هو أحد أكثر المهاجمين إثارة لخوف المنافسين في العالم على الإطلاق، نظرا لسماته الجسدية المميزة وطوله الفارع 1.9 سم ولكنه في صغره كان هو من يشعر بالخوف دائما، هذا هو البلجيكي روميلو لوكاكو، الذي كان يخشى البقاء في دائرة الفقر وأثار خوفه هذا نزعة الصراع من أجل البقاء داخله ومن ثم الهروب لعالم كرة القدم وتحقيق مسيرة رائعة به.
وقال اللاعب البلجيكي في عمود نشره على منصة "ذا بلايرز تريبون" الإعلامية على الإنترنت: عندما رأيت والدتي تمزج اللبن بالماء أدركت أن كل شيء انتهى.
وأضاف لوكاكو، الذي روى أيضا الصعوبات التي واجهها وهو طفل صغير، قائلا: لم يكن لدينا نقود كافية للأسبوع بأكمله، كنا محطمين، لم نكن فقراء وحسب، بل محطمين.
وكانت الصعوبات التي واجهها هذا الطفل الصغير، ذو الأصول الكونغولية، صاحبة الفضل الأول في تحديد طموحه في كرة القدم، وعن هذا تحدث لوكاكو قائلا: كنت أرغب في أن أكون اللاعب الأفضل في تاريخ بلجيكا، كان هذا هدفي، وليس أن أكون جيدا أو عظيما وحسب، بل الأفضل، لعبت بطموح كبير لعدة أسباب، لأن الفئران كانت تجري في منزلنا ولأنني لم أكن أستطيع رؤية دوري أبطال أوروبا بسبب عدم امتلاكنا تلفازاً، ولأنني كنت أرى كيف ينظر إلي الآباء الآخرون.
ويعتبر لوكاكو، الذي يواجه مع بلجيكا المنتخب البرازيلي يوم الجمعة في دور الثمانية لبطولة كأس العالم 2018 بروسيا، منذ وقت طويل الهداف التاريخي لبلاده.
وقام المهاجم البلجيكي (25 عاماً) بنشر عموده الذي يحمل اسم لدي أشياء لأقولها خلال الأيام الأولى لمشاركته مع منتخب بلاده في المونديال.
وبعد أيام قليلة من نشره هذا العمود، سجل لوكاكو هدفيه الثالث والرابع في المونديال أمام تونس، وكان هذان الهدفان هما الثنائية الثانية له على التوالي، مما جعله ينضم إلى النجم الأرجنتيني السابق دييغو أرماندو مارادونا الذي كان حتى المونديال الحالي آخر اللاعبين تحقيقا لهذا الإنجاز.
وإذا كان لوكاكو قد عانى في طفولته من الفقر المدقع، فهو الآن وبعد أن بلغ الـ 25 من العمر أصبح يقارن باللاعبين الأفضل في كرة القدم العالمية.
وطبقا للإحصائيات يعتبر هذا اللاعب صاحب البشرة السمراء هو المهاجم الأفضل في تاريخ بلجيكا، برصيد 40 هدفا، 17 منها سجلت في المباريات الـ 12 الأخيرة.
وقال ايدن هازارد، قائد المنتخب البلجيكي، متحدثا عن لوكاكو: هذا الشخص يستحق كل شيء، إنه يعمل بجد في التدريبات، يسجل الكثير من الأهداف، ولهذا نفوز بالمباريات.
ورغم ذلك، لا يعتبر لوكاكو لاعبا مثيرا للاهتمام بالنسبة للجماهير، فلم تكن الأمور في هذا الصدد سهلة على الإطلاق بالنسبة لمهاجم مانشستر يونايتد، وذلك بسبب أصوله الأجنبية.
ولوكاكو هو مهاجم ذو مهارات وقوة كبيرة ويتمتع بقدرة هائلة على الحسم أمام المرمى، ويشكل بجانب كيفين دي بروين وايدن هازارد خطا هجوميا مرعبا في بلجيكا، حيث اعتاد هذا اللاعب المميز أن يستغل بأفضل طريقة ممكنة جميع الفرص التي يصنعها له زميلاه.
وقال الإسباني روبرتو مارتينيز، المدير الفني لبلجيكا، الذي سجل فريقه 12 هدفا في أربع مباريات بالمونديال: إنه لاعب مهم بالنسبة لنا، حتى بدون كرة.
ولكن الأرقام والإحصائيات لا تعني شيئا للوكاكو، الذي استطرد قائلا: متى يتحقق النجاح في هذه البطولة؟ أعتقد أنه يتحقق عندما تفوز بها.
ويعد الوصول لنهائي المونديال في 15 يوليو الجاري بالعاصمة الروسية موسكو هو الهدف الأكبر الذي يسعى هذا الجيل الذهبي لبلجيكا لتحقيقه. وأكمل لوكاكو قائلا: كل مباراة لعبتها كانت بمثابة نهائي، عندما كنت ألعب في الحديقة وأنا طفل صغير كانت مباراة نهائية أيضا. وفي روسيا يتطلع لوكاكو لخوض نهائي آخر، ولكن من نوع فريد، ليس من أجله فقط ولكن من أجل أناس آخرين أيضا.