لندن - أحمد عطا
يعيش ليفربول وجماهيره حالة من الانتشاء الكروي وذلك بعد موسم ماضي ناجح مقارنة بسابقيه، وهو الموسم الذي تم البناء عليه بشكل مميز جداً في سوق الانتقالات بعد أن أجرى الفريق ميركاتو قوي حاول فيه يورجن كلوب وإدارة النادي سد النواقص التي عانى منها في الموسم الماضي.
وكانت كريزة تلك النشوة هي الانتصار الكبير على مانشستر يونايتد بنتيجة 4/1، ورغم أنها مباراة ودية بالكثير من الاحتياطيين ولاعبي الفريق الرديف إلا أنها نجمت حالة من الثقة في المعسكر الليفربولي وذلك قبل أقل من أسبوعين على انطلاق منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز.
وعلى سيرة الدوري الإنجليزي الممتاز فإن أحلام جماهير النادي الأحمر لن تهدأ إلا بمعانقة كأس تلك البطولة التي استعصت على النادي منذ قرابة الـ30 عاماً.
وإذا نظرنا إلى ميركاتو الفريق فإنه ينذر بتطور فرص الريدز في المنافسة على اللقب مقارنة بأي موسم آخر منذ موسم انزلاقة ستيفن جيرارد الشهيرة.
فعلى صعيد الدفاع بدأ ليفربول الميركاتو الخاص به مبكراً عندما استقدم فان دايك في يناير الماضي ليتحول دفاع الفريق بشكل مذهل إلى مستوى ممتاز ليصبح ثاني أقوى دفاع في البطولة في النصف الثاني منها.
إلا أن هذا لم يمنع بقاء صداع حراسة المرمى موجوداً رغم تحسن كاريوس النسبي المتزامن مع وصول فان دايك، لكن الحارس الألماني قام بمباراة كارثية في نهائي دوري أبطال أوروبا كلّف فريقه خسارة النهائي أمام ريال مدريد.
"أحداث يناير" لم تتوقف عند وصول فان دايك بل رحل خلالها كوتينيو ليمتلك يورجن كلوب ميزانية عظيمة للانتقالات بفعل الأموال المرصودة أصلاً إضافة إلى المبلغ الخاص بقيمة انتقال الدولي البرازيلي ليجلب كلوب برازيليًا آخر لكن في أكثر مركز يحتاج الفريق فيه إلى دعم وهو مركز حراسة المرمى الذي بات أخيراً يقف بين خشباته حارس من ضمن فئة الأفضل على مستوى العالم هو أليسون بيكر وذلك بعد معاناة طويلة مع هذا المركز على مدار سنواتٍ طوال وليس سنة واحدة.
لم تتوقف التدعيمات فوصل نابي كيتا وفابينهو في منتصف الملعب ليعوضا رحيل إيمري تشان وإصابة أليكس تشامبرلين الطويلة، قبل أن يأتي التدعيم الأخير مع الخط الأمامي ليتعاقد ليفربول مع جناح ستوك سيتي الهابط، شيردان شاكيري.
السؤال الذي يفرض نفسه حالياً .. ما مدى قدرة ليفربول على المنافسة على لقب الدوري؟
بالنظر لميركاتو الفريق فإن رفع الجودة كان واضحاً في مركز حراسة المرمى بينما بقى الدفاع بشكله الحالي، وبالنظر لمستوى النصف الثاني من الموسم فالأمر مقبول رغم أن الفريق ربما احتاج لمدافع آخر بجودة عالية ليكون بديلاً ممتازاً لفان دايك ولوفرين -الذي أعاد ثقته في نفسه في كأس العالم- فماتيب وكلافان لا يبدوان مطمئنين في حالة الاحتياج لهما في المباريات الكبرى خاصة الثاني.
في خط الوسط كان الفريق ليأمل في عمق أكبر للتشكيلة لكن إصرار تشان على الرحيل وإصابة تشامبرلين المؤسفة لم تمنح الريدز هذا العمق، لكن الأكيد أن تلك الصفقات منحته الجودة فالجميع يرى أن كيتا وفابينهو أفضل من كل لاعبي وسط الليفر الحاليين.
