أحمد عطا
في عام 2000 تولى فلورنتينو بيريز رئاسة نادي ريال مدريد للمرة الأولى متغلبا على منافسه لورينزو سانز وذلك على الرغم من إعادة الأخير الميرينغي لمنصات التتويج الأوروبية بعدما نجح ريال مدريد في الفوز بدوري الأبطال في 1998 بعد 36 عاماً من الغياب ثم كرر انتصاره من جديد بعدها بعامين أي في نفس العام الذي خسر فيه سانز الانتخابات.
وما بين عامي 2000 و 2006 كان فلورنتينو بيريز أو كما يسمى بالقرش الأبيض يبدأ مسيرته الرئاسية بنجاحات محلية ثم نجاحات أوروبية وينهيها بسقوط محلي وأوروبي مدوي فتح الطريق لسنواتٍ عدة من التراجع الأوروبي .. هكذا كان فلورنتينو دوماً .. إما أبيض أو أسود.
سياسة فلورنتينو بيريز كانت متطرفة في التعاقدات في حقبته الأولى .. تعاقدات بالجملة على مستوى الهجوم مع شح واضح على مستوى الدفاع. هوس الرجل بضم اللاعبين ربما نبع أصلاً من كون الوعد بصفقة لويس فيغو كان أحد أهم العوامل المرجحة له في سباقه مع سانز لتولي رئاسة ريال مدريد.
أتى فيجو وأتى زيدان ثم رونالدو وبيكهام وغيرهم من اللاعبين لكن الأمور لم تنصلح بل تحولت من وضعية جيدة جداً للفريق إلى رحيل مخزي بعد سيطرة لابورتا وشركاه على مقدرات الكرة الإسبانية بفضل صفقة واحدة .. رونالدينيو.
عندما عاد فلورنتينو إلى الواجهة من جديد كان ذلك على صدر غلاف صحف مدريد ليلة الهزيمة أمام برشلونة بنتيجة 6/2 معلناً عزمه الترشح لرئاسة ريال مدريد من جديد وهو الأمر الذي نجح فيه بسهولة بعدما كان المرشح الوحيد المتقدم لنيل هذا الشرف.
وصل فلورنتينو بحزمة مدوية من الصفقات وكأنه عثر على كنز "علي بابا" ليتمم في أقل من شهر صفقات مذهلة كان أبرزها كريستيانو رونالدو، ريكاردو كاكا، تشابي ألونسو وكريم بنزيما.
فقط جوزيه مورينيو من حول تفكير ملياردير المقاولات تماماً في سوق الانتقالات، فنجح المدرب البرتغالي في السيطرة على الأمر وتقنينه وجعله يعمل تحت قاعدة واضحة .. نشتري ما نحتاجه. تذكر هذه الجملة جيداً فسنحتاجها لاحقاً.
على مدار تلك السنوات بات فلورنتينو بيريز أكثر اقتناعاً بالسياسة التي رسمها مورينيو سواء في وجود الأخير أو بعد وجوده .. بات لوكا مودريتش أهم من لاعب يبيع القمصان .. بات توني كروس أهم من لاعب زائد عن الحاجة في خط الهجوم، ولا بأس من نجم كبير كل فترة.
ازدادت "الحكمة" البيريزية بعدما بدأ في تطوير فكره أكثر بالاعتماد على بعض الأسماء المغمورة التي حققت نجاحاً مميزاً سواء من أبناء النادي المعارين أو من لاعبين واعدين وكان داني كارباخال أحد أهم تلك الأمثلة بعدما عاد من الدوري الألماني ليصير أحد أهم الأظهرة اليمنى في العالم والثمن؟ صفر.
كل هذا لم يكن به ضرر للنادي بل كان تنويع مصادر الدعم شيئاً مميزاً، لكن في السنوات الثلاثة الأخيرة باتت الهمهمات تتزايد .. الفريق يستغني عن هيغواين دون جلب بديل يساند كريم بنزيما .. بيبي يرحل عن صفوف الفريق فيكون فاييخو هو البديل .. غاريث بيل يصاب باستمرار فلا يكون هناك بديلاً سوى المترنح الخجول ماركو أسينسيو.
لكن تلك الهمهمات والنظرات الحائرة كانت في حدود معقولة بالنظر لنجاحات الفريق رفقة زين الدين زيدان وكذلك لقوة القوام الأساسي لكن هذا الأمر سادته شكوك عميقة في الموسم الأخير لزيدان بعدما فشلت سياسة الاعتماد على "الإسبان الواعدين" والذين لم ينجح فيهم أحد حتى الآن سوى داني سيبايوس الذي قدم مردوداً جيداً هذا العام لكنه ظل حبيس الشك في مستواه في الموسم الماضي حاله كحال ماركو يورنتي وثيو هيرنانديز.
