أحمد عطا
" كريم بنزيما بات قادراً على أن يجعلني أصل إلى جهنم!" .. هكذا كتب أحدهم تعليقاً على صفحتي للتواصل الاجتماعي .. نعم هكذا هي الحالة التي وصل إليها كثيرون من مشجعي ريال مدريد.
لأكون صريحاً معك، لست ممن كانوا يعشقون "الترند" الخاص ببنزيما حيث السخرية المستمرة بسبب أو دون سبب واختصار مصائب النادي الملكي فيه.
بنزيما وصل إلى ريال مدريد شاباً واعداً قادماً من أوليمبيك ليون .. سيكون عليك مشاهدة أهدافه مع ليون لتعرف أنك أمام مهاجم مرعب، أو ربما لا تحتاج لهذا الأمر فبنزيما قدم مع ريال مدريد الكثير من اللقطات التي برهن فيها على أنه مهاجم مميز.
مع رحيل جونزالو هيغواين بات هناك مفترق طرق بين المتابعين .. رأى البعض مثلي أن كريم بنزيما دوره لا يدور بشكل أساسي حول تسجيل الأهداف قدر ما يدور حول صناعة اللعب الذي هو بارع فيه جداً ومساندة كريستيانو رونالدو بالتمرير أو بإخلاء المساحات له كما أنه أصلا يسجل عدداً لا بأس به أبداً من الأهداف، بينما أصر آخرون على أن دور المهاجم هو تسجيل الأهداف أولاً قبل التفكير في أي شيء.
في الموسمين الأخيرين بدأت النظرة تتغير إلى حدٍ ما ، فبنزيما - الذي وصل حالياً إلى أن يكون رابع أعلى مسجل للأهداف في تاريخ دوري الأبطال- لم يعد يسجل الأهداف إلا قليلاً - ومن ثم ازداد عدد المنضمين لمعسكر المطالبين بالأهداف قبل أي شيء ، بينما انزوى أصحاب الرأي الآخر قليلاً وتفرقوا ما بين الخائف من مقاومة موجة السخرية أو المصر بشجاعة على رأيه ، لكن ظلت الأمور تسير في اتجاه واحد .. عدد الغاضبين يرتفع وعدد المقتنعين بما يفعله بنزيما يتراجع.
المشكلة الكبرى ظهرت في الموسم الحالي .. صحيح أن عدد أهداف بنزيما ارتفع لكن مسألة إضاعة الأهداف باتت أمراً غير مقبولاً لعدة أسباب.
أولًا هي أن الفريق لم يعد كريستيانو رونالدو، وعدم امتلاك هذا الهداف المرعب جعل الجميع مطالب بتحسين واضح لجودته التهديفية.
الأمر الثاني هو أن بنزيما أصلاً لم يعد له مجال كبير للمشاركة في صناعة اللعب بالنظر لكم اللاعبين الموكلين بهذا الأمر خلفه، فدائماً يكون هناك لاعب أو اثنين إضافيين على لاعبي الوسط لتقديم العون في هذه المسألة عملاً بما يريده جولين لوبيتيغي المنغمس في أعماق الكرة الإسبانية الراغبة في الاستحواذ إلى أبعد مدى.
لم يعد الفريق يحتاج لمساهمات بنزيما بينما سيبايوس وإيسكو وأسينسيو موجودون لتقديم هذه المساهمات الإضافية على ما يقدمه خط الوسط المكون من مودريتش وكاسيميرو وكروس عادة.
بينما ما بات مطلوباً حقاً من بنزيما أن يعتبر منطقة الجزاء بمثابة سرير الأطفال الذي لا ينبغي عليك الخروج منه إلا للضرورة القصوى ليظهر وأنه حتى إن التزم الفرنسي بهذا الأمر فإنه ليس مؤهلاً له.
تعامل بنزيما كان ضعيفاً أمام الشباك إذ يبدو عليه وأنه إما فاقد للثقة بسبب الهجوم المستمر عليه أو أنه لا يعي أنه لم يعد يمتلك ترف إهدار الفرص فلا يوجد كريستيانو للتعويض والفريق أصلاً يعاني في الخطوط الخلفية ويحتاج لكم أكبر من الأهداف ليتمكن من التغلب على خصومه.
لذلك، قد لا يستمر كريم بنزيما مع الفريق بعد نهاية الموسم ، لكن حتى هذا الحين دعونا نأمل ألا يتسبب في ذهاب أحدهم إلى جهنم!
