محمد عباس

تداعيات قضية انتقال نجم كرة السلة البحرينية، محمد كويد، من نادي المنامة إلى نادي الرفاع، لن تقتصر على النواح القانونية والمالية والمتعلقة بقانونية العقود الموقعة بين اللاعبين والأندية وتصديقها من قبل الجهات المعنية، وإنما ستشمل هذه التداعيات الأمور الفنية أيضاً في دوري كرة السلة البحرينية، وإمكانية ولادة بطل جديد يكسر هيمنة المنامة على لعبة كرة السلة في السنوات الست الأخيرة.

انتقال كويد الذي يعتبر في الوقت الحالي أبرز نجوم اللعبة على الصعيد المحلي، سيحمل الكثير من المتغيرات هذا الموسم، كون اللاعب كان الإسم الأبرز في صفوف سلة المنامة خلال السنتين الأخيرتين، واللاعب الأكثر تأثيراً في بطولات المنامة الأخيرة.

هذا الانتقال وإن تبعه أيضاً الانتقال المتوقع والقريب لشقيقه يونس كويد إلى الرفاع، أيضاً قد يقلب موازين المنافسة.

فالمنامة الذي كان يتفوق بمراحل على جميع منافسيه، بات بخروج كويد واحتمال خروج شقيقه متقارباً إلى حد كبير مع ناديي المحرق والرفاع، لناحية الإمكانات الفنية رغم تحسب المنامة لهذا الوضع مسبقاً من خلال ضم النجم حسين شاكر.

كويد بما يمتلكه من إمكانيات فنية كبيرة وقدرته على اللعب في أكثر من مركز، إلى جانب إتقان الأدوار الدفاعية والهجومية، سيضيف نقطة ارتكاز كبيرة لسلة الرفاع التي أثبتت جدارتها منذ الموسم الأول.

انتقال كويد وشقيقه سيضعف المنامة بالتأكيد، ويقلل من خياراته الفنية داخل الملعب، غير أن المنامة يظل متفوقاً على البقية بكتيبته القوية والمتنوعة، وإمكانية استعادة لاعبيه لأفضل مستوياتهم الفنية وخصوصاً محمد حسين "كمبس".

المحرق هو الآخر واحد من أكبر المستفيدين من خروج كويد من المنامة، كون ذلك سيسهم كثيراً في تقليل الفارق الفني بين الفريقين خصوصاً بعد استعادة المحرق لنجمه أحمد حسن.

المتغيرات الفنية التي يحملها انتقال محمد كويد للرفاع كثيرة، وخير دليل على ذلك أن اللاعب مع شقيقه يونس كويد عندما كانا يلعبان مع سترة، تمكنا من إلحاق الهزيمة بالمنامة 4 مرات في موسم واحد.

من الأمور المثيرة أيضاً المسجلة في هذا الانتقال أنه الأول من نوعه للاعب كبير ومميز من سلة المنامة إلى نادي منافس، إذ جرت العادة سابقاً أن يستقطب المنامة نجوم الأندية الأخرى، أمثال محمد قربان، وميثم جميل من الأهلي، وسابقاً محمد حسن وجاسم محمد وعيسى إبراهيم من المحرق، والشقيقين كويد من سترة.

عملية الانتقال هذه كسرت القاعدة وتعتبر الأولى من نوعها إذا ما استثنينا انتقال بدر عبد الله من المنامة للمحرق، كون اللاعب عند انتقاله لم يكن يلعب بصورة منتظمة في المنامة، ولم يكن مؤثراً مع الفريق قبل أن يبرز بشكل أكبر بعد انتقاله للمحرق.

هذا الأمر يؤشر أيضاً إلى بداية ضعف هيمنة المنامة على مجريات اللعبة، ودخول منافسين آخرين قادرين على اقناع النجوم للذهاب إليهم بدل اللعب للمنامة.

ومع اشتعال سوق الانتقالات وما حملته من قضايا قانونية وفنية، فإن الجميع بات يترقب انطلاق الموسم الجديد للتعرف عن قرب على إمكانيات جميع الفرق.