ومع المزيد من الراحلين .. مهلاً، لا يمكن أن يتم سرد هذه الجملة بتلك الطريقة فهناك راحل أكبر هذه المرة يتمثل في أهم لاعبي الفريق كريستيانو رونالدو الذي رحل لأسباب مالية واضحة بعد خلاف عميق حول المقابل الذي ينبغي أن يتقاضاه للاستمرار في الفريق.
توقع الجميع سوق انتقالات عظيمة هذه المرة بعد أكثر من سوق خائب في المواسم الماضية لكن فلورنتينو بيريز لم يحرك ساكنا، بل ذهب إلى التعاقد مع تيبو كورتوا بدلاً من التفكير في الضرورات أولاً.
السؤال هو لماذا؟ لماذا بقى فلورنتينو بيريز دون حراك بهذا الشكل؟ هل تخيل فلورنتينو بيريز أن قاعدة "نشتري ما نحتاجه فقط" فتصور أن الفريق لا يحتاج شيئاً بعد أن خدعته الانتصارات المتتالية في دوري الأبطال ولم يستشف ما استشفه زيدان ورونالدو عن أن النجاح في الموسم الأخير كان بظروف استثنائية جداً تتضمن التوفيق الشديد على الأقل؟
هل يعاني النادي الملكي مالياً ؟ بعد قراءة الكثير من التقارير لا يبدو وأن الفريق يعاني مالياً بأي شكل ممكن، فهو إما أعلى أو ثاني أعلى الأندية حصولاً على العوائد والفريق لم يقم بميركاتو ضخم في السنوات الأخيرة على سبيل المثال.
هل ظن فلورنتينو بيريز أن سياسة الرهان على بعض اللاعبين الصغار سيجدي نفعاً دائماً وتخيل أن فينيسيوس جونيور سيكون بديلاً آنياً لرونالدو؟ أين فينيسيوس بالمناسبة؟
لا نتصور أن أحدهم يمتلك إجابة شافية وافية على هذا الأمر سوى إدارة ريال مدريد .. ربما نسمع في نهاية الموسم إيضاحاً لهذا اللغز الغريب أو ربما يكتبه أحدهم في مذكراته يوماً ما ونفهم ما يدور، لكن المؤكد أنه لا يوجد أي شخص لديه تفسير واضح لماذا يصر فلورنتينو بيريز على تحويل الأبيض الجديد الذي صنعه إلى أسود مرة أخرى.
في عام 2000 تولى فلورنتينو بيريز رئاسة نادي ريال مدريد للمرة الأولى متغلبا على منافسه لورينزو سانز وذلك على الرغم من إعادة الأخير الميرينغي لمنصات التتويج الأوروبية بعدما نجح ريال مدريد في الفوز بدوري الأبطال في 1998 بعد 36 عاماً من الغياب ثم كرر انتصاره من جديد بعدها بعامين أي في نفس العام الذي خسر فيه سانز الانتخابات.
وما بين عامي 2000 و 2006 كان فلورنتينو بيريز أو كما يسمى بالقرش الأبيض يبدأ مسيرته الرئاسية بنجاحات محلية ثم نجاحات أوروبية وينهيها بسقوط محلي وأوروبي مدوي فتح الطريق لسنواتٍ عدة من التراجع الأوروبي .. هكذا كان فلورنتينو دوماً .. إما أبيض أو أسود.
سياسة فلورنتينو بيريز كانت متطرفة في التعاقدات في حقبته الأولى .. تعاقدات بالجملة على مستوى الهجوم مع شح واضح على مستوى الدفاع. هوس الرجل بضم اللاعبين ربما نبع أصلاً من كون الوعد بصفقة لويس فيغو كان أحد أهم العوامل المرجحة له في سباقه مع سانز لتولي رئاسة ريال مدريد.
أتى فيجو وأتى زيدان ثم رونالدو وبيكهام وغيرهم من اللاعبين لكن الأمور لم تنصلح بل تحولت من وضعية جيدة جداً للفريق إلى رحيل مخزي بعد سيطرة لابورتا وشركاه على مقدرات الكرة الإسبانية بفضل صفقة واحدة .. رونالدينيو.
عندما عاد فلورنتينو إلى الواجهة من جديد كان ذلك على صدر غلاف صحف مدريد ليلة الهزيمة أمام برشلونة بنتيجة 6/2 معلناً عزمه الترشح لرئاسة ريال مدريد من جديد وهو الأمر الذي نجح فيه بسهولة بعدما كان المرشح الوحيد المتقدم لنيل هذا الشرف.
وصل فلورنتينو بحزمة مدوية من الصفقات وكأنه عثر على كنز "علي بابا" ليتمم في أقل من شهر صفقات مذهلة كان أبرزها كريستيانو رونالدو، ريكاردو كاكا، تشابي ألونسو وكريم بنزيما.
