أحمد عطا
لاتزال ليغا هذا الموسم قادرة على عدم السماح لأي فريق بالانطلاق وحدة في سباق الصدارة حتى وإن كان فريقًا أجهز قبل أسبوعين على منافسة غريمه الرئيس وبخماسية كاملة.
على الورق كان كل شيء يوحي بأن البرسا صار في وضعية قادرة على الإفلات من هذا زحام الصدارة هذا الذي يشبه زحام وسط القاهرة في نهاية النهار.
لكن من يتعامل مع التفاصيل كان بإمكانه أن يقرأ أن برشلونة فاز على ريال مدريد ليس لأنه جيد طوال الموسم بقدر ما أن الريال فقط أكثر سوءَ من البرسا! برشلونة كان جيداً في تلك المباراة وفقط.. لا قبلها ولا بعدها يمكن أن يثير هذا الفريق إعجابك بشكل لافت.
جرس إنذار مباراة رايو باييكانو لم يكن كافياً ليستفيق إرنستو فالفيردي الذي وجد فريقه يكاد يخسر أمام صاحب المركز الـ19 آنذاك قبل أن ينقذه لاعبوه في اللحظات الأخيرة مع تدخل وحيد منه بإرسال جيرارد بيكي لمنطقة الجزاء لتلقي الكرات الطولية على طريقة جوزيه مورينيو مع مروان فيلايني.
المشهد تكرر في مباراة ريال بيتيس لأن الأخير تمكن من جديد من تسجيل أكثر من هدف في مرمى البلاوجرانا الذي وجد نفسه الطرف الأقل فرصاً في نصف الساعة الأولى من الشوط الأول دون أن يحاول فالفيردي تعديل وضعية فريقه.
فالفيردي دخل المباراة وكله أمل في تجريد ريال بيتيس من أهم مميزاته وهي البناء من الخلف، فحاول الضغط على ثلاثي الوسط ويليام كارفاليو وأندريس جواردادو وجيوفاني لو سيلسو بتقديم ثلاثي وسطه كاملًا حتى بتنا نرى سيرجيو بوسكيتس يلعب أحيانًا على مقربة من منطقة جزاء ريال بيتيس أثناء بناء هجمة الأخير.
المدير الفني للبرسا لم يكن يقوم بالاعتماد كثيراً على مثل هذا الأسلوب أمام فرق أقل قدرة على بناء اللعب في مساحات ضيقة من بيتيس وذلك رغم أنه كان لايجدي نفعاً وبشدة أمام تلك الفرق لكنه كان مخاطرة كبيرة أمام الفريق الأخضر والأبيض.
لماذا مخاطرة؟ لأن عملية إخلاء الوسط من كل لاعبيه بهذا الشكل كان أمراً كارثياً على برشلونة أمام لاعبين يجيدون التعامل مع مثل هذا النوع من الضغط، فبمجرد خروج الكرة بشكل سليم تصير هناك مساحات شاسعة خلف وسط النادي الكتلوني كان لو سيلسو وخواكين ورأس الحربة لويس مورون قادرين على استغلالها بأفضل شكل ممكن.
وقبل سماع همهمة القارئ العزيز متذمراً من أن هذا التحليل عقب اللقاء ما يعني أن "الكلام سهل"، لا بد من الإشارة إلى دور المدرب الذي عليه أن يقرأ ما يحدث خلال المباراة نفسها. فحتى إن تقبلنا على مضض فكرة مواجهة بيتيس بهذه الطريقة فإن نصف الساعة الأولى التي سبقت الهدفين الأول والثاني كانا خير دليل على أنه لا يمكن للفريق الاستمرار بهذا الشكل.
لكن الحقيقة أن فالفيردي لم يشعر وأن فريقه يعاني بل إنه صرّح بعد اللقاء بأنه لن يترك الكامب نو شاعرًا بأن بيتيس كان متفوقاً على فريقه!
