براءة الحسن

بات الجانب الاقتصادي والمالي جزءا مهما في صفقات اللاعبين في كرة القدم الحديثة، خاصة في عملية بيع القمصان.

وهزت صفقة انتقال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من ريال مدريد إلى يوفنتوس أرجاء كرة القدم، حيث وصلت قيمتها لنحو 105 مليون يورو.

وبحسب ما يعتقد البعض فإن بيع القمصان الجديدة للاعب من شأنها أن تغطي قيمة الصفقة، وبحسب عدة تقارير فقد قيل إن يوفنتوس قد جني حوالي 60 مليون دولار في أول 24 ساعة فقط من إعلان الصفقة.

وهذا يطرح السؤال الأهم، هل حقاً بيع القمصان قادر على تغطية مبلغ الصفقة؟

الإجابة ببساطة لا، ولا حتى يقترب من تغطيتها.

***

مثال

لنأخذ صفقة انتقال نيمار إلى باريس سان جيرمان في الصيف الماضي كمثل، حيث تكلفت 222 مليون يورو، وبحسب الأرقام فباريس سان جيرمان باع ما يقرب من 526 ألف قميص في العام كمتوسط.

ويبلغ متوسط سعر القميص حوالي 90 يورو، وبناء على ذلك تكون مبيعات القميص قد وصلت إلى 47 مليون يورو، وهذا الرقم ضعيف جداً مقارنة بالمبلغ الذي دفعه باريس لضم نيمار.

لكن حتى هذا الرقم لا يدخل كله في خزينة النادي الباريسي!

***

ما هي الحقيقة؟

أندية كرة القدم بطبيعة الحالي تتعاقد مع شركات لتصنيع الملابس مثل نايكي وأديداس، وهذه الشركات تدفع مبالغ كبيرة لهذه الأندية لوضع شعارها والاستفادة من بيع القمصان أيضًا.

فعلى سبيل المثال يحصل مانشستر يونايتد على 82 مليون يورو سنوياً من شركة أديداس، فهل من المنطقي أن هذه الشركات تدفع 82 مليون يورو ولا تستفاد بأي شيء من قيمة بيع القمصان؟!

إذاً الأمر غير منطقي، فالشركة لا تدفع هذه المبالغ من أجل وضع شعارها فقط، لكنها تعود بأرباح من بيع القمصان، أي أن دخل بيع القمصان يذهب للشركة المصنعة وجزء منه يذهب للنادي.

وسيتساءل البعض لماذا لا تقوم الأندية بتصنيع أقمصتها بأنفسها وتحتفظ بذلك بـ100% من العائدات؟ والجواب بسيط لأنها أندية كرة قدم وليس شركات تصنيع ملابس رياضية!

وهذه الأندية لا تمتلك شبكات لتوزيع الملابس وتسليم ملايين الأقمصة حول العالم كل عام، صحيح أن الأندية تقوم بتسويق العديد من خدماتها عبر الإنترنت، لكنها تبقى ضئيلة مقارنة بما هو مطلوب لتصنيع وتسويق وتوزيع المنتوجات على نطاق عالمي.

***

الخلاصة

يحصل النادي من الشركة التي تصنع له قميصه على عائد سنوي ثابت وهو ما نسميه بالرعاية السنوية، بالإضافة إلى نسبة من المبيعات تختلف نسبتها بين نادٍ وآخر بحسب الشهرة وحجم المبيعات.

فبالعودة لمثال نيمار فباريس سان جيرمان حصل فقط على 1.8 مليون يورو من بين قمصان اللاعب البرازيلي!

وبالتالي فمقولة إن بيع القمصان يغطي قيمة الصفقة هي مقولة خاطئة، وغير حقيقية.