مع إسدال الستار على فعاليات بطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم بروسيا ، لا يزال نظام حكم الفيديو المساعد (فار) في بؤرة الضوء بعدما ساهم في حسم المباراة النهائية للبطولة.
ومنح الحكم الأرجنتيني نيستور بيتانا ضربة جزاء للمنتخب الفرنسي في الشوط الأول من المباراة النهائية أمس الأحد على استاد "لوجنيكي" بالعاصمة الروسية موسكو بعد مشاهدة الإعادة للكرة التي ارتطمت بيد اللاعب الكرواتي إيفان بيرسيتش داخل منطقة الجزاء ليتقدم المنتخب الفرنسي على نظيره الكرواتي 2 / 1 قبل نهاية الشوط الأول فيما انتهت المباراة بفوز المنتخب الفرنسي 4 / 2 .
وساعدت ركلة الجزاء المنتخب الفرنسي كثيرا في كسر طموح نظيره الكرواتي علما بأنها المرة الأولى التي يحتكم فيها لنظام (فار) بالمباريات النهائية لكأس العالم حيث طبق هذا النظام للمرة الأولى في بطولات كأس العالم للكبار من خلال النسخة الحالية.
ولم يمنح بيتانا ركلة الجزاء في البداية للمنتخب الفرنسي ولكن حكم الفيديو الإيطالي ماسيميليانو إيراتي طالبه بمراجعة اللعبة بنفسه عبر شاشة الفيديو. وبالفعل ، أطال بيتانا النظر إلى الواقعة قبل أن يشير إلى احتساب ركلة جزاء للفريق الفرنسي.
وصمم نظام (فار) لتصحيح الأخطاء الواضحة فيما تظل لمسة اليد متروكة لتقدير الحكم.
وقرر بيتانا أن يد بيرسيتش تحركت بشكل غير مألوف تجاه الكرة التي خرجت إلى ركلة ركنية.
وقال نجم كرة القدم الألماني السابق يورجن كلينسمان المدير الفني السابق للمنتخب الألماني (مانشافت) : "عندما لا تكون متأكدا ، لا يمكنك احتساب هذه الكرة ضربة جزاء".
كما أبدى جاري لينيكر مهاجم المنتخب الإنجليزي اندهاشه واعتراضه بشأن احتساب هذه الكرة ضربة جزاء.
وقال المدافع الإنجليزي الدولي السابق ريو فيرديناند ، الذي يعمل أضبا بلجنة اللاعبين السابقين في هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" ، "أعتقد أن احتساب ضربة جزاء لفرنسا من هذه اللعبة كان قرارا خاطئا تماما... هذا المنتخب الكرواتي سيشعر بألم صعب للغاية".
وشعر زلاتكو داليتش المدير الفني للمنتخب الكرواتي فعليا بالحزن خاصة وأن احتساب ضربة الجزاء جاء بعد دقائق من تعادل المنتخب الكرواتي بهدف سجله بيرسيتش نفسه علما بأن المنتخب الفرنسي سجل هدف التقدم في الدقيقة 18 بركلة حرة لعبها أنطوان جريزمان وحولها المهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش عن طريق الخطأ برأسه إلى داخل مرمى فريقه.
وسدد جريزمان ركلة الجزاء بهدوء محرزا هدف التقدم 2 / 1 . وقال جريزمان مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني : "حافظت على هدوئي" في إشارة إلى أنه لم ينشغل بالاعتراضات الكرواتية التي استغرقت بعض الوقت ضد قرار الحكم الخاص باحتساب ركلة الجزاء.
وفي الشوط الثاني ، سجل بول بوجبا وكيليان مبابي هدفين آخرين للمنتخب الفرنسي فيما استغل ماندزوكيتش خطأ فادحا من حارس المرمى الفرنسي هوجو لوريس وسجل الهدف الثاني للمنتخب الكرواتي والذي لميكن سوى وسيلة لتعزية الفريق الكرواتي.
وقال داليتش : "لم أعلق من قبل على التحكيم... ولكن دعوني أقول عبارة واحدة : في نهائي كأس العالم ، لا تحتسب هذه اللعبة ضربة جزاء... هذا لا يقلل من انتصار المنتخب الفرنسي ولكن ربما جانبنا الحظ بعض الشيء في مباراة النهائي بعدما حالفنا في المباريات الست الماضية لنا بالبطولة".
وأضاف : "أحترم الحكم. فعل ما رآه. عندما يكون (فار) لصالحك يكون نظاما جيدا ، وعندما لا يكون لصالحك يكون سيئا. هذا كل ما يمكنني قوله بهذا الشأن. (فار) شيء جيد لكرة القدم".
ودافع آخرون عن قرار بيتانا. وقال الحكم السويسري السابق إيرس ماير ، في تصريحات إعلامية ، إن ضربة الجزاء يمكن احتسابها ولكنها لم تكن لتحتسب دون وجود (فار) .
وأعلن الألماني جيرنوت رور المدير الفني للمنتخب النيجيري عن تأييده لقرار الحكم قائلا إنه عندما تكون اليد بعيدة عن الجسد ، مثلما هي في هذه الحالة ، "تكون ضربة جزاء واضحة".
وهذه هي المرة ال20 التي يستخدم فيها نظام (فار) في مباريات البطولة الحالية ، طبقا لما أكده الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) .
وكان السويسري جياني إنفانتينو رئيس الفيفا من أكبر الداعمين لنظام (فار) بدعوى أنه يجعل اللعبة أكثر عدالة.
وكان بيتانا ، الذي أدار المباراة الافتتاحية للبطولة أيضا ، صدم المنتخب الكرواتي في وقت مبكر من مباراة الأمس عندما احتسب الركلة الحرة التي أدت لهدف التقدم برأس ماندزوكيتش.
وأوضحت الإعادة التلفزيونية للعبة أن الخطأ الذي احتسبه بيتانا كان لسقوط جرييزمان الذي كان أقرب للسقوط بسهولة عن السقوط نتيجة العرقلة.
ولكن ، طبقا للوائح نظام (فار) ، لا يمكن استخدام هذا النظام للتحقق من صحة هذا.