أحمد التميمي

في السابق، لم يكن يشغل بال لاعب كرة القدم شيء غير الكرة نفسها، فلم يكن يكترث بالموضة أو الإعلانات أو تسريحة الشعر أو غيرها، فكانت كرة القدم هي الشغل الشاغل لأي لاعب. أما بعد تحول اللعب إلى صناعة، أصبحت قيمة اللاعب السوقية معتمدة بشكل كبير على أدائه في الملعب، وعلى أناقته ومظهره الخارجي، اللذين يسهمان بشكل كبير في مبيعات قمصان اللاعب واعتماد الشركات له كوجه إعلاني لها.

تحول كرة القدم إلى عالم ثري، شتت تركيز اللاعبين عن جوهر كرة القدم، وبات الكثير منهم يركز على الموضة، والإعلانات عوضاً عن كرة القدم. من وجهة نظر اللاعب، هو لاعب محترف "يعمل في كرة القدم" ليكسب لقمة العيش، فبالتالي من حقه أن يسعى بكل الطرق الممكنة لأن يضاعف دخله.

أما من وجهة نظرنا كجماهير، فكرة القدم بدأت تفقد متعتها على حساب الأمور التجارية، فكم من نجم فقد بريقه وخابت ظنون الجماهير والمدربين فيه بسبب تركيزه على كل شيء، عدا كرة القدم.

من أهم الأمثلة على هؤلاء اللاعبين، هو الفرنسي بول بوغبا، الذي كان في يوم من الأيام أغلى لاعب في العالم بعد انتقاله من يوفنتوس إلى مانشستر يونايتد، بغض النظر عن خلافاته مع مورينيو وسوء إدارة الأخير لفريقه، إلا أن أحد أهم المآخذ على بوغبا هو أنه لاعب مهتم بالموضة وتسريحة الشعر بشكل أكبر من كرة القدم.

كذلك الحال بالنسبة لبواتينغ، قلب دفاع بايرن ميونيخ، الذي لطالما اصطدم مع العقليات الألمانية التقليدية التي تدير النادي البافاري، حيث اتهموه مراراً بالاهتمام بالموضة عوضاً عن كرة القدم.

الموازنة ما بين عالم الموضة -أو الإعلانات إن صح التعبير- وكرة القدم هو المطلوب، ولنا في ديفد بيكهام أسوة عصرية..!