروسيا والسعودية ليتأهل من صدارة المجموعة الأولى.

ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للمنتخب البرتغالي ، الذي استهل مشواره في المونديال بتعادل مثير 3 / 3 مع نظيره الإسباني بطل العالم 2010 ، ثم تغلب على صلابة المنتخب المغربي بالفوز 1 / صفر قبل أن يتعادل مع إيران 1 / 1 في الجولة الثالثة الأخيرة ، مستفيدا من تألق رونالدو الذي سجل ثلاثية (هاتريك) أمام إسبانيا قبل أن يحرز هدف الفوز في شباك المغرب.

وقال فيرناندو سانتوس، المدير الفني للمنتخب البرتغالي "إنه (منتخب أوروجواي) فريق هائل ، لديه مدير فني (أوسكار تاباريز) قاده لمدة 12 عاما. ويعرف ما يرغب في تحقيقه خلال المباراة."

وأضاف "سنواجه منافسا قويا ، ولن تكون المباراة سهلة على أي من الفريقين. لكنني أثق كثيرا في لاعبينا وأتوقع تأهلنا إلى الدور المقبل."

وقال لاعب المنتخب البرتغالي سيدريك سواريز "لديهم لاعبون متميزون كما هو الحال بالنسبة لنا ، لديهم مجموعة من أفضل اللاعبين في العالم."

وأضاف "سندرس الفريق المنافس. إنه فريق قوي لكننا نتمتع أيضا بقدرات عالية وسنسعى للفوز بالمباراة."

ولا شك في أن المنتخب البرتغالي سيواصل الاعتماد على نجمه وقائده رونالدو الذي سيسعى بالتأكيد لتعزيز رصيده التهديفي في البطولة ، وتعويض إهداره ضرب جزاء في مباراة إيران.

ومع بلوغ رونالدو 33 عاما من العمر ، يتوقع بشكل كبير أن تكون النسخة الحالية هي الأخيرة له في كأس العالم ، وهو ما يعزز رغبته في تقديم كل ما لديه أملا في الوصول بالفريق إلى النهائي والصراع على منصة التتويج ، وذلك بعد موسم سجل خلاله 26 هدفا للريال في الدوري الإسباني ، وتصدر كذلك قائمة هدافي دوري الأبطال برصيد 15 هدفا وقاد الملكي للقب الأوروبي.

كذلك يتمتع سواريز ، مهاجم ليفربول الإنجليزي السابق ، بثقة عالية بعد أن سجل لبرشلونة 25 هدفا في الموسم الماضي في الدوري وتوج معه باللقب ، وقد سجل هدفين خلال المونديال الحالي ، ليرفع رصيده في سجل مشاركاته بكأس العالم إلى سبعة أهداف خلال عشر مباريات.

كذلك يتطلع سواريز لتقديم عروض أفضل من أجل محو ذكرياته السيئة في المونديال ، حيث انتهت مشاركتيه السابقتين بشكل مخيب للأمال.

فقد طرد سواريز في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا خلال مباراة دور الثمانية أمام غانا بسبب تصديه للكرة بيده وحرمان الفريق الغاني من التقدم ، وبعدها بأربعة أعوام ، أثار حالة من الجدل خلال مونديال البرازيل إثر عضته الشهيرة للإيطالي جيورجيو كيليني ، وقد أوقف بسببها لمدة أربعة أشهر.

أما رونالدو ، فلا شك في أنه سيتوخى الحذر ، بعد أن حالفه الحظ في عدم الحصول على بطاقة حمراء خلال مباراة إيران واكتفى الحكم بمنحه إنذار ، وذلك إثر توجيه ضربة للاعب من الفريق المنافس.

ولن يعتمد منتخب أوروجواي بشكل كلي على سواريز وحده ، حيث يعلق الفريق أماله أيضا على شريكه الهجومي إدينسون كافاني ، كما يعتمد المنتخب الأكثر تتويجا ببطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) على صلابة دفاعه الذي لم يسمح بخطورة كبيرة على شباك الحارس فيرناندو موسليرا الذي لم يهتز مرماه بأي هدف حتى الآن في البطولة الحالية.

وذكرت صحيفة "ماركا" الإسبانية أن موسليرا تدخل للدفاع عن شباكه سبع مرات فقط خلال المباريات الثلاث لأوروجواي في دور المجموعات.

وأضافت الصحيفة "آخر مرة سابقة لم تهتز فيها شباك أوروجواي طوال دور المجموعات ، كانت في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا ، وقد أنهى الفريق حينها مشاركته في المونديال في المركز الرابع. كريستيانو رونالدو سيواجه مهمة صعبة في دور الستة عشر."

لكن إحصائية ترجح كفة البرتغال في التوقعات ، حيث حقق منتخب أوروجواي الفوز في آخر ثلاث مباريات جمعته بمنتخبات أوروبية في دور المجموعات بالمونديال ، لكنه لم يحقق ذلك في أي دور فاصل بالبطولة منذ عام 1970 ، عندما فاز حينها على منتخب الاتحاد السوفييتي في دور الثمانية ليتأهل إلى المربع الذهبي.