مجدي حسونة ميونيخ

بأي عدالة يخرج أفضل اللاعبين في دور المجموعات من الدور الأول لكأس العالم وبأي منطق في كرة اللا منطق يخرج اللاعبون بدموع وداعية بعد أداءٍ استثنائي في بطولة فاقت بمتعتها كل التصورات، لا عدالة في كرة القدم إن كان اللاعبون يتألقون ويأتي خطأ من لاعب آخر يضيع تعبهم خلال المباريات، وهناك بالفعل 5 لاعبين تألقوا مع منتخبات بلادهم في الدور الأول لبطولة كأس العالم بالنسخة الروسية ولكنهم ودعوا ولم يكملوا المسيرة وخرجوا وهم مرفوعو الرأس لأنه تم اختيارهم الأفضل في الدور الأول على حساب لاعبين يعتبرون من الأفضل في العالم، وهؤلاء اللاعبون هم:

أولاً: الحارس هيون أوه جو - كوريا الجنوبية

تمكن حارس منتخب كوريا الجنوبية هيون أوه جو من لفت أنظار العالم له بعد التألق الملفت الذي قدمه رفقة منتخب بلاده الذي غادر بطولة كأس العالم المقامة حالياً في روسيا، فاستطاع الحارس الكوري التصدي لـ6 كرات أمام منتخب ألمانيا القوي، وسبق له التألق والتميز في مباراة منتخب بلاده أمام السويد، وظهر هيون أوه جو سداً منيعاً في وجه لاعبي المنتخب السويدي من خلال تصدياته الرائعة، ولكن الحارس تعرض لخيبة أمل بعد احتساب الحكم السيلفادوري جويل أغويلار لركلة جزاء ضده واستطاع من خلالها اللاعب أندرياس غرانكفيست تسجيل هدف الفوز الوحيد لمنتخب السويد على كوريا الجنوبية، وكذلك فعل أمام المكسيك لكن نقص الخبرة عند لاعبي المنتخب الكوري الجنوبي حرمهم من الفوز على المكسيك والذي فاز عليهم بهدفين مقابل هدف،

وكشر الحارس الكوري هيون أوه جو عن أنيابه في المباراة التي جمعتهم ضد المنتخب الألماني وأظهر للعالم أجمع عن قوته ووقف أمام لاعبي المانشافت كالصخرة الكبيرة إذ تصدى لجميع محولاتهم التي تكسرت أمام شباكه نظراً للعمل الرائع الذي كان يقوم به، ما ساهم بإخراج بطل العالم 2014 من مونديال روسيا وهو يجر أذيال الخيبة.

ثانياً: نور الدين إمرابط - المغرب

ضمت تشكيلة نجوم الدور الأول من كأس العالم لاعب المنتخب المغربي نور الدين إمرابط، حيث كان اللاعب العربي الوحيد المتواجد في قائمة أفضل لاعبي الدور الأول بعد الأداء القوي والمهارات الرائعة التي أظهرها خلال مشاركته مع منتخب بلاده ضد منتخبات إيران والبرتغال وإسبانيا، واستحق إمرابط لقب رجل مباراة المغرب ضد البرتغال لكن اللجنة المنظمة منحت الجائزة إلى البرتغالي كريستيانو رونالدو، ورغم الأداء الجيد للمنتخب المغربي خلال البطولة لكنه لم يستطع الصعود إلى الدور الثاني، فخلال مباراته ضد إيران تألق جميع لاعبيه وفي مقدمتهم إمرابط لكن الحظ خيب آمالهم في الدقيقة الأخيرة فخسروا اللقاء بهدف، وعلى نفس المنوال خسروا لقاء البرتغال واستطاع صناعة هدف في اللقاء الأخير ضد إسبانيا والذي انتهى بالتعادل الإيجابي بهدفين لهدفين، ورغم إصابته في رأسه خلال مباراة إيران إلا أنه فاعل ومؤثر للغاية في أرضية الميدان وشكل خطورة كبيرة على دفاع البرتغال وإسبانيا...

ثالثاً: وهبي الخزري - تونس

رغم مغادرة المنتخب التونسي منافسات كأس العالم من دورها الأول بعد وقوعه في مجموعة صعبة ضمت المنتخب الإنجليزي والبلجيكي وبنما إلا أن مهاجم المنتخب التونسي وهبي الخزري رفض أن يخرج دون أن يكون له تأثير على أدائه خلال مشاركته مع المنتخب، فاستطاع الخزري تقديم مباراة قوية ومميزة ضد المنتخب الإنجليزي، فتسبب في ركلة جزاء أحرز منها فرجاني ساسي هدف التعادل لكن هاري كين تمكن من تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة، وتمكن وهبي من تسجيل هدف في شباك منتخب بلجيكا رغم خسارة المباراة، ويدين المنتخب التونسي له بالفضل بعد تسجيله لهدف الفوز في شباك بنما ليفوز بجائزه أفضل لاعب في المباراة وليحقق المنتخب التونسي فوزه الأول في البطولة والثاني عربياً.

رابعاً: أحمد موسى - نيجيريا

كان يمكن للتاريخ أن يكتب بطريقة مختلفة بالنسبة إلى لاعب المنتخب النيجيري أحمد موسى بعد أن كان قريباً من معادلة رقم النجم الكاميروني روجيه ميلا صاحب الأهداف الخمسة مع الأسود بالمونديال، وتألق النيجيري أحمد موسى وقاد منتخب بلاده لفوز هام وثمين على حساب منتخب آيسلندا بهدفين نظيفين، وسجل موسى هدفي النسور الخضراء في شباك المنتخب الآيسلندي، موسى سبق وأن سجل ثنائية في شباك الأرجنتين في نسخة 2014 بالبرازيل رافعاً رصيده من الأهداف في الموندبال للرقم 4، ويتصدر الغاني أسامواه جيان قائمة هدافي القارة الأفريقية خلال تاريخ مشاركات منتخباتها بالمونديال برصيد 6 أهداف.

وأخيراً: أدريسا جويي - السنغال

مما لا شك فيه أن التألق الملفت للمهاجم السنغالي ساديو ماني كان أحد الأسباب الرئيسة في عدم المعرفة بالنجم أدريسا جويي، وعلى الرغم من تألق المنتخب ككل لكن يبقي هناك لاعب يقوم بأدوار غير عادية في خط المنتصف وهو ما غير بدوره شكل المباريات كلياً خلال المونديال، هذا اللاعب هو إدريسا جويي، فتمكن جويي من فرض احترام جميع من تابع مباريات منتخب السنغال، من خلال شراسته ونشاطه المتواصل في وسط الملعب والتزامه التكتيكي في جميع المباريات والتي جعلت منه من أفضل لاعبي خط وسط في المونديال في الدور الأول، وتظهر الخطورة الحقيقية بأنه لا يكتفي فقط بالجانب الدفاعي بل يضيف ثقلاً غير عادي في الخط الهجومي.