يوسف ألبي

لم تكن الأراضي الروسية "فأل خير" على منتخبات القارة السمراء أبداً خلال مونديال موسكو 2018، والذي شهد مأساة كبيرة على المنتخبات الأفريقية الخمسة وهي مصر وتونس والمغرب ونيجيريا والسنغال التي خرجت جميعها من دور المجموعات من البطولة لأول مرة منذ 36 عاماً (مونديال لإسبانيا 82).

والمتتبع لبطولات كأس العالم بعد مونديال إسبانيا، سيلاحظ قوة القارة السمراء وحضورها اللافت في الأدوار الإقصائية، حيث حافظت المنتخبات الأفريقية على ذلك الحضور المبهر منذ مونديال المكسيك 1986 إلى مونديال البرازيل 2014، متفوقة وبقوة على منتخبات القارات الآسيوية وأمريكا الشمالية وأوقيانوسيا وهو ما يؤكد تطور المنتخبات الأفريقية في ثمان بطولات متتالية لكأس العالم.

وحتى نستعيد الذاكرة المونديالية للمنتخبات الأفريقية، فيمكننا القول إن مونديال المكسيك 86 شهد ولأول مرة صعود منتخب المغرب للدور 16 من تلك البطولة، وهو أول فريق عربي وأفريقي يتأهل لهذا الدور من بطولة كأس العالم، ثم أقصي من تلك البطولة بعد خسارته من منتخب ألمانيا الغربية بهدف ماتيوس قاتل في الأوقات الأخيرة، أما في مونديال إيطاليا 90، فقد شهد تأهل منتخب الكاميرون بقيادة اللاعب الاستثنائي روجيه ميلا، حيث صعد بمنتخبه إلى دور الثمانية بعد تسببه في خروج كولومبيا من تلك البطولة، وتحقيقه لانتصار تاريخي على حامل اللقب آنذاك وهو منتخب الأرجنتين بقيادة الأسطورة دييغو مارادونا في المباراة الإفتتاحية، ولكن في دور ربع النهائي خسر أمام منتخب الأسود الثلاثة "إنجلترا" في الأشواط الإضافية، كما كان منتخب نيجيريا على موعد مع التاريخ في مونديال 94 في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تمكن رفاق رشيدي يكيني وأوماكاشي وفي مشاركته الأولى في تلك البطولة من الوصول إلى دور 16، ولكنه اصطدم بالمنتخب الإيطالي الذي تمكن من تحويل خسارته بهدف إلى فوز ثمين بهدفين لهدف عن طريق اللاعب الكبير روبرتو باجيو.

وفي مونديال فرنسا 98 واصل المنتخب النيجيري تألقه، وتأهل للدور الـ16 قبل أن تتوقف مسيرته بالخسارة أمام منتخب الدنمارك بقيادة بيتر شمايكل والأخوين لاودروب، وفي البطولة التي أقيمت على الأراضي الأسيوية 2002 فجر المنتخب السنغالي مفاجأة مدوية وفي أول مشاركة له بعد أن تأهل للدور الـ8 قبل الخسارة أمام منتخب تركيا "الحصان الأسود، الذي حقق لاحقاً المركز الثالث في تلك البطولة، وقد حقق رفقاء الحاج ضيوف فوزاً تاريخياً على منتخب فرنسا حاملة اللقب آنذاك بقيادة الأسطورة زين الدين زيدان.

وفي مونديالي 2006 و2010 اللذين أقيما في ألمانيا وجنوب أفريقيا على التوالي، تأهل المنتخب الغاني "النجوم السوداء" للدور 16 و8، وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل لنصف نهائي 2010 لولا الخسارة الدراماتيكية بركلات الجزاء أمام أوروغواي.

وفي كأس العالم في البرازيل 2014 تأهل "محاربو الصحراء" الجزائر وبجيل رائع للدور الـ16، حيث توقف حلم المنتخب العربي بالخسارة الشاقة أمام منتخب ألمانيا الذي توج باللقب لاحقاً.

ولكن هذه الاستمرارية في الأدوار الإقصائية للمنتخبات الأفريقية توقفت في البطولة الحالية المقامة على الأراضي الروسية، فهل يستمر هذا النحس على القارة السمراء في مونديالات أخرى بعد روسيا؟؟