يوسف ألبي

في كل دولة في القارة العجوز يكون هناك فريقاً يسيطر ويحتكر البطولات المحلية بشكل واضح وكبير في حقبة زمنية معينة، وذلك بسبب امتلاكه لجيل تاريخي قد لا يتكرر كثيراً، ليكتب هذا الفريق تاريخاً مليئاً بالإنجازات والبطولات.

ففي إسبانيا يعتبر العملاق نادي برشلونة الفريق الأكثر حصداً للبطولات المحلية في العقد الأخير من الزمن، متفوقاً على جميع أندية إسبانيا بما فيهم الغريم الأزلي ونادي القرن ريال مدريد، الفريق الذي أكل الأخضر واليابس أوروبياً وقارياً في السنوات الخمس الأخيرة، فالأرقام والإحصائيات تؤكد وتبرهن على صحة هذا الكلام.

وإذا أردنا أن نفصل إنجازات برشلونة محلياً خلال عشرة أعوام سابقة كما ذكرنا سلفاً، فالبداية لاشك بالدوري الأسباني فقد حقق العملاق الكتلوني سبعة ألقاب مع أربعة مدراء فنيين، وهم الفيلسوف غوارديولا ثم الراحل تيتو فيلانوفا مروراً بلويس أنريكي وأخيراً فالفيردي المدرب الحالي للبرسا، في المقابل حقق كبير أوروبا والعالم ريال مدريد بطولتين وأخيراً لقب وحيد لأتلتيكو مدريد الذي كسر احتكار قطبي أسبانيا البرسا والملكي، بقيادة مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني.

أما في البطولة الثانية من حيث الأهمية وهي كأس ملك إسبانيا، حقق برشونة ستة ألقاب في العقد الأخير مقابل أربعة ألقاب متوزعة على كل من ريال مدريد بطولتين مقابل لقب واحد لكل من أشبيلية وأتلتيكو مدريد، وفي البطولة الأخيرة والتي تجمع بين بطلي الدوري والكأس وتمسى بالسوبر الأسباني نجح برشلونة بالظفر بالبطولة ست مرات مقابل لقبين للمرينغي، فيما نجح الروخي بلانكوس والفريق الباسكي أتلتيك بلباو في الفوز بلقب واحد لكل منهما.

فبعد سرد البطولات الأسبانية في العقد الأخير فإن الإحصائية النهائية هي ثلاثون بطولة حقق من خلالها فريق برشلونة تسعة عشر بطولة مقابل أحدى عشر بطولة لباقي الأندية الأسبانية، فهذا يبين لنا جميعاً سيطرة الفريق الكتلوني المطلقة محلياً. وفي الموسم الجديد هناك احتمالية كبيرة لمواصلة ذلك في ظل عدم استقرار الوضع داخل البيت الملكي وهو المنافس الأهم لبرشلونة، خصوصاً بعد استقالة زيدان المفاجأة وانتقال رونالدو للسيدة العجوز وعدم إبرام صفقات من العيار الثقيل، كما أن المنافس الآخر وهو اتلتيكو مدريد لا يملك النفس الطويل وبالتحديد في الليغا، فهل يستغل ميسي ورفقائه هذه العوامل، ويواصلون السطو على البطولات المحلية؟ .. هذا ما سننتظره مع نهاية الموسم الحالي.