لم يرَ فالفيردي أن خط وسطه منهار بدنياً مقارنة بالخصم –رغم أن بيتيس لعب مباراة يوم الخميس لكن هذه قصة أخرى- وأن عليه التراجع فوراً عن طريقته التي سببت كوارث وفرصاً خطيرة على دفاعات فريقه، ولم يفهم أنها كانت من المرات النادرة التي من الأفضل له أن يلعب بأسلوبه الأصلي بانتظار المنافس في مناطقه وضربه بالمرتدات وهو الأمر الذي فعله البرسا بنفسه في مباراة الفريقين في الموسم الماضي على ملعب بيتيس.
فبيتيس في هذا الموسم رغم جودته إلا أنه من يشاهد مبارياته السابق كان سيستشف بعض المعاناة أمام الفرق التي تلعب بتوازن كما أنه إن استثنينا المباراة السابقة أمام سيلتا فيجو فإن الفريق كان قد سجل 5 أهداف في أول 10 مباريات من الليغا!
لكن سيتيين بقي وفياً لأفكاره وتمسك بفكرة أن التحسن قادم طالما الفريق متمسك بما نجح من قبل.. يؤمن سيتيين -كما يقول في تصريحات سابقة- بأن لاعب كرة القدم لم يبدأ لعبها إلا لأنه يريد تمريرها وليس الركض خلفها لذلك يسعى دائماً إلى تطوير هذا الشق في قدرات لاعبيه وجعلهم قادرين على الاحتفاظ بالكرة حتى آخر فرصة ممكنة وقد لمسنا ذلك جليًا منذ توليه قيادة بيتيس ولم تكن مباراة البرسا في الكامب استثناءً.
ما زاد الطين بلة هو عدم مشاركة ميسي ومالكوم بأي شكل من الأشكال في عملية الضغط بينما لم يكن ممكنًا مساهمة لويس سواريز في هذا الأمر وهو الذي تحمّل أعباء بدنية ضخمة في الفترة الماضية التي قدم فيها مستويات رائعة.
لكن كيف كان بيتيس قادراً على فك الضغط الثلاثي لوسط البرسا رغم وجود 3 لاعبين فقط في هذا الخط؟ يعود هذا الأمر بشكل واضح إلى ما يمكن وصفه بـ"سياسة اللاعب المهرَب للكرة" والذي تمثل في هذه المباراة بشكل رئيس في الظهير الجناح الأيسر فيربو الذي تمركز بذكاء في المسافة ما بين ليونيل ميسي وسيرجي روبيرتو وسط انشغال راكيتيتش بالضغط على عناصر الوسط لتخرج الكرة بأمان إلى فيربو الذي حتى عندما كان يضغط روبيرتو عليه كان بيتيس يستغل هذا الأمر بأفضل شكل ممكن بانتقال إما مورون للمساحة خلف روبيرتو أو باستخدام فيربو نفسه لتلقي تمريرة عميقة خلف الثغرة المعتادة لدفاعات البلاوجرانا.
لا يمكن كذلك التغافل عن أن توفيق بيتيس بعد ذلك في التسجيل مرتين عقب هدف تذليل الفارق للبرسا ساعد في قتل الروح المعنوية للكتلان وإغلاق المنافذ أمام أي فرصة للعودة ليسقط برشلونة عقب 14 مباراة دون خسارة أمام بيتيس في الكامب نو ويتعرض للهزيمة الثانية هذا الموسم تاركاً أتلتيكو مدريد وحده كأقل فرق الليغا خسارة بمباراة واحدة فقط وقد يتسع فارق الهزائم بين الفريقين إن استغل الأتليتي الفرصة الذهبية المتاحة له عندما يستضيف برشلونة على ملعب واندا متروبوليتانو عقب انتهاء فترة التوقف الدولي، فهل يقتنص الأتليتي الصدارة؟ أم أن البرسا سيواصل هوايته بالتألق في المباريات الكبيرة هذا الموسم وترك المعاناة للمباريات الأقل شأناً؟
لاتزال ليغا هذا الموسم قادرة على عدم السماح لأي فريق بالانطلاق وحدة في سباق الصدارة حتى وإن كان فريقًا أجهز قبل أسبوعين على منافسة غريمه الرئيس وبخماسية كاملة.