{{ article.visit_count }}
" كريم بنزيما بات قادراً على أن يجعلني أصل إلى جهنم!" .. هكذا كتب أحدهم تعليقاً على صفحتي للتواصل الاجتماعي .. نعم هكذا هي الحالة التي وصل إليها كثيرون من مشجعي ريال مدريد.
لأكون صريحاً معك، لست ممن كانوا يعشقون "الترند" الخاص ببنزيما حيث السخرية المستمرة بسبب أو دون سبب واختصار مصائب النادي الملكي فيه.
بنزيما وصل إلى ريال مدريد شاباً واعداً قادماً من أوليمبيك ليون .. سيكون عليك مشاهدة أهدافه مع ليون لتعرف أنك أمام مهاجم مرعب، أو ربما لا تحتاج لهذا الأمر فبنزيما قدم مع ريال مدريد الكثير من اللقطات التي برهن فيها على أنه مهاجم مميز.
مع رحيل جونزالو هيغواين بات هناك مفترق طرق بين المتابعين .. رأى البعض مثلي أن كريم بنزيما دوره لا يدور بشكل أساسي حول تسجيل الأهداف قدر ما يدور حول صناعة اللعب الذي هو بارع فيه جداً ومساندة كريستيانو رونالدو بالتمرير أو بإخلاء المساحات له كما أنه أصلا يسجل عدداً لا بأس به أبداً من الأهداف، بينما أصر آخرون على أن دور المهاجم هو تسجيل الأهداف أولاً قبل التفكير في أي شيء.
في الموسمين الأخيرين بدأت النظرة تتغير إلى حدٍ ما ، فبنزيما - الذي وصل حالياً إلى أن يكون رابع أعلى مسجل للأهداف في تاريخ دوري الأبطال- لم يعد يسجل الأهداف إلا قليلاً - ومن ثم ازداد عدد المنضمين لمعسكر المطالبين بالأهداف قبل أي شيء ، بينما انزوى أصحاب الرأي الآخر قليلاً وتفرقوا ما بين الخائف من مقاومة موجة السخرية أو المصر بشجاعة على رأيه ، لكن ظلت الأمور تسير في اتجاه واحد .. عدد الغاضبين يرتفع وعدد المقتنعين بما يفعله بنزيما يتراجع.
المشكلة الكبرى ظهرت في الموسم الحالي .. صحيح أن عدد أهداف بنزيما ارتفع لكن مسألة إضاعة الأهداف باتت أمراً غير مقبولاً لعدة أسباب.
أولًا هي أن الفريق لم يعد كريستيانو رونالدو، وعدم امتلاك هذا الهداف المرعب جعل الجميع مطالب بتحسين واضح لجودته التهديفية.
الأمر الثاني هو أن بنزيما أصلاً لم يعد له مجال كبير للمشاركة في صناعة اللعب بالنظر لكم اللاعبين الموكلين بهذا الأمر خلفه، فدائماً يكون هناك لاعب أو اثنين إضافيين على لاعبي الوسط لتقديم العون في هذه المسألة عملاً بما يريده جولين لوبيتيغي المنغمس في أعماق الكرة الإسبانية الراغبة في الاستحواذ إلى أبعد مدى.
لم يعد الفريق يحتاج لمساهمات بنزيما بينما سيبايوس وإيسكو وأسينسيو موجودون لتقديم هذه المساهمات الإضافية على ما يقدمه خط الوسط المكون من مودريتش وكاسيميرو وكروس عادة.
بينما ما بات مطلوباً حقاً من بنزيما أن يعتبر منطقة الجزاء بمثابة سرير الأطفال الذي لا ينبغي عليك الخروج منه إلا للضرورة القصوى ليظهر وأنه حتى إن التزم الفرنسي بهذا الأمر فإنه ليس مؤهلاً له.
تعامل بنزيما كان ضعيفاً أمام الشباك إذ يبدو عليه وأنه إما فاقد للثقة بسبب الهجوم المستمر عليه أو أنه لا يعي أنه لم يعد يمتلك ترف إهدار الفرص فلا يوجد كريستيانو للتعويض والفريق أصلاً يعاني في الخطوط الخلفية ويحتاج لكم أكبر من الأهداف ليتمكن من التغلب على خصومه.
لذلك، قد لا يستمر كريم بنزيما مع الفريق بعد نهاية الموسم ، لكن حتى هذا الحين دعونا نأمل ألا يتسبب في ذهاب أحدهم إلى جهنم!