أحمد عطا
يعيش فالنسيا انطلاقة محبطة للموسم الجديد، وهي الانطلاقة التي أسفرت عن فوز واحد في 10 مباريات رسمية خاضها الفريق ما بين الليغا ودوري أبطال أوروبا.
الفريق عجز عن الفوز في أول 6 مباريات بالدوري قبل أن يفوز أخيراً على ريال سوسييداد خارج الديار ثم عاد واستمر غير قادر على الفوز في الميستايا بعدما تعادل مع برشلونة بهدف لكل منهما.
أما في دوري الأبطال فخاض مواجهتين قويتين أمام يوفنتوس الذي هزمه بهدفين نظيفين وأمام مانشستر يونايتد الذي تعادل معه سلباً.
البعض اعتبر ما يمر به الخفافيش لغزاً، فرغم انتداباتهم المميزة على الورق إلا أن نتائج الفريق تراجعت بشدة مقارنة بالموسم الماضي الذي شهد انطلاقة نارية لهم طوال الدور الأول من الليغا وهي الانطلاقة التي ساعدتهم على حجز مركز مؤهل لدوري الأبطال رغم التراجع في منتصف هذا الموسم.
- لكن بتدقيق أكبر في حال الفريق فإننا سنجد أن ليس كل شيء يدعو للقلق لهذه الأسباب.
أولاً، تبدو رزنامة الفريق في هذا الموسم أصعب كثيراً .. الفريق خاض مواجهات ضد أتلتيكو مدريد وفياريال ويوفنتوس وبيتيس ومانشستر يونايتد وريال سوسييداد وبرشلونة بينما لن يكون عليه فعل نفس الشيء بعد العودة من المواجهات الدولية فغالبية المباريات ستكون أقل قوة وفي المتناول.
ثانياً، واحدة من أهم نقاط قوة فالنسيا في الموسم الماضي هي قدرته اللامتناهية على إيذاء الخصوم عن طريق المرتدات لكن في هذا الموسم افتقد هذه الميزة بشكل واضح. يعود هذا السبب برأيي إلى كون عناصر تنفيذ هذا الأمر قد أصابها متغيرات.
فرودريغو مورينيو مايزال يبحث عن التفاهم بينه وبين من يجاوره في خط الهجوم سواء باتشواي أو كيفن جاميرو وذلك بعد الاستغناء الغريب إلى حدٍ ما عن سيموني زازا.
كما أن تأخر وصول جونسالو جيديش إلى فالنسيا بعد مفاوضات عسيرة مع باريس سان جيرمان حال دون انخراطه بسرعة مع المجموعة وبالتالي يحتاج إلى وقت، ناهيك عن أن بديله دينيس تشيريشيف يعتبر جناحاً كلاسيكياً يلعب على الخط أكثر منه عنصر قاتل في الدخول لعمق الملعب وتقديم البينيات أو حتى استلامها كما كان يفعل جيديش، وهو ما ظهر جليًا مع الروسي في المباراة الأخيرة أمام برشلونة.
والسبب الأخير في تراجع هذه القدرة يمكن في تراجع مستوى داني باريخو وكارلس سولير كذلك .. الأول كان يمرر بشكل أفضل للنصف الآخر من الملعب والثاني مايزال يبحث عن ذلك اللاعب الصاروخي في انطلاقته والذي قدم موسمًا ماضيًا رائعًا.
ثالثاً، بمشاهدة مباريات فالنسيا وما يحدث فيها فإنه يمكن متابعة أن الفريق كان يصيبه حالة من التراخي في بعض اللقاءات ويضيع على نفسه انتصارات سهلة كما حدث مثلًا أمام سيلتا فيجو بعدما تلقى هدفًا متأخرًا رغم وابل الفرص التي لاحت للخفافيش، أو كما حدث في لقاء إسبانيول الذي كان الفريق قادرًا فيه على التسجيل في الشوط الأول بسهولة لكنه تلقى هدفًا لتنقلب المباراة وكذلك أمام أتلتيكو مدريد عندما عاد الفريق وتعادل لكنه فشل في استغلال الفرص التي لاحت له لحسم النقاط الثلاثة.
وإن كان الحديث عن تلك النقاط التي يمكن التغلب عليها مع الوقت سواء بالانسجام أو عند خوض مباريات أسهل يحتمل خسارة عدد أقل بكثير من النقاط فيها، فإن هناك نقاط مقلقة كذلك.
أولًا، مستوى الظهير الأيمن كريستيان بيتشيني لا يبدو مطمئناً حتى الآن رغم تحسنه في المباراتين الأخيرتين وهو أمر غريب على أغلى ظهير أيمن في تاريخ فالنسيا.
