مدريد - أحمد سياف

لا حديث في الإعلام الإسباني حالياً سوى عن اسم خليفة المدرب، جولين لوبيتيغي، الذي يعيش الساعات الأخيرة على ما يبدو في المقعد الفني لريال مدريد وينتظر جواب إقالته اليوم بعد هزيمة برشلونة بخماسية.

كل التيار يذهب نحو ضرورة تغيير المدرب، فهو الحلقة الأضعف، والذي يمكن تغييره، فلن يمكنك تغيير التشكيلة مثلاً ولا الإدارة!

لكن هل فعلاً الحل يكمن في إقالة المدرب فقط ؟! بكل تأكيد لا.. فريال مدريد يعيش أزمة حقيقة، بدأت مع زيدان نفسه، الذي لم يقدم مستويات جيدة في الدوري الإسباني وودع الكأس مبكراً، لكنه وجد الطريق في دوري أبطال أوروبا.

رحل زيدان وهو يعي أن هناك فترة انهيار ستمر على مدريد، وكان على لوبيتيغي مواجهة طواحين الهواء!

لوبيتيجي هو الضحية وليس المذنب، المذنب هو من ترك ريال مدريد بدون أن يعوض أفضل رونالدو، أفضل لاعب لديه، دون تعويض.

صحيح أن ريال مدريد قد خسر بنتيجة عريضة لا تليق به، لكن النتيجة في رأيي لا تعبر عن الأداء الذي قدمه الريال، فقد أهدر الفرص عن طريق كريم بنزيما، فهل هذه مشكلة لوبيتيغي؟! أم مشكلة مستوى بنزيما نفسه؟!

دعونا نستعين بالإحصائيات التي تقول إن الفريق الملكي كان صاحب العدد الأكبر من التسديدات "13-15"، لكنه كان الأقل في معدل التصويب بين الخشبات الثلاث "8-4"، ما يعني أن الفاعلية انحازت بشكل واضح لصالح برشلونة.

حتى في تلك المباراة، أظهر لوبيتيغي أنه لديه قدرة على تغيير الأمور تكتيكياً، وغير طريقة اللعب.

مشاكل ريال مدريد أعمق من المدرب، فخط الوسط متهالك بعد نهائيات كأس العالم، ولا يوجد بدائل، لذلك التشكيلة الأساسية لا تشعر بالخطر على مراكزها.

بيريز يحتاج إلى أن يمارس سلطته كي لا يفشل مدربه الحالي، يحتاج للدفع والتخلي عن "بخله"، والتركيز على المشروع الرياضي لا الاقتصادي فحسب.