أما على مستوى الهجوم فمن شبه المستحيل رفع جودته بالنظر للمستوى المبهر الذي ظهر عليه الثلاثي صلاح وفيرمينو وماني فمن ذاك الذي يستطيع رفع جودة هذا الخط إلا قلائل، كما أن هؤلاء القلائل لا ينتظر أن يقبلوا بدور احتياطي في هذا الخط والذي قد يختل في حالة العبث بأي فرد من أفراده.
لذلك كان تعاقداً ذكياً مع شاكيري الذي تم إنقاذه من براثن الدرجة الأولى وبمبلغ زهيد نسبياً كما أنه سيقبل بكل تأكيد دور اللاعب الاحتياطي الذي يقدم الإضافة في الأشواط الثانية أو يلعب المباريات التي تسبق مباريات دوري الأبطال أو يكون جاهزاً لتعويض أي إصابة أو انخفاض في المستوى لكلٍ من صلاح أو ماني ليبقى مركز فيرمينو خالياً من بديل مميز مع كامل الاحترام لسولانكي لكن ربما يضع كلوب في حساباته في بعض الأحيان إمكانية إشراك صلاح في هذا المركز مع إدخال شاكيري للتشكيلة.
ربما يستفيد الفريق كذلك من الثقة الكبيرة التي باتت في نفوس عناصره بعد الموسم الجيد جداً الذي قدموه، فالوصول لدوري الأبطال كان بمثابة انتعاشة حقيقية للنادي الإنجليزي الأكثر نجاحاً أوروبياً.
الخلاصة .. ليفربول رفع جودته بكل تأكيد، وزاد من عمق تشكيلته ومسألة منافسته على البريميرليج أصبحت أكثر جدية ليصير برأيي ثاني أبرز المرشحين في الوقت الحالي، أما مسألة فوزه بالبطولة فهذا يتوقف على مدى قدرة مانشستر سيتي على تقديم نفس المستوى الذي قدمه في الموسم الماضي، فإن قدم موسماً مشابهاً فلا توجد فرصة للريدز، أما إن انخفضت قدرته الفائقة على جمع النقاط فإن هذا سيمنح كلوب فرصة حقيقية ليسطر تاريخاً جديداً له وتحقيق أول بريميرليج في تاريخ ليفربول الذي تسيد البطولة بشكلها القديم الذي انتهى بنهاية موسم 1991/1992.
{{ article.visit_count }}
يعيش ليفربول وجماهيره حالة من الانتشاء الكروي وذلك بعد موسم ماضي ناجح مقارنة بسابقيه، وهو الموسم الذي تم البناء عليه بشكل مميز جداً في سوق الانتقالات بعد أن أجرى الفريق ميركاتو قوي حاول فيه يورجن كلوب وإدارة النادي سد النواقص التي عانى منها في الموسم الماضي.
وكانت كريزة تلك النشوة هي الانتصار الكبير على مانشستر يونايتد بنتيجة 4/1، ورغم أنها مباراة ودية بالكثير من الاحتياطيين ولاعبي الفريق الرديف إلا أنها نجمت حالة من الثقة في المعسكر الليفربولي وذلك قبل أقل من أسبوعين على انطلاق منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز.
وعلى سيرة الدوري الإنجليزي الممتاز فإن أحلام جماهير النادي الأحمر لن تهدأ إلا بمعانقة كأس تلك البطولة التي استعصت على النادي منذ قرابة الـ30 عاماً.
وإذا نظرنا إلى ميركاتو الفريق فإنه ينذر بتطور فرص الريدز في المنافسة على اللقب مقارنة بأي موسم آخر منذ موسم انزلاقة ستيفن جيرارد الشهيرة.
فعلى صعيد الدفاع بدأ ليفربول الميركاتو الخاص به مبكراً عندما استقدم فان دايك في يناير الماضي ليتحول دفاع الفريق بشكل مذهل إلى مستوى ممتاز ليصبح ثاني أقوى دفاع في البطولة في النصف الثاني منها.
إلا أن هذا لم يمنع بقاء صداع حراسة المرمى موجوداً رغم تحسن كاريوس النسبي المتزامن مع وصول فان دايك، لكن الحارس الألماني قام بمباراة كارثية في نهائي دوري أبطال أوروبا كلّف فريقه خسارة النهائي أمام ريال مدريد.