ثانيًا، مسألة استعادة بعض اللاعبين لمستواهم أمر غير مضمون بشكل عام، فمن يضمن أن يعود سولير أو باريخو لهذا المستوى؟ وهل يملك فالنسيا بدلاء كافين لتعويض التراجع في المستوى الذي يصادف بعض اللاعبين؟
ثالثًا، مايزال مارسيلينو يُعاند في الاستعانة بالمدافع موريو بشكل دائم .. الأغلبية اتفقت على أن مستوى الأخير أعلى كثيراً من مستوى البرازيلي جابرييل باوليستا ومع ذلك يصر مدرب فالنسيا على أن المستوى الفني هو ما يحكم قراره في عملية اختيار التشكيلة، بينما لا يبدو الحال كذلك إذ تدور بعض الهمسات عن عدم رضا مارسيلينو عن التزام مدافع الإنتر السابق لكن الغريب أنه في كل مرة يحصل موريّو على الفرصة يظهر جودته وهو ما يجعل البعض يخشى من تكرار سيناريو زازا الذي رحل رغم تمسكه بالاستمرار في الفريق.
أما إن سألتنا عزيزنا القارئ عن توقعاتنا للفريق، فإن التوقف الدولي قد يكون في صالح فالنسيا حيث ترتيب الأوراق والنظر للكوب الملآن، فالخفافيش خسروا مباراة واحدة في الليجا رغم كل هذه البداية المتعثرة وهو ما يوضح أن جودة الفريق وصلابته ماتزال حاضرة، كما أن تحسن الدفاع في المباريات الأخيرة أمر إيجابي، وتبقى المباريات المقبلة الأقل قوة منفذاً مهماً لاستعادة الثقة حتى أن مارسيلينو نفسه أكد أن الفوز على ليغانيس بعد التوقف الدولي أمر لا نقاش فيه ولن يكون مقبولاً أي نتيجة أخرى.
لا نرى في فالنسيا ما يمنع أبداً احتلاله من جديد مركز مؤهل لدوري الأبطال وأغلب الظن أن التنافس سيكون بينه وبين إشبيلية على هذا المركز، كما أن تعثرات أهل الصدارة منذ بداية الموسم ربما تسمح له بطموح أكبر إن كان الفريق قادراً على أن يلغي من رأسه مستقبلاً بساطة خسارة النقاط في مباريات لا تحتمل هذا الأمر.
{{ article.visit_count }}
يعيش فالنسيا انطلاقة محبطة للموسم الجديد، وهي الانطلاقة التي أسفرت عن فوز واحد في 10 مباريات رسمية خاضها الفريق ما بين الليغا ودوري أبطال أوروبا.
الفريق عجز عن الفوز في أول 6 مباريات بالدوري قبل أن يفوز أخيراً على ريال سوسييداد خارج الديار ثم عاد واستمر غير قادر على الفوز في الميستايا بعدما تعادل مع برشلونة بهدف لكل منهما.
أما في دوري الأبطال فخاض مواجهتين قويتين أمام يوفنتوس الذي هزمه بهدفين نظيفين وأمام مانشستر يونايتد الذي تعادل معه سلباً.
البعض اعتبر ما يمر به الخفافيش لغزاً، فرغم انتداباتهم المميزة على الورق إلا أن نتائج الفريق تراجعت بشدة مقارنة بالموسم الماضي الذي شهد انطلاقة نارية لهم طوال الدور الأول من الليغا وهي الانطلاقة التي ساعدتهم على حجز مركز مؤهل لدوري الأبطال رغم التراجع في منتصف هذا الموسم.
- لكن بتدقيق أكبر في حال الفريق فإننا سنجد أن ليس كل شيء يدعو للقلق لهذه الأسباب.
أولاً، تبدو رزنامة الفريق في هذا الموسم أصعب كثيراً .. الفريق خاض مواجهات ضد أتلتيكو مدريد وفياريال ويوفنتوس وبيتيس ومانشستر يونايتد وريال سوسييداد وبرشلونة بينما لن يكون عليه فعل نفس الشيء بعد العودة من المواجهات الدولية فغالبية المباريات ستكون أقل قوة وفي المتناول.
ثانياً، واحدة من أهم نقاط قوة فالنسيا في الموسم الماضي هي قدرته اللامتناهية على إيذاء الخصوم عن طريق المرتدات لكن في هذا الموسم افتقد هذه الميزة بشكل واضح. يعود هذا السبب برأيي إلى كون عناصر تنفيذ هذا الأمر قد أصابها متغيرات.
فرودريغو مورينيو مايزال يبحث عن التفاهم بينه وبين من يجاوره في خط الهجوم سواء باتشواي أو كيفن جاميرو وذلك بعد الاستغناء الغريب إلى حدٍ ما عن سيموني زازا.