على الورق كان كل شيء يوحي بأن البرسا صار في وضعية قادرة على الإفلات من هذا زحام الصدارة هذا الذي يشبه زحام وسط القاهرة في نهاية النهار.
لكن من يتعامل مع التفاصيل كان بإمكانه أن يقرأ أن برشلونة فاز على ريال مدريد ليس لأنه جيد طوال الموسم بقدر ما أن الريال فقط أكثر سوءَ من البرسا! برشلونة كان جيداً في تلك المباراة وفقط.. لا قبلها ولا بعدها يمكن أن يثير هذا الفريق إعجابك بشكل لافت.
جرس إنذار مباراة رايو باييكانو لم يكن كافياً ليستفيق إرنستو فالفيردي الذي وجد فريقه يكاد يخسر أمام صاحب المركز الـ19 آنذاك قبل أن ينقذه لاعبوه في اللحظات الأخيرة مع تدخل وحيد منه بإرسال جيرارد بيكي لمنطقة الجزاء لتلقي الكرات الطولية على طريقة جوزيه مورينيو مع مروان فيلايني.
المشهد تكرر في مباراة ريال بيتيس لأن الأخير تمكن من جديد من تسجيل أكثر من هدف في مرمى البلاوجرانا الذي وجد نفسه الطرف الأقل فرصاً في نصف الساعة الأولى من الشوط الأول دون أن يحاول فالفيردي تعديل وضعية فريقه.
فالفيردي دخل المباراة وكله أمل في تجريد ريال بيتيس من أهم مميزاته وهي البناء من الخلف، فحاول الضغط على ثلاثي الوسط ويليام كارفاليو وأندريس جواردادو وجيوفاني لو سيلسو بتقديم ثلاثي وسطه كاملًا حتى بتنا نرى سيرجيو بوسكيتس يلعب أحيانًا على مقربة من منطقة جزاء ريال بيتيس أثناء بناء هجمة الأخير.
المدير الفني للبرسا لم يكن يقوم بالاعتماد كثيراً على مثل هذا الأسلوب أمام فرق أقل قدرة على بناء اللعب في مساحات ضيقة من بيتيس وذلك رغم أنه كان لايجدي نفعاً وبشدة أمام تلك الفرق لكنه كان مخاطرة كبيرة أمام الفريق الأخضر والأبيض.
لماذا مخاطرة؟ لأن عملية إخلاء الوسط من كل لاعبيه بهذا الشكل كان أمراً كارثياً على برشلونة أمام لاعبين يجيدون التعامل مع مثل هذا النوع من الضغط، فبمجرد خروج الكرة بشكل سليم تصير هناك مساحات شاسعة خلف وسط النادي الكتلوني كان لو سيلسو وخواكين ورأس الحربة لويس مورون قادرين على استغلالها بأفضل شكل ممكن.
وقبل سماع همهمة القارئ العزيز متذمراً من أن هذا التحليل عقب اللقاء ما يعني أن "الكلام سهل"، لا بد من الإشارة إلى دور المدرب الذي عليه أن يقرأ ما يحدث خلال المباراة نفسها. فحتى إن تقبلنا على مضض فكرة مواجهة بيتيس بهذه الطريقة فإن نصف الساعة الأولى التي سبقت الهدفين الأول والثاني كانا خير دليل على أنه لا يمكن للفريق الاستمرار بهذا الشكل.
لكن الحقيقة أن فالفيردي لم يشعر وأن فريقه يعاني بل إنه صرّح بعد اللقاء بأنه لن يترك الكامب نو شاعرًا بأن بيتيس كان متفوقاً على فريقه!
