موسكو - بلال نصورقبل المونديال كانت الأمور سوداوية في روسيا التي لم تنجح بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في اجتياز دور المجموعات من كأس العالم.استضافت روسيا كأس العالم دون أن تحقق أي فوز في 7 مباريات ودية، وبتراجع رهيب في التصنيف العالمي للفيفا وصل للمركز الـ70 عالمياً.كما أن تشكيلة منتخب روسيا ضمت أسماء مغمورة، لدرجة أنهم أقنعوا المدافع المخضرم سيرجي إجناشيفيتش، بالعدول عن قرار الاعتزال الدولي بعد عدة إصابات في خط الدفاع.في ظل هذه الظروف كان الكل ينتظر أن تنجح مصر أو السعودية في الإطاحة بروسيا من المجموعة الأولى، لكن الروس حققوا أفضل بداية ممكنة لمنتخب مضيف بانتصارات بخماسية وثلاثية على المنتخبين العربيين.بعد المواجهة أمام العملاق الإسباني في دور الـ16، اعتقد الكثيرون أن مسيرة روسيا قد انتهت فعلياً هذه المرة، وزاد الاقتناع بهدف إسبانيا الأول، لكن روسيا "قاومت" وتعادلت، وجرت المباراة لركلات الترجيح وحسمتها.أمام كرواتيا كان الحلم الروسي قائماً في مواصلة المشوار لنصف النهائي، وأظهرت ندية كبيرة، لكن القدر لم ينصفها هذه المرة في ركلات الترجيح مرة أخرى، بل وكانت على مقربة من الفوز بها.الشجاعة الروسية تمثلت في أن الفريق أظهر روحاً قتالية كبيرة في المباريات، لدرجة أنهم كانوا الأكثر ركضاً بين المنتخبات المشاركة، ولم يستسلم لاعبو الدب الروسي أمام إسبانيا أو أمام كرواتيا رغم أن قبل البطولة كان أحد الكتاب الروسي يصلي يومياً لعبور دور المجموعات!أخيراً بقي القول أن روسيا ستحقق قفزة عملاقة في التصنيف الجديد الذي سيصدر بعد المونديال وبإمساك القلم والحاسبة، فمن المتوقع أن تصل القفزة 30 مركزاً على أقل تقدير.