يوسف ألبي

هناك الكثير من الأندية الأوروبية التي كانت دائماً ما تعتمد على اللاعب الأجنبي أكثر من اللاعب المحلي، ولعل من أشهر الأندية التي اتبعت تلك السياسة هو نادي القرن وكبير أوروبا ريال مدريد الإسباني، صاحب الرقم القياسي بالفوز بالليغا ودوري أبطال أوروبا، حيث كان الملكي دائماً ما يستقطب أبرز النجوم من الجنسيات الأخرى في عالم كرة القدم، وتكون له الأفضلية الكاسحة على حساب اللاعب الإسباني "المظلوم"، كما شاهدنا في سنوات سابقة أن أكثر من نصف تشكيلة الفريق من الأجانب فالتاريخ شاهد على صحة هذا الكلام.

ولكن في هذا الموسم تغيرت الرؤية وأصبحنا نشاهد اعتماد إدارة النادي ومدربه الحالي الإسباني جولين لوبيتيغي الذي استلم زمام الأمور خلفاً للفرنسي زين الدين زيدان على اللاعبين الإسبان المميزين، فلك أن تتخيل أن تشكيلة الميرينغي لهذا الموسم تضم ما يقارب أربعة عشر لاعباً إسبانياً البعض منهم أصحاب خبرة والبعض الآخر حديثي العهد، ولا شك أن هذا مؤشر سينعكس إيجاباً على الفريق وبالدرجة الأكبر على الماتادور الإسباني.

فقد رأينا ذلك في الواقع وعلى أرضية الميدان، ففي الليغا تألق مجموعة من اللاعبين الإسبان الذين سجلوا الأهداف وكان لهم الفضل في تحقيق الفوز في بعض المباريات مثل القائد راموس وكارفاخال وأيسكو وأسينسيو، فضلاً عن بروز بعض اللاعبين مثل ناتشو سيبايوس وخيسوس فاييخو وماريانو دياز الذي يحمل جنسيتين، الإسبانية والدومينيكية، وغيرهم من اللاعبين الإسبان الذين ينتظرهم مستقبل مشرق في البرنابيو.

وفي دوري أبطال أوروبا نجح ريال مدريد حامل اللقب في السنوات الثلاث الماضية، من الفوز على روما الإيطالي في بداية حملته للدفاع عن لقبه بثلاثة أهداف دون مقابل على ملعب "سانتياغو بيرنابيو" معقل الميرينغي، حيث كان نصيب اللاعبين الإسبان هدفين، الأول والثالث، عن طريق ايسكو ودياز، فيما تكلف الويلزي غاريث بيل في تسجيل الهدف الثاني، وقدم الريال في هذه المباراة مستوى كبيراً وتحديداً اللاعبين الإسبان الذين شاركوا بمجموع 6 لاعبي في هذه المباراة.

وهناك أسباب كثيرة للتألق اللافت للاعبين الإسبان، وأبرزها سياسة الإدارة الجديدة واعتماد المدرب على أبناء موطنه وإعطاء الثقة لهم، فقد ساعد لوبيتيغي على تطوير أداء اللاعبين بفضل حنكته وذكائه وخططه التكتيكية، كما أن لانتقال الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو الدافع الأكبر لبروز هؤلاء اللاعبين الذين ينتظر منهم الكثير في الأيام القادمة من هذا الموسم.