يوسف ألبي

عندما يكون الحديث عن اللاعب الأفضل في تاريخ كرة القدم، فلا شك أن الجميع سيأتي في باله الأسطورة الأرجنتينية الحية دييغو أرماندو مارادونا العلامة الفارقة في اللعبة الأشهر في العالم، فعلاقة مارادونا مع كرة القدم أشبه بقصة قيس وليلى، وإذ أردنا أن نحكي عن سيرة هذا اللاعب قد نحتاج لصفحات كثيرة لسرد ذلك بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة.

ما فعله هذا الرجل اللاتيني في عالم المستديرة كان خارقاً وفائقاً لكل التوقعات والعرف المعتاد، حيث كان بمفرده يشكل نصف الفريق وأكثر، والدليل القاطع على قيمة هذا اللاعب ما فعله في كأس العالم عام 1986 التي أقيمت في المكسيك، فقد سميت تلك البطولة بـ"مونديال مارادونا" بسبب دوره الكبير مع منتخب بلاده، حيث تمكن من تسجيل خمسة أهداف ومنها هدف في مرمى المنتخب الإنجليزي صنف أنه الأفضل في تاريخ كأس العالم بعد مراوغته لنصف لاعبي "الأسود الثلاثة"، فقد قاد "بلاد الفضة" لتحقيق اللقب للمرة الثانية في تاريخ الكرة الأرجنتينية والأخيرة إلى يومنا هذا.

وعلى مستوى الأندية ارتدى مارادونا شعار أشهر الأندية في العالم مثل أرجنتينوس جونيورز و بوكا جونيورز من الأرجنتين وبرشلونة وإشبيلية الإسبانيين وغيرها من الأندية، ولكن تعتبر أفضل فترة لمارادونا مع نادي نابولي الإيطالي، فقد صنع اسماً لهذا النادي على الخارطة الكروية، حيث قاد الفريق لتحقيق لقب الكالتشيو والدوري الأوروبي للمرة الأولى في تاريخ نادي الجنوب الإيطالي، ليصبح مارادونا رمزاً كبيراً لدى النادي وجماهيره.

ولكن هناك لحظات سواء في تاريخ هذا الأسطورة، فخلال فتره تواجده مع نابولي بدأت القصة المأساوية بتعاطيه للكوكايين وتم توقيفه عن اللعب لفترة طويلة في ذلك الوقت إلى أن دخل إلى مصحات علاجية في بوينس آيرس وتمكن من التخلص من ذلك في عام 2004 بمساعدة حثيثة من عائلته، واللحظة السوداء الثانية كانت في مونديال أمريكا عام 1994، فأثناء احتفاله الغريب بهدفه في مرمى المنتخب اليوناني كشفت الكاميرات أمراً غير طبيعي في مارادونا، فتم فحصه بعد المباراة والصدمة كانت ثبوت تعاطيه لمنشطات "الإيفيدرين" وتم إبعاده نهائياً من البطولة، وبعد تلك الحادثة بثلاث سنوات وبالتحديد في عام 1997 قرر مارادونا إنهاء مسيرته داخل المستطيل الأخضر، حيث أقيم له حفل اعتزال مهيباً على ملعب "البومبونيرا" الشهير ويومها بكت الأرجنتين وحزن العالم أكمله لتوديع هذا اللاعب الذي قد لا يتكرر مرة أخرى.

ولكن ما يعيب مارادونا بعد الاعتزال تصريحاته وسلوكياته الحادة والمثيرة للجدل سواء ضد منتخب بلاده ولاعبيه وبالأخص الأيقونة ليونيل ميسي، وهذا ما أدى إلى خلق نوع من الخوف وعدم الثقة للمنتخب الأرجنتيني، ليبتعد التانغو عن تحقيق البطولات لفترة طويلة، كما نشب مارادونا خلافات ونزاعات مع أبرز اللاعبين في تاريخ الأرجنتين مثل فيرون وزانيتي وريكيلمي وغيرهم من اللاعبين، ولم يكتفِ بذلك فقط فقد تطاول أيضاً على لاعبي المنتخبات الأخرى وأبرزها ضد البرتغالي كريستيانو رونالدو والألماني توماس مولر والبرازيلي داني ألفيس وغيرهم من النجوم، كل تلك السلبيات يجب ألا نشاهدها من لاعب بقيمة الكبير مارادونا.