أحمد عطا

تحت شعار "لماذا لا نضيف المزيد من الإثارة؟" تنطلق الأسبوع القادم مباريات دوري الأمم الأوروبية للمرة الأولى في التاريخ، وهي الفكرة الجديدة التي حضر لها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في السنوات الماضية ووصل أخيراً إلى حلم تنفيذها.

الفكرة ببساطة كانت تتمحور حول عدة جوانب.. أولها ماليٌ بطبيعة الحال وذلك لإضافة المزيد من المداخيل لأعضاء الاتحاد الأوروبي وأعضائه، وهي المداخيل التي ستأتي من الجانب الثاني وهي المتعة.. متعة مشاهدة مباراة رسمية بدلاً من مباراة ودية.

أما الجانب الثالث فهو فني، فإلى جانب المتعة هناك استفادة كبيرة من خوض المنتخبات الأوروبية لمباريات رسمية بدلاً من ودية يكون فيها الطابع الجدي سمة لتلك المباريات.

إذا كيف سيتم إجبار المنتخبات على هذا الجانب الجدي؟ على طريقة الجزرة والعصا كان الأمر، فالجزرة الواضحة تكمن في أن ذلك الدوري سيمكن بعض المنتخبات من التأهل إلى كأس الأمم الأوروبية في عام 2020 بينما تكمن العصا في أنه ببساطة إن لم تؤدي جيدا فسيكون عليك الهبوط لمستوى أقل تضطر فيه إلى مواجهة منتخبات أقل منك مستوى مضيعة عليك فكرة الاستفادة الحقيقية من المواجهات في فترات التوقف الدولية.

كيف سيحدث ذلك؟ قسم الاتحاد الأوروبي المنتخبات الأوروبية إلى 4 مستويات، يتكون فيها المستوى الأول من المنتخبات الكلاسيكية التي يعرف الجميع كل شيء عنها وعددها 12 منتخباً تم تقسيمهم إلى 4 مجموعات تضم في الأولى ألمانيا وفرنسا وهولندا، وفي الثانية بلجيكا وسويسرا وآيسلندا وفي الثالثة البرتغال وإيطاليا وبولندا بينما تضم الرابعة إسبانيا وإنجلترا وكرواتيا.

متصدرو تلك المجموعات سيتأهلون إلى الدور نصف النهائي من الدوري ليتواجهوا في مواجهات إقصائية لتحديد بطل الدوري بينما سيهبط متذيلو المجموعات إلى المستوى الثاني.

لذلك ستتصارع تلك المنتخبات بكل قوة على عدم الهبوط للمستوى الثاني، وإن لم تصعد للأدوار الإقصائية عبر تصدر المجموعة فعلى الأقل يكون احتلال مركز الوصافة كافياً لعدم الهبوط للمستوى الثاني الذي يضم 12 منتخباً كذلك مقسمة بنفس الشكل إلى 4 مجموعات تتواجد فيها سلوفاكيا وأوكرانيا وجمهورية التشيك في المجموعة الأولى، وروسيا والسويد وتركيا في المجموعة الثانية، والنمسا والبوسنة وآيرلندا الشمالية في المجموعة الثالثة بينما تتكون المجموعة الرابعة من ويلز وجمهورية آيرلندا والدنمارك.

هذا المستوى سيكون بنفس شكل المستوى الأول فيما عدا أن متصدري المجموعات لن يخوضوا مواجهات إقصائية بعد ذلك بل سيتأهلون للمستوى الأول في نسخة الموسم المقبل، بينما سيهبط متذيلو المجموعات إلى المستوى الثالث.

بصيغة أكثر تعقيداً سيضم المستوى الثالث 15 منتخباً مقسمين إلى 4 مجموعات يصعد منهم المتصدرون إلى المستوى الثاني بينما ستتم تصفية بين المجموعات لهبوط بعض من فرقها إلى المستوى الرابع الذي سيأمل متصدرو مجموعاته الأربعة -المكونة من 16 فريقاً- في الصعود للمستوى الثالث بنهاية الموسم.

البعض انقسم حول الفكرة.. فهناك من ارتأى أن أوروبا تنغلق على نفسها أكثر بعدم خوضها مواجهات مع منتخبات أخرى من خارج القارة في أغلب فترات التوقفات الدولية، والبعض استحسن الفكرة بسبب تحويل الوديات إلى رسميات دون أي استهلاك آخر للأجندة الدولية كما أن من شأنها رفع مستوى بعض المنتخبات الأقل قوة عندما تتمكن في الموسم المقبل من ضمان حصيلة وافرة من المباريات القوية أمام منتخبات أرفع منها شأناً.

بقي أن تعرف أن الفكرة أثارت حفيظة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الذي تشير التقارير إلى شعور مسؤوليه بأنها فكرة لسحب البساط من قوة ونفوذ الاتحاد ومحاولة من أوروبا للانغلاق أكثر حول نفسها.