رغم غياب النجوم الاستثنائيين ، أمثال زلاتان إبراهيموفيتش وهنريك لارسون ، نجح المنتخب السويدي في استعادة الثقة التي كانت مفقودة منذ فترة طويلة ، وهو ما يتسلح به في مواجهة نظيره السويسري المقررة غدا الثلاثاء على ملعب "كريستوفسكي" ضمن منافسات الدور الثاني (دور الستة عشر) ببطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم المقامة بروسيا.
وفجر المنتخب السويدي مفاجأة إثر تأهله من صدارة مجموعته بالدور الأول التي ضمت المكسيك وكوريا الجنوبية وألمانيا حاملة اللقب.
ويتوقع الكثيرون أن المنتخب السويدي لن يستطيع قطع شوط أطول في البطولة الحالية لكن الحال يبدو مختلفا بين الجماهير السويدية التي ارتفع سقف طموحها وباتت تتطلع إلى أن يحقق الفريق إنجاز مونديال 1994 حينما وصل إلى الدور قبل النهائي.
ويلتقي الفائز من المنتخبين ، في الدور الثمانية ، الفائز من مباراة دور الستة عشر المقررة غدا بين المنتخبين الإنجليزي والكولومبي.
وترى الجماهير السويدية أن منتخبها يقدم حاليا عروض لم يقدمها منذ مونديال 1994 بأمريكا ، والذي شهد تعادلين للسويد أمام الكاميرون والبرازيل ثم انتصار أمام روسيا ، وبعدها أطاحت السويد بمنتخبي السعودية ورومانيا ، قبل أن تخسر في الدور قبل النهائي أمام البرازيل ، حينما حسمت المباراة بهدف سجله روماريو في الدقيقة 80 .
وبعدها شهد المنتخب السويدي مواهب بارزة مثل فريدي ليونبرج وهنريك لارسون لكنه لم يحقق الكثير في أي بطولة كبيرة.
وأخفق المنتخب السويدي في التأهل لنهائيات مونديال 1998 بفرنسا كما لم يتجاوز الدور الثاني في نسختي 2002 و2006 ، وأخفق مجددا في التأهل لنهائيات نسختي 2010 و2014 .
وجاء إخفاق السويد في التأهل للنسختين السابقتين رغم تواجد النجم زلاتان إبراهيموفيتش الذي يعد لدى الكثيرين أفضل لاعب كرة قدم في تاريخ السويد.
ورغم غيابه عن قائمة المنتخب ، أبدى إبراهيموفيتش ثقته في أن الفريق قادر على مواصلة المشوار في البطولة الحالية حتى منصة التتويج.
وقال إبراهيموفيتش مهاجم لوس أنجليس جالاكسي الأمريكي عقب تأهل السويد إلى دور الستة عشر بالمونديال "قلت قبل بدء كأس العالم ، أن المنتخب سيذهب بعيدا في البطولة وربما يفوز باللقب."
وأضاف "إنني فخور للغاية بكوني سويدي ، وأتجول حاملا العلم السويدي. لقد فرضت هيمنتي على المستوى العالمي والآن يفرض المنتخب هيمنته أيضا."
وجاء فوز السويد على المكسيك 3 / صفر في مباراتهما بالجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة السادسة ، ليبرهن مجددا على العمل الجاد الهائل للمنتخب السويدي والذي قاده للتفوق على منتخب مدجج بالنجوم.
وقال يان أندرسون المدير الفني للمنتخب السويدي "إنني فخور للغاية ، وتاثرت كثيرا إزاء ما قدمناه في المباراة."
أما المنتخب السويسري ، فيعلق أماله بشكل كبير على تألق النجم شيردان شاكيري صانع ألعاب الفريق ، والذي سجل هدف الفوز 2 / 1 في شباك صربيا في الوقت القاتل بمباراة الفريقين في الجولة الثانية ، والذي لعب دورا كبيرا في التأهل.
ولم يصل المنتخب السويسري إلى دور الثمانية منذ مونديال 1954 ، الذي أقيم في سويسرا.
ورغم غياب ستيفان ليشتستاينر وفابيان شار ، بسبب الإيقاف ، ربما يعاني المنتخب السويدي في التعامل مع صلابة إميل فورسبيرج.
كذلك يتطلع المهاجم السويسري بريل إيمبولو ، المولود في الكاميرون ، إلى إيجاد الثغرات لاختراق الدفاع السويدي الصلب.
وقال إيمبولو في تصريحات لموقع الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) "المنتخب السويدي فريق قوي لكننا سنكون مستعدين بشكل جيد للغاية. سنقدم كل ما لدينا من أجل التأهل لدور الثمانية."
وتابع "قبل عامين ، خسرنا أمام بولندا في دور الستة عشر من كأس الأمم الأوروبية. وقد تعلمنا درسا من ذلك... وهنا نجحنا في استعادة التوازن بعد التأخر مرتين (أمام البرازيل وصربيا) ، وهذا يظهر استعدادنا للمزيد."