محمد المصري

يغني أنصار المنتخب الإنجليزي "سنعود إلى المنزل - Back to home".. ولكن هنا يقصدون العودة بكأس العالم إلى مهد كرة القدم، بينما كانت في السابق مجرد مزحة لاعبين لذويهم بأنهم عائدون للديار مبكراً.

لكن إن عادت إنجلترا للوطن بكأس العالم ستكون بفضل رجل واحد.. غاريث ساوثغيت، الذي أسس منتخباً قوياً وواعداً وطموحاً، سواء في التصفيات أو حتى دور الثمانية على أقل تقدير.

على الرغم من قيادة الفريق فقط في أول بطولة كبرى له كمدرب، إلا أن ساوثغيت استحوذ على عين العالم من خلال تصرفاته الغريبة على الخط.

ربما لا يعرف البعض أن ساوثغيت في صغره مارس ألعاب القوى، وعرف كيف يتفوق رياضياً ودراسياً في صغره.

وبصرف النظر عن كرة القدم، كان ساوثغيت جزءاً من فريق الرجبي المدرسي.

اشتهر ساوثغيت من خارج الخطوط بملابسه الأنيقة والمميزة عن بقية المدربين، فيما تعكس تصرفاته شغفه بكرة القدم، وبتواضعه.

يتذكر سيمون أوزبورن زميله السابق في كريستال بالاس بأنه كان يمني النفس بترك بصمة في كرة القدم الإنجليزية ويستعد دائماً للقفزة الكبيرة التي يمكن أن تصل به إلى المستويات العليا في كرة القدم العالمية.

خلال الفترة التي قضاها مع كريستال بالاس، كان ساوثغيت حريصاً على الاستفادة القصوى من أي فرصة للعب وفي أي مركز.

لعب في عدة مراكز بما في ذلك الظهير الأيمن أو الظهير الأيسر أو الظهير الأيسر أو في وسط الملعب خلال الفترة التي قضاها مع فريق الشباب في كريستال بالاس وكان دائماً حريصاً على مساعدة الفريق عند الحاجة.

وما لا يعرفه البعض أن ساوثغيت رفض في البداية منصب تدريب إنجلترا، فبعد أن أمضى 3 سنوات في قيادة مدرب منتخب إنجلترا تحت 21 سنة من عام 2013 حتى عام 2016، عرض عليه منصب مدرب إنجلترا بشكل مؤقت بعد استقالة سام ألارديس بعد مباراة واحدة فقط بسبب الفضيحة الشهيرة التي تورط فيها.

رفض ساوثغيت العرض في البداية، قبل أن يقبل وبفضل ما أنجزه تحصل على عقد مدته 4 سنوات بعد ذلك بوقت قصير.

آمن ساوثغيت بالشباب في إنجلترا، وقضى على الحراس القدامى، واهتم بكل التفاصيل لدرجة أنه وضع لحارس مرماه أين سيسدد لاعبي كولومبيا ركلات الترجيح، ووضع تكتيكات خاصة بالضربات الثابتة جعلت من إنجلترا أفضل المنتخبات في استغلالها.. كل هذا يؤكد ميلاد مدرب كبير في بطولة كبيرة.