أحمد عطا
إليك معلومة اليوم.. مساحة روسيا أكبر من مساحة كوكب بلوتو! يكفيك أن تعرف هذه المعلومة لتدرك كم المعاناة التي عاشها المشجعون والصحافيون أثناء رحلتهم داخل الدولة الروسية لسبر أغوار كأس العالم وما حوله!
نعم ما حوله ربما يكون بنفس الأهمية، فأجواء كأس العالم دائماً تكون خاصة جداً، إنه اجتماع الأمم المتحدة على مستوى الشعوب وليس الرؤساء يا صديقي!
خلال رحلتنا في روسيا كان يمكنك أن تشاهد نصف جنسيات العالم بلا مبالغة.. يحتفلون في صخب كبير ومرح أكبر حيث لا عنصرية تظهر ولا حدود تفصل.
شارع لوبيانا في موسكو كان أحد هذه الأماكن التي لا يمكن تفويت زيارتها.. إضاءة مبهرة في الأعلى وأهازيج الجماهير من كل حدب وصوب تصدح بأغاني بلادها وتشارك الآخرين أغاني بلادهم.. شخصياً في يكاترينبرج وقبل مباراة مصر وأوروغواي رقصت مع الأوروغوانيين بقميصهم السماوي على أغنيتهم الشهيرة "سوي سيلستي" أو "أنا سماوي" باللغة الإسبانية قبل أن أقترح عليهم تغيير الكلمات إلى "أنا مصري" ليرقصوا معي أيضاً!
هناك يعتبر العربي هو الأجنبي أكثر من أغلب الأشخاص الآخرين! الروس يهتمون هناك بالتصوير مع من يختلف عنهم كثيراً في الشكل فستجدهم يتجاوزون الشقراء الفرنسية الفاتنة ليلتقطوا الصور مع أجعد الشعر العربي، ويا ويلك -أو ربما يا حظك يتوقف هذا على من يريد التصوير معك- إن كنت ترتدي أحد تقاليع الجماهير المحببة.
فإن كنت ترتدي عقالاً عربياً فتأكد أنك ستقضي نصف ساعة على الأقل واقفاً في مكانك تلتقط الصور مع الجميع.. ينطبق نفس الأمر عليك إن كنت ترتدي قبعة تونس الشهيرة أو زياً للفراعنة المصريين أو غيرها من تلك الأزياء المميزة.
في روسيا 2018 تشعر وأنك تحب الجميع وأن الجميع يحبك.. لا أحد يتكلم في السياسة ولا الخلافات بين الدول بل يتحدثون فيما يجمعهم فقط.. لا تنسَ أن الأوروبيين لم يحضروا بكثرة والأمريكان لم يتأهلوا أساساً والموجودون بغزارة هم شعوب العالم المسكينة الأخرى من لاتينيين وعرب وأفارقة وآسيويين!
قد تطير إلى روستوف لتفاجأ أن الطقس مختلف تماماً عن موسكو وأنه في زيارتك القادمة إلى روسيا سيكون عليك إحضار ملابسك كلها لتكون جاهزاً لمختلف الأنواع من المناخ، لكنك ستلاحظ أن الفتيات في روستوف أكثر جمالاً من أي مدينة أخرى وربما يفسر قربها من جورجيا وأرمينيا هذا الأمر.. نعم نعم للجمال درجات!
وإن طرت إلى فولجوجراد فربما تخمّن أن أحد أسباب عدم انضمام روسيا إلى الاتحاد الأوروبي هو الذباب والبعوض! لم أشاهد ذبابة واحدة في إنجلترا بينما تعج فولجوجراد بما لذ وطاب من الحشرات الطائرة الصغيرة منها والكبير فيما يؤكد سكانها أن هذا الأمر يظهر في 3 شهور فقط في العام، بينما يمتلكون أبد الدهر تمثالاً هو الأروع في روسيا كلها على تلة ماماييف لسيدة تحمل سيفا وهو التمثال الأكبر في أوروبا وصنع خصيصًا لتخليد معركة ستالينجراد الشهيرة.
أما إن كانت سارانسك هي وجهتك فقد تقع في غرام المدن الصغيرة الروسية حيث الهدوء والطبيعة الخلابة والمطاعم الجميلة مع المزيد من المتحمسين جداً لالتقاط الصور معك مع قلة المباريات -وبالتالي الأجانب- لديها في المدينة.
وإن لم يعجبك كل هذا فإن سانت بيترسبرج هي التي اجتمع الجميع على جمالها.. حسناً أيها السعوديون كنتم أذكياء في اختيار مقركم الدائم مع المدينة الأجمل في روسيا بكل جدارة.
خليط ساحر بين لندن ذات المباني الرائعة المضاءة باحترافية وبين أمستردام ذات القنوات الداخلية التي تسير فيها المراكب الصغيرة مع لمسة فنية روسية لا ريب فيها تزين كنائسها التاريخية ومبانيها الحكومية.
حذروا كثيراً من أن روسيا بلدٌ خطر وأن زيارته محفوفة بقلق كبير، لكن ما شاهدناه كان عكس ذلك.. سواء كانت هذه هي الحقيقة أو أنها كانت حقيقة مؤقتة فإن كأس العالم كان دون شوائب كثيرة من جانب الشعب الروسي، ممتعاً في أجوائه شيقاً في كواليسه، أما على مستوى كرة القدم فنترك الحكم لكم.
