روما - أحمد صبري

أصبح جمهور «إي سي ميلان» الإيطالي في حيرة شديدة من فريقه بعدما إختلطت البوصلة لدى الجميع في تحديد هل يسير الفريق على الطريق الصحيح خاصة بعد التغييرات الإدارية الواسعة في الصيف وتحقيق نتائج مقبولة للغاية جعلت الكثير يحلم بالمركز الرابع وسماع نشيد دوري الأبطال للمرة الأولى منذ سنوات طويلة أم أن الفريق يسير على نفس المسار الذي كان يسير عليه خلال الأعوام الماضية خاصة مع التراجع الواضح في الأداء والنتائج في الفترة الأخيرة وسينتهي الأمر على أقصى تقدير ممكن بالتأهل للدوري الأوروبي.

المدير الفني جينارو جاتوزو كان هو الاسم الأكثر جدلاً عند الحديث عن وضعية الميلان الحالية، حيث يراه الكثير الحلقة الأضعف في الفريق ومن ثم ضرورة تغييره فيما يراه القطاع الأصغر أنه مناسب للفترة الحالية والتي لا يمتلك فيها الفريق طموحات واسعة خاصة وأنه يعرف قيمة النادي جيداً وسيكون مطلوباً تغييره باسم آخر ولكن في نهاية الموسم الحالي أو الذي يليه حتى لو تحسنت النتائج بعض الشيء.

ترتيب البيت

لعل أهم ما نجح فيه جاتوزو منذ توليه مهمة تدريب الفريق قبل عام خلفاً لمونتيلا كانت هي ترتيب الأوراق وإعادة الهدوء داخل الفريق بعد فترة من الفوضى العارمة، الكثير أرجع ذلك إلى قوة شخصية جاتوزو في المقام الأول بالإضافة إلى وجوده لسنوات طويلة كلاعب في الفريق وتوج هناك بكل الألقاب وهو ما يجعله يعرف بيئة الميلان جيداً مما إختصر الكثير من الوقت في القضاء على العديد من المشاكل الغير فنية في الأساس وأصبحت الأمور أكثر هدوءاً داخل غرف خلع الملابس.

التنظيم الدفاعي

أهم ما ميز الميلان بعد تولي جاتوزو المسئولية كان التنظيم الدفاعي الواضح للفريق بعد فترة كارثية على الصعيد الدفاعي مع مونتيلا، عقلية جاتوزو كلاعب وسط مهامه دفاعية كان لها تأثير واضح على أفكاره كمدرب، فهو يعلم جيداً أن قوة الدفاع تغير الكثير من الأمور داخل الملعب وتمنح الفريق صلابة واضحة أمام الخصوم ولهذا كان التنظيم الدفاعي أولى مهام جاتوزو ونجح في ذلك بشكل كبير.

عقم هجومي

على النقيض كان الميلان دائماً على مدار العام الأخير يعاني من عقم هجومي واضح، يفشل دائماً جاتوزو في إيجاد حلول لصناعة اللعب، يعاني الفريق دائماً من صعوبة الوصول إلى مرمى الخصوم رغم امتلاكه بعض الأسماء الجيدة في الثُلث الأمامي، تجد الفريق يتراجع للخلف في أوقات كثيرة من المباراة دون مبرر مفهوم كما تفتقد تغييرات جاتوزو في الكثير من الأوقات لروح المغامرة المطلوبة لدى مدربي الفرق الكبرى التي تسعى دائماً للفوز.

الروح القتالية

من أبرز مميزات الميلان هذا الموسم هو وجود روح قتالية كان الفريق يفتقدها بوضوح خلال الفترات الماضية، فتجد الفريق يفوز في لقائين متتاليين في الوقت بدل الضائع، هو أمر لم يكن موجود من قبل وهو أمر دون شك يحسب للمدير الفني القادر على زرع الرغبة في الفوز داخل نفوس لاعبيه.

الفقر التكتيكي

لعل من أبرز مشاكل الميلان مع جاتوزو هو عدم امتلاك المدرب لمرونه خططية واضحة، فمن الصعب أن تجد الفريق يغير من طريقة لعبه بشكل كامل أثناء المباريات حسب نتيجتها وشكلها، فتجد الميلان في معظم الأوقات يلعب بنفس الشكل والرتم دون أي تغيير مهما كان اسم الخصم، كما يعيب جاتوزو الكلاسيكية الواضحة في إجراء التبديلات التي تجعلك في الكثير من الأوقات تعرف من سيشارك ومن سيخرج دون أي مفاجآت.