رفض الاتحاد التونسي لكرة القدم التعليق على مستقبل نبيل معلول المدير الفني للمنتخب التونسي كما لم يكشف المدرب من جهته عن قراره النهائي بشأن البقاء في منصبه من عدمه.
وكان معلول أثار الشكوك حول مستقبله مع المنتخب التونسي من خلال تصريحاته في المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب فوز المنتخب التونسي على نظيره منتخب بنما 2 / 1 امس الخميس في الجولة الأخيرة من دور المجموعات.
وقال معلول : "مثل عادتي ، سأستخير الله سبحانه وتعالى وأصلي صلاة استخارة وأقرأ الفاتحة. وسأتوجه حسبما يوجهني الله".
وفجر هذا الطلب جدلا في الاعلام الرياضي في تونس ولكنه أشار ضمنيا إلى امتلاك المدرب لخيارات أمامه بما في ذلك البقاء في منصبه.
وودع المنتخب التونسي المونديال بعد هزيمتين أمام إنجلترا 1 / 2 وبلجيكا 2 / 5 وفوز على بنما 2 / 1 ، وهو الفوز الثاني للمنتخب الثاني في تاريخ مشاركاته الخمس في كأس العالم حيث يرجع أول انتصار إلى مونديال الأرجنتين 1978 عندما فاز على المكسيك 3 / 1.
وقال الإعلامي الرياضي علي الخميلي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :"ما يحصل من ضغط شعبي كبير أمام الفشل والخيبات التي تجرعها الجمهور عوامل تؤكد أن انسحاب معلول أقرب إلى أي شيء آخر".
وأضاف الخميلي :"هذا المدرب لا يستطيع الذهاب بعيدا بهذه الأفكار والاستراتيجيات الفاشلة".
وكان رد معلول الذي برز أكثر بسلوكه المتدين في مشوار المونديال، كفيل بإشعال الجدل والانتقادات في تونس.
وقال الإعلامي الرياضي بصحيفة "لابراس" الناطقة بالفرنسية سامي العكرمي :"على الشعب التونسي أن ينتظر صلاة الاستخارة لنبيل معلول حتى يقرر مستقبله مع المنتخب. أنا أقول أننا نحن من يقرر. الشعب التونسي هو من سيقرر أن يبقى أم لا".
وأضاف العكرمي أن ظهور معلول وهو يبكي في مباراة بلجيكا وارتدائه القفازات أثناء التدريبات، بعد إصابة حارسي المرمى، إهانة لصورة المدرب الوطني للمنتخب.
لكن مظاهر التدين لمدرب تونس جلبت الانتقادات والانتباه بشكل أكبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما بعد الهزيمة الكبيرة ضد بلجيكا 2 / 5.
وظهر معلول في أكثر من فيديو يتلو القرآن ويتوجه بالدعاء إلى الله، في الطائرة وفي غرف تغيير الملابس مع اللاعبين.
وكتب الاعلامي محمد بوغلاب أحد أشد المنتقدين لمعلول في تدوينة له “انا استخرت الله عز وجل قبله .. ونتيجة الاستخارة: معلول .. ارحل".
وقال الخميلي :"أراد معلول اللعب على الوتر الديني. وكلنا يعلم ان قراءة سورة الفاتحة كان يمكن أن تكون سرا وليس رياء وتظاهرا لينتهي الأمر بصلاة الاستخارة بعد أن خلق المرارة في نفوس شعب بأكمله".
وقدم المنتخب التونسي مستويات جيدة في المباريات الودية قبل المونديال حيث فاز على المنتخب الإيراني 1 / صفر وعلى كوستاريكا بذات النتيجة وتعادل مع البرتغال 2 / 2 وتركيا بذات النتيجة قبل أن يخسر بصعوبة أمام المنتخب الإسباني بهدف نظيف.
وعززت تلك النتائج من مشاعر الثقة في المنتخب حيث دفعت المدرب معلول إلى التكهن بإمكانية الوصول الى الدور ربع النهائي من المسابقة.
لكن الصدمة كانت قوية بعد الانهيار ضد بلجيكا وقبلها الهزيمة القاسية في الوقت بدل الضائع أمام المنتخب الإنجليزي ليكتفي النسور في الأخير بفوز معنوي على بنما.
وقال الخميلي :"عندما يحتفل المدرب والاتحاد بفوز يتيم من 40 عاما فهذا دليل على أن هذا الاتحاد تحنط في الوقت الذي تدور فيه عقارب الساعة بسرعة".
وأضاف الخميلي :"فاز المنتخب التونسي في مونديال 1978 عندما كان يمثل إفريقيا وحده. اليوم يشارك إلى جانب تونس أربع منتخبات من القارة. لكن المسؤولين ما زالوا يفكرون بنفس العقلية منذ 40 عاما".
كان نبيل معلول قد استلم مهامه في قيادة نسور قرطاج في نيسان/أبريل من العام الماضي خلفا للمدرب هنري كاسبارجاك وقاده للفوز على مصر في أولى مباريات التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية بجانب التأهل إلى المونديال، من دون أي هزيمة في تسع مباريات متتالية.