لا تبدو المشاركة الأولى لمنتخب بنما في نهائيات كأس العالم لكرة القدم مثيرة للإعجاب على الورق، خاصة وأن الخسارة أمام المنتخب التونسي 1 / 2 أمس الخميس في سارانسك جعلتهم بسجل لا يحسدون عليه حيث خاضوا ثلاث مباريات خسروها جميعا وتلقوا 11 هدفا وسجلوا هدفين.
ولكن أي شخص رأى الإثارة المحمومة لدى جماهير بنما في روسيا، يعلم أن، بالنسبة لبنما، وصولهم إلى المونديال كان إنجازا في حد ذاته.
وقال هيرنان داريو جوميز مدرب منتخب بنما عن الخسارة أمام المنتخب التونسي :"نحن نتعلم، هذه هي فلسفتنا. كانت مباراة بين فريقين متساويين".
ورفض جوميز تلميحات الصحفيين بأن منتخب بنما كان أسوأ منتخب في كأس العالم، حيث قال "قبعنا في آخر ترتيب المجموعة، ولكن هل حقا كنا أسوأ فريق؟"
وأشار جوميز إلى أن منتخب بنما في وضع غير موات لبلدان أخرى من حيث التدريب والنظام الأكاديمي. وقال المدرب الكولومبي أن تطوير هذه الأشياء مهم.
وكانت هذه المشاركة هي الثالثة لجوميز في كأس العالم مع ثلاث منتخبات مختلفة، حيث قاد منتخب كولومبيا في مونديال 1998 والإكوادور في مونديال 2002 وكانت هذه المرة هي الثالثة التي يودع فيها المونديال من دور المجموعات.
ولم يحدد المدرب مستقبله مع منتخب بنما، حيث قال :" سأحصل على بعض الوقت وبعد ذلك سأتخذ القرار. في هذه اللحظة أنا مرهق بعض الشيء".
في الوقت نفسه، يعود المنتخب التونسي إلى بلاده، ولكنهم سعداء بالحصول على ثلاث نقاط بعد الخسارة أمام إنجلترا وبلجيكا.
وقال فخر الدين بن يوسف، الذي سجل هدف التعادل لمنتخب تونس بعد أن سجل ياسين مرياح هدفا بالخطأ في مرماه ليمنح بنما التقدم :"كان هذا يوما عظيما لتونس".
وبعد نهاية المباراة سجد العديد من اللاعبين على أرضية الملعب. رغم أنهم لم يتأهلوا، وشعر المنتخب التونسي أن هذه النتيجة بمثابة مصالحة للجماهير بعد الخسارة 2 / 5 أمام المنتخب البلجيكي في موسكو.
وتحمل المدرب نبيل معلول نصيبه من المسؤولية عن الهزيمة وقال إنه تعلم الدروس.
وقال معلول :"إذا كنت تعلم أن الفريق الآخر أفضل، وأن لديهم مهاجمين أقوياء، إذا يرجح أن تدافع بشكل عميق". الطريقة التي لعبوا بها أمام المنتخب البلجيكي كانت "قريبة من مهمة انتحارية".
كانت مباراة بنما قصة مختلفة. وقال معلول "فزنا بالمباراة بجدارة"، مضيفا، أنهم قدموا أفضل ما عندهم في مجموعة صعبة، وقال أيضا :"عندما انتهى بنا الأمر في هذه المجموعة، لم يكن بإمكاننا إلا أن نحلم باحتلال المركز الثالث".
كان بن يوسف /27 عاما/ هو السبب الرئيسي في الفوز.
وكان بن يوسف، لاعب الاتفاق السعودي، في حاجة ماسة للفوز على بنما وكان سعيدا أيضا بتسجيل الهدف الأول للمنتخب التونسي.
وقال :"كنا نريد تحقيق الفوز، وأردت التسجيل – وفعلت هذا".
ومن النادر أن تجد منتخبين راضيين عن توديع البطولة من دور المجموعات. ولكن، بالنسبة لبنما وتونس كانت مشاركتهما في هذه البطولة تمثل الفخر أكثر منها تحقيقا للنتائج، وبالتأكيد هذا ما تحقق.