فقط جوزيه مورينيو من حول تفكير ملياردير المقاولات تماماً في سوق الانتقالات، فنجح المدرب البرتغالي في السيطرة على الأمر وتقنينه وجعله يعمل تحت قاعدة واضحة .. نشتري ما نحتاجه. تذكر هذه الجملة جيداً فسنحتاجها لاحقاً.
على مدار تلك السنوات بات فلورنتينو بيريز أكثر اقتناعاً بالسياسة التي رسمها مورينيو سواء في وجود الأخير أو بعد وجوده .. بات لوكا مودريتش أهم من لاعب يبيع القمصان .. بات توني كروس أهم من لاعب زائد عن الحاجة في خط الهجوم، ولا بأس من نجم كبير كل فترة.
ازدادت "الحكمة" البيريزية بعدما بدأ في تطوير فكره أكثر بالاعتماد على بعض الأسماء المغمورة التي حققت نجاحاً مميزاً سواء من أبناء النادي المعارين أو من لاعبين واعدين وكان داني كارباخال أحد أهم تلك الأمثلة بعدما عاد من الدوري الألماني ليصير أحد أهم الأظهرة اليمنى في العالم والثمن؟ صفر.
كل هذا لم يكن به ضرر للنادي بل كان تنويع مصادر الدعم شيئاً مميزاً، لكن في السنوات الثلاثة الأخيرة باتت الهمهمات تتزايد .. الفريق يستغني عن هيغواين دون جلب بديل يساند كريم بنزيما .. بيبي يرحل عن صفوف الفريق فيكون فاييخو هو البديل .. غاريث بيل يصاب باستمرار فلا يكون هناك بديلاً سوى المترنح الخجول ماركو أسينسيو.
لكن تلك الهمهمات والنظرات الحائرة كانت في حدود معقولة بالنظر لنجاحات الفريق رفقة زين الدين زيدان وكذلك لقوة القوام الأساسي لكن هذا الأمر سادته شكوك عميقة في الموسم الأخير لزيدان بعدما فشلت سياسة الاعتماد على "الإسبان الواعدين" والذين لم ينجح فيهم أحد حتى الآن سوى داني سيبايوس الذي قدم مردوداً جيداً هذا العام لكنه ظل حبيس الشك في مستواه في الموسم الماضي حاله كحال ماركو يورنتي وثيو هيرنانديز.
ومع المزيد من الراحلين .. مهلاً، لا يمكن أن يتم سرد هذه الجملة بتلك الطريقة فهناك راحل أكبر هذه المرة يتمثل في أهم لاعبي الفريق كريستيانو رونالدو الذي رحل لأسباب مالية واضحة بعد خلاف عميق حول المقابل الذي ينبغي أن يتقاضاه للاستمرار في الفريق.
توقع الجميع سوق انتقالات عظيمة هذه المرة بعد أكثر من سوق خائب في المواسم الماضية لكن فلورنتينو بيريز لم يحرك ساكنا، بل ذهب إلى التعاقد مع تيبو كورتوا بدلاً من التفكير في الضرورات أولاً.
السؤال هو لماذا؟ لماذا بقى فلورنتينو بيريز دون حراك بهذا الشكل؟ هل تخيل فلورنتينو بيريز أن قاعدة "نشتري ما نحتاجه فقط" فتصور أن الفريق لا يحتاج شيئاً بعد أن خدعته الانتصارات المتتالية في دوري الأبطال ولم يستشف ما استشفه زيدان ورونالدو عن أن النجاح في الموسم الأخير كان بظروف استثنائية جداً تتضمن التوفيق الشديد على الأقل؟
هل يعاني النادي الملكي مالياً ؟ بعد قراءة الكثير من التقارير لا يبدو وأن الفريق يعاني مالياً بأي شكل ممكن، فهو إما أعلى أو ثاني أعلى الأندية حصولاً على العوائد والفريق لم يقم بميركاتو ضخم في السنوات الأخيرة على سبيل المثال.
هل ظن فلورنتينو بيريز أن سياسة الرهان على بعض اللاعبين الصغار سيجدي نفعاً دائماً وتخيل أن فينيسيوس جونيور سيكون بديلاً آنياً لرونالدو؟ أين فينيسيوس بالمناسبة؟
لا نتصور أن أحدهم يمتلك إجابة شافية وافية على هذا الأمر سوى إدارة ريال مدريد .. ربما نسمع في نهاية الموسم إيضاحاً لهذا اللغز الغريب أو ربما يكتبه أحدهم في مذكراته يوماً ما ونفهم ما يدور، لكن المؤكد أنه لا يوجد أي شخص لديه تفسير واضح لماذا يصر فلورنتينو بيريز على تحويل الأبيض الجديد الذي صنعه إلى أسود مرة أخرى.