"أحداث يناير" لم تتوقف عند وصول فان دايك بل رحل خلالها كوتينيو ليمتلك يورجن كلوب ميزانية عظيمة للانتقالات بفعل الأموال المرصودة أصلاً إضافة إلى المبلغ الخاص بقيمة انتقال الدولي البرازيلي ليجلب كلوب برازيليًا آخر لكن في أكثر مركز يحتاج الفريق فيه إلى دعم وهو مركز حراسة المرمى الذي بات أخيراً يقف بين خشباته حارس من ضمن فئة الأفضل على مستوى العالم هو أليسون بيكر وذلك بعد معاناة طويلة مع هذا المركز على مدار سنواتٍ طوال وليس سنة واحدة.
لم تتوقف التدعيمات فوصل نابي كيتا وفابينهو في منتصف الملعب ليعوضا رحيل إيمري تشان وإصابة أليكس تشامبرلين الطويلة، قبل أن يأتي التدعيم الأخير مع الخط الأمامي ليتعاقد ليفربول مع جناح ستوك سيتي الهابط، شيردان شاكيري.
السؤال الذي يفرض نفسه حالياً .. ما مدى قدرة ليفربول على المنافسة على لقب الدوري؟
بالنظر لميركاتو الفريق فإن رفع الجودة كان واضحاً في مركز حراسة المرمى بينما بقى الدفاع بشكله الحالي، وبالنظر لمستوى النصف الثاني من الموسم فالأمر مقبول رغم أن الفريق ربما احتاج لمدافع آخر بجودة عالية ليكون بديلاً ممتازاً لفان دايك ولوفرين -الذي أعاد ثقته في نفسه في كأس العالم- فماتيب وكلافان لا يبدوان مطمئنين في حالة الاحتياج لهما في المباريات الكبرى خاصة الثاني.
في خط الوسط كان الفريق ليأمل في عمق أكبر للتشكيلة لكن إصرار تشان على الرحيل وإصابة تشامبرلين المؤسفة لم تمنح الريدز هذا العمق، لكن الأكيد أن تلك الصفقات منحته الجودة فالجميع يرى أن كيتا وفابينهو أفضل من كل لاعبي وسط الليفر الحاليين.
أما على مستوى الهجوم فمن شبه المستحيل رفع جودته بالنظر للمستوى المبهر الذي ظهر عليه الثلاثي صلاح وفيرمينو وماني فمن ذاك الذي يستطيع رفع جودة هذا الخط إلا قلائل، كما أن هؤلاء القلائل لا ينتظر أن يقبلوا بدور احتياطي في هذا الخط والذي قد يختل في حالة العبث بأي فرد من أفراده.
لذلك كان تعاقداً ذكياً مع شاكيري الذي تم إنقاذه من براثن الدرجة الأولى وبمبلغ زهيد نسبياً كما أنه سيقبل بكل تأكيد دور اللاعب الاحتياطي الذي يقدم الإضافة في الأشواط الثانية أو يلعب المباريات التي تسبق مباريات دوري الأبطال أو يكون جاهزاً لتعويض أي إصابة أو انخفاض في المستوى لكلٍ من صلاح أو ماني ليبقى مركز فيرمينو خالياً من بديل مميز مع كامل الاحترام لسولانكي لكن ربما يضع كلوب في حساباته في بعض الأحيان إمكانية إشراك صلاح في هذا المركز مع إدخال شاكيري للتشكيلة.
ربما يستفيد الفريق كذلك من الثقة الكبيرة التي باتت في نفوس عناصره بعد الموسم الجيد جداً الذي قدموه، فالوصول لدوري الأبطال كان بمثابة انتعاشة حقيقية للنادي الإنجليزي الأكثر نجاحاً أوروبياً.
الخلاصة .. ليفربول رفع جودته بكل تأكيد، وزاد من عمق تشكيلته ومسألة منافسته على البريميرليج أصبحت أكثر جدية ليصير برأيي ثاني أبرز المرشحين في الوقت الحالي، أما مسألة فوزه بالبطولة فهذا يتوقف على مدى قدرة مانشستر سيتي على تقديم نفس المستوى الذي قدمه في الموسم الماضي، فإن قدم موسماً مشابهاً فلا توجد فرصة للريدز، أما إن انخفضت قدرته الفائقة على جمع النقاط فإن هذا سيمنح كلوب فرصة حقيقية ليسطر تاريخاً جديداً له وتحقيق أول بريميرليج في تاريخ ليفربول الذي تسيد البطولة بشكلها القديم الذي انتهى بنهاية موسم 1991/1992.