أحمد التميمي

مع إعلان طرد أنتونيو كونتي المدرب السابق لتشيلسي والتوقيع مع ماوريسيو ساري كمدرب للبلوز، تخوف العديد من عشاق الفريق من حجم النقلة التي ستحدث في أسلوب لعب الفريق، لاختلاف المدرسة الفكرية الكروية بين ساري وبين أسلوب تشيلسي المعتاد في السنوات الأخيرة، حيث يتبنى ساري الفكر الهجومي البحت على عكس أغلب مدربي تشيلسي الذين اعتدنا منهم اللعب بالأسلوب الدفاعي.

بعد مباراة الفريق الأولى في الدرع الخيرية، بدا واضحاً أن هناك فجوة ما بين فكر المدرب الهجومي وقدرات اللاعبين، أو ما اعتادوا عليه من أسلوب لعب، لذا كانت تلك المباراة نقطة تحول في رحلة ساري مع تشيلسي، حيث قام بمزج فكره الهجومي بقليل من الواقعية، وأصبح يتعامل مع كل مباراة بحسب ظروفها من غير تغليب أسلوبه المعتاد، ووضع مصلحة الفريق وتحقيق النتيجة المرجوة هو الهدف الأساسي.

تشكيل ساري يعتمد شكل 4-2-1-3، وفي حالة الهجوم يتحول شكل الفريق إلى 3-4-3 لزيادة الكثافة الهجومية، وفي نفس الوقت زيادة الكثافة في خط الوسط لمنع أي هجمة مرتدة محتملة.

وجود جورجينو في الفريق، أعطى أفضلية لتشيلسي في بناء الهجمات من الخلف لقدرة اللاعب العالية على التمريرات الدقيقة إلى المهاجمين، بالإضافة أعطى حرية التحرك لهازارد –أخطر لاعب في الفريق- بعد أن كان اللاعب مقيداً في مركز الجناح الأيسر، وذلك لحاجة اللاعب للمساحة ليتمكن من تشكيل هجمة خطرة على مرمى الخصم. خطورة هازارد تحتم على الفريق المنافس مراقبته بلاعبين اثنين على أقل تقدير، وإعطاء اللاعب حرية التحرك في الملعب تعني أن المنافس سيخسر مدافعين اثنين بالمقابل سيكسب تشيلسي المساحة الخالية لمهاجميه لتسجيل الأهداف.

ولوجود مهاجمين اثنين يجيدون الكرات الرأسية والعالية -جيرود وموراتا- تحول دور الظهير ماركوس ألونزو كصانع لعب في بعض الأحيان لإجادته الكرات العرضية، وعلى الطرف الآخر يقوم الظهير الثاني أزبلكويتا بتغطية الفراغ الذي يحققه تقدم ألونزو.

يتبقى أمامه نقطة مهمة جداً لا بد من معالجتها، وهي بطء المهاجمين الاثنين، موراتا وجيرود، وأنا هنا لا أقصد البطء في الحركة فقط وإنما البطء في اتخاذ القرار أمام المرمى وقلة جرأة اللاعبين.

وهناك نقطتان فقط محل تساؤل وستكشف لنا الأيام أجوبتها، الأولى هي قدرة كتيبة ساري على الاستمرار بنفس الرتم في النصف الثاني من الموسم، حيث لم نعتد حدوث ذلك حينما كان مدرباً لنابولي. أما النقطة الثانية فهي عقدة الموسم الثاني في تشيلسي، فمع مورينيو حقق تشيلسي أهدافه في موسمه الأول ثم تدهور الفريق، وحقق الدوري مع كونتي في الموسم الأول ثم تدهور من جديد، وها نحن الآن نشهد فريق يقدم كرة قدم ممتعة جداً في موسمه الأول، ولا نعلم ما الذي يخبئه الموسم القادم.