أحمد التميمي

بعد كثرة المشاكل التي حدثت بين مدرب بايرن ميونيخ الألماني نيكو كوفاتش واللاعبين، وسوء نتائج الفريق في هذا الموسم، و في ظل وجود احتقان جماهيري تجاه الفريق و أداءه، تتوارد الأنباء حول احتمالية رحيل مدرب الفريق خلال هذا الموسم أو في فترة الانتقالات الصيفية على أبعد تقدير، على الرغم من الدعم الواضح للمدرب من قبل الإدارة في المؤتمر الصحافي الأخير.

وفي خضم تلك الأخبار، تختلف الأسماء المطروحة لتدريب الفريق بين زين الدين زيدان ولوبيتيجي و أنتونيو كونتي وغيرهم من المدربين المتاحين في السوق الآن، ومن بين كل تلك الأسماء هناك اسم يتردد ويبدو أنه الأكثر واقعية، وهو الفرنسي آرسين فينغر المدرب السابق لآرسنال الإنجليزي، والذي يبدو أنه الأقرب لقيادة الفريق. مما يزيد من تأكيد تلك الشكوك، هو سعي البايرن للتعاقد مع آرون رامسي في صفقة انتقال مجانية بعد انتهاء عقده، حيث كان اللاعب أحد الدعائم الأساسية لتشكيلة فينغر حينما كان مدرباً لآرسنال.

فكرة وجود فينغر في البايرن تبدو واقعية جداً، فهو أحد أكثر المدربين المناسبين لسياسة إدارة النادي البافاري، فهو مدرب "اقتصادي" بحت، يبحث عن المواهب الصاعدة المطروحة في السوق بأسعار بسيطة نسبياً، ليصقلها وينميها حتى تنضج، ومن ثم يتم إعادة بيعها بهامش ربح مرتفع. يعتبر ذلك مناسب جداً للبايرن، فعلى الرغم من كونه أحد كبار أوروبا، إلا أن الفريق ما زال يرفض أن يكون جزءاً من "السوق المجنون" ويدفع مبالغ خيالية من أجل اللاعبين.

كما أن الفريق يمر الآن بمرحلة انتقالية، من نجوم كبار جاوزت أعمارهم الثلاثين عاماً إلى تشكيلة أكثر شباباً وحيوية لضمان مستقبل هذا الفريق، ولا يوجد من هو أنسب لهذه المهمة من فينغر.

لكن المشكلة الكبرى التي سيواجهها فينغر مع البايرن، هي نفس المشكلة التي تكررت مع أنشيلوتي وكوفاتش، وهو وجود لاعبين كبار في الفريق تكون في أغلب الأحيان كلمتهم هي المسموعة لإدارة الفريق، ولاعبين هم يعتقدون بأنهم أكبر من مدرب الفريق فيفقد احترامهم له، وتاريخ فينغر في السنوات الأخيرة لا يسعفه في مقاومة ذلك، على الرغم من إنجازاته مع آرسنال في بداية المشوار، لذا سيكون على آرسين أن يصبح أكثر حزماً في قراراته، وأن يتبع ذلك دعم إداري قوي له.