لم يرَ فالفيردي أن خط وسطه منهار بدنياً مقارنة بالخصم –رغم أن بيتيس لعب مباراة يوم الخميس لكن هذه قصة أخرى- وأن عليه التراجع فوراً عن طريقته التي سببت كوارث وفرصاً خطيرة على دفاعات فريقه، ولم يفهم أنها كانت من المرات النادرة التي من الأفضل له أن يلعب بأسلوبه الأصلي بانتظار المنافس في مناطقه وضربه بالمرتدات وهو الأمر الذي فعله البرسا بنفسه في مباراة الفريقين في الموسم الماضي على ملعب بيتيس.
فبيتيس في هذا الموسم رغم جودته إلا أنه من يشاهد مبارياته السابق كان سيستشف بعض المعاناة أمام الفرق التي تلعب بتوازن كما أنه إن استثنينا المباراة السابقة أمام سيلتا فيجو فإن الفريق كان قد سجل 5 أهداف في أول 10 مباريات من الليغا!
لكن سيتيين بقي وفياً لأفكاره وتمسك بفكرة أن التحسن قادم طالما الفريق متمسك بما نجح من قبل.. يؤمن سيتيين -كما يقول في تصريحات سابقة- بأن لاعب كرة القدم لم يبدأ لعبها إلا لأنه يريد تمريرها وليس الركض خلفها لذلك يسعى دائماً إلى تطوير هذا الشق في قدرات لاعبيه وجعلهم قادرين على الاحتفاظ بالكرة حتى آخر فرصة ممكنة وقد لمسنا ذلك جليًا منذ توليه قيادة بيتيس ولم تكن مباراة البرسا في الكامب استثناءً.
ما زاد الطين بلة هو عدم مشاركة ميسي ومالكوم بأي شكل من الأشكال في عملية الضغط بينما لم يكن ممكنًا مساهمة لويس سواريز في هذا الأمر وهو الذي تحمّل أعباء بدنية ضخمة في الفترة الماضية التي قدم فيها مستويات رائعة.
لكن كيف كان بيتيس قادراً على فك الضغط الثلاثي لوسط البرسا رغم وجود 3 لاعبين فقط في هذا الخط؟ يعود هذا الأمر بشكل واضح إلى ما يمكن وصفه بـ"سياسة اللاعب المهرَب للكرة" والذي تمثل في هذه المباراة بشكل رئيس في الظهير الجناح الأيسر فيربو الذي تمركز بذكاء في المسافة ما بين ليونيل ميسي وسيرجي روبيرتو وسط انشغال راكيتيتش بالضغط على عناصر الوسط لتخرج الكرة بأمان إلى فيربو الذي حتى عندما كان يضغط روبيرتو عليه كان بيتيس يستغل هذا الأمر بأفضل شكل ممكن بانتقال إما مورون للمساحة خلف روبيرتو أو باستخدام فيربو نفسه لتلقي تمريرة عميقة خلف الثغرة المعتادة لدفاعات البلاوجرانا.
لا يمكن كذلك التغافل عن أن توفيق بيتيس بعد ذلك في التسجيل مرتين عقب هدف تذليل الفارق للبرسا ساعد في قتل الروح المعنوية للكتلان وإغلاق المنافذ أمام أي فرصة للعودة ليسقط برشلونة عقب 14 مباراة دون خسارة أمام بيتيس في الكامب نو ويتعرض للهزيمة الثانية هذا الموسم تاركاً أتلتيكو مدريد وحده كأقل فرق الليغا خسارة بمباراة واحدة فقط وقد يتسع فارق الهزائم بين الفريقين إن استغل الأتليتي الفرصة الذهبية المتاحة له عندما يستضيف برشلونة على ملعب واندا متروبوليتانو عقب انتهاء فترة التوقف الدولي، فهل يقتنص الأتليتي الصدارة؟ أم أن البرسا سيواصل هوايته بالتألق في المباريات الكبيرة هذا الموسم وترك المعاناة للمباريات الأقل شأناً؟