{{ article.visit_count }}
إليك معلومة اليوم.. مساحة روسيا أكبر من مساحة كوكب بلوتو! يكفيك أن تعرف هذه المعلومة لتدرك كم المعاناة التي عاشها المشجعون والصحافيون أثناء رحلتهم داخل الدولة الروسية لسبر أغوار كأس العالم وما حوله!
نعم ما حوله ربما يكون بنفس الأهمية، فأجواء كأس العالم دائماً تكون خاصة جداً، إنه اجتماع الأمم المتحدة على مستوى الشعوب وليس الرؤساء يا صديقي!
خلال رحلتنا في روسيا كان يمكنك أن تشاهد نصف جنسيات العالم بلا مبالغة.. يحتفلون في صخب كبير ومرح أكبر حيث لا عنصرية تظهر ولا حدود تفصل.
شارع لوبيانا في موسكو كان أحد هذه الأماكن التي لا يمكن تفويت زيارتها.. إضاءة مبهرة في الأعلى وأهازيج الجماهير من كل حدب وصوب تصدح بأغاني بلادها وتشارك الآخرين أغاني بلادهم.. شخصياً في يكاترينبرج وقبل مباراة مصر وأوروغواي رقصت مع الأوروغوانيين بقميصهم السماوي على أغنيتهم الشهيرة "سوي سيلستي" أو "أنا سماوي" باللغة الإسبانية قبل أن أقترح عليهم تغيير الكلمات إلى "أنا مصري" ليرقصوا معي أيضاً!
هناك يعتبر العربي هو الأجنبي أكثر من أغلب الأشخاص الآخرين! الروس يهتمون هناك بالتصوير مع من يختلف عنهم كثيراً في الشكل فستجدهم يتجاوزون الشقراء الفرنسية الفاتنة ليلتقطوا الصور مع أجعد الشعر العربي، ويا ويلك -أو ربما يا حظك يتوقف هذا على من يريد التصوير معك- إن كنت ترتدي أحد تقاليع الجماهير المحببة.
فإن كنت ترتدي عقالاً عربياً فتأكد أنك ستقضي نصف ساعة على الأقل واقفاً في مكانك تلتقط الصور مع الجميع.. ينطبق نفس الأمر عليك إن كنت ترتدي قبعة تونس الشهيرة أو زياً للفراعنة المصريين أو غيرها من تلك الأزياء المميزة.
في روسيا 2018 تشعر وأنك تحب الجميع وأن الجميع يحبك.. لا أحد يتكلم في السياسة ولا الخلافات بين الدول بل يتحدثون فيما يجمعهم فقط.. لا تنسَ أن الأوروبيين لم يحضروا بكثرة والأمريكان لم يتأهلوا أساساً والموجودون بغزارة هم شعوب العالم المسكينة الأخرى من لاتينيين وعرب وأفارقة وآسيويين!
قد تطير إلى روستوف لتفاجأ أن الطقس مختلف تماماً عن موسكو وأنه في زيارتك القادمة إلى روسيا سيكون عليك إحضار ملابسك كلها لتكون جاهزاً لمختلف الأنواع من المناخ، لكنك ستلاحظ أن الفتيات في روستوف أكثر جمالاً من أي مدينة أخرى وربما يفسر قربها من جورجيا وأرمينيا هذا الأمر.. نعم نعم للجمال درجات!
وإن طرت إلى فولجوجراد فربما تخمّن أن أحد أسباب عدم انضمام روسيا إلى الاتحاد الأوروبي هو الذباب والبعوض! لم أشاهد ذبابة واحدة في إنجلترا بينما تعج فولجوجراد بما لذ وطاب من الحشرات الطائرة الصغيرة منها والكبير فيما يؤكد سكانها أن هذا الأمر يظهر في 3 شهور فقط في العام، بينما يمتلكون أبد الدهر تمثالاً هو الأروع في روسيا كلها على تلة ماماييف لسيدة تحمل سيفا وهو التمثال الأكبر في أوروبا وصنع خصيصًا لتخليد معركة ستالينجراد الشهيرة.
أما إن كانت سارانسك هي وجهتك فقد تقع في غرام المدن الصغيرة الروسية حيث الهدوء والطبيعة الخلابة والمطاعم الجميلة مع المزيد من المتحمسين جداً لالتقاط الصور معك مع قلة المباريات -وبالتالي الأجانب- لديها في المدينة.
وإن لم يعجبك كل هذا فإن سانت بيترسبرج هي التي اجتمع الجميع على جمالها.. حسناً أيها السعوديون كنتم أذكياء في اختيار مقركم الدائم مع المدينة الأجمل في روسيا بكل جدارة.
خليط ساحر بين لندن ذات المباني الرائعة المضاءة باحترافية وبين أمستردام ذات القنوات الداخلية التي تسير فيها المراكب الصغيرة مع لمسة فنية روسية لا ريب فيها تزين كنائسها التاريخية ومبانيها الحكومية.
حذروا كثيراً من أن روسيا بلدٌ خطر وأن زيارته محفوفة بقلق كبير، لكن ما شاهدناه كان عكس ذلك.. سواء كانت هذه هي الحقيقة أو أنها كانت حقيقة مؤقتة فإن كأس العالم كان دون شوائب كثيرة من جانب الشعب الروسي، ممتعاً في أجوائه شيقاً في كواليسه، أما على مستوى كرة القدم فنترك الحكم لكم.