كما أن تأخر وصول جونسالو جيديش إلى فالنسيا بعد مفاوضات عسيرة مع باريس سان جيرمان حال دون انخراطه بسرعة مع المجموعة وبالتالي يحتاج إلى وقت، ناهيك عن أن بديله دينيس تشيريشيف يعتبر جناحاً كلاسيكياً يلعب على الخط أكثر منه عنصر قاتل في الدخول لعمق الملعب وتقديم البينيات أو حتى استلامها كما كان يفعل جيديش، وهو ما ظهر جليًا مع الروسي في المباراة الأخيرة أمام برشلونة.
والسبب الأخير في تراجع هذه القدرة يمكن في تراجع مستوى داني باريخو وكارلس سولير كذلك .. الأول كان يمرر بشكل أفضل للنصف الآخر من الملعب والثاني مايزال يبحث عن ذلك اللاعب الصاروخي في انطلاقته والذي قدم موسمًا ماضيًا رائعًا.
ثالثاً، بمشاهدة مباريات فالنسيا وما يحدث فيها فإنه يمكن متابعة أن الفريق كان يصيبه حالة من التراخي في بعض اللقاءات ويضيع على نفسه انتصارات سهلة كما حدث مثلًا أمام سيلتا فيجو بعدما تلقى هدفًا متأخرًا رغم وابل الفرص التي لاحت للخفافيش، أو كما حدث في لقاء إسبانيول الذي كان الفريق قادرًا فيه على التسجيل في الشوط الأول بسهولة لكنه تلقى هدفًا لتنقلب المباراة وكذلك أمام أتلتيكو مدريد عندما عاد الفريق وتعادل لكنه فشل في استغلال الفرص التي لاحت له لحسم النقاط الثلاثة.
وإن كان الحديث عن تلك النقاط التي يمكن التغلب عليها مع الوقت سواء بالانسجام أو عند خوض مباريات أسهل يحتمل خسارة عدد أقل بكثير من النقاط فيها، فإن هناك نقاط مقلقة كذلك.
أولًا، مستوى الظهير الأيمن كريستيان بيتشيني لا يبدو مطمئناً حتى الآن رغم تحسنه في المباراتين الأخيرتين وهو أمر غريب على أغلى ظهير أيمن في تاريخ فالنسيا.
ثانيًا، مسألة استعادة بعض اللاعبين لمستواهم أمر غير مضمون بشكل عام، فمن يضمن أن يعود سولير أو باريخو لهذا المستوى؟ وهل يملك فالنسيا بدلاء كافين لتعويض التراجع في المستوى الذي يصادف بعض اللاعبين؟
ثالثًا، مايزال مارسيلينو يُعاند في الاستعانة بالمدافع موريو بشكل دائم .. الأغلبية اتفقت على أن مستوى الأخير أعلى كثيراً من مستوى البرازيلي جابرييل باوليستا ومع ذلك يصر مدرب فالنسيا على أن المستوى الفني هو ما يحكم قراره في عملية اختيار التشكيلة، بينما لا يبدو الحال كذلك إذ تدور بعض الهمسات عن عدم رضا مارسيلينو عن التزام مدافع الإنتر السابق لكن الغريب أنه في كل مرة يحصل موريّو على الفرصة يظهر جودته وهو ما يجعل البعض يخشى من تكرار سيناريو زازا الذي رحل رغم تمسكه بالاستمرار في الفريق.
أما إن سألتنا عزيزنا القارئ عن توقعاتنا للفريق، فإن التوقف الدولي قد يكون في صالح فالنسيا حيث ترتيب الأوراق والنظر للكوب الملآن، فالخفافيش خسروا مباراة واحدة في الليجا رغم كل هذه البداية المتعثرة وهو ما يوضح أن جودة الفريق وصلابته ماتزال حاضرة، كما أن تحسن الدفاع في المباريات الأخيرة أمر إيجابي، وتبقى المباريات المقبلة الأقل قوة منفذاً مهماً لاستعادة الثقة حتى أن مارسيلينو نفسه أكد أن الفوز على ليغانيس بعد التوقف الدولي أمر لا نقاش فيه ولن يكون مقبولاً أي نتيجة أخرى.
لا نرى في فالنسيا ما يمنع أبداً احتلاله من جديد مركز مؤهل لدوري الأبطال وأغلب الظن أن التنافس سيكون بينه وبين إشبيلية على هذا المركز، كما أن تعثرات أهل الصدارة منذ بداية الموسم ربما تسمح له بطموح أكبر إن كان الفريق قادراً على أن يلغي من رأسه مستقبلاً بساطة خسارة النقاط في مباريات لا تحتمل هذا الأمر.