يوسف ألبي

قبل ما يقارب 60 عاماً بالتمام والكمال وبالتحديد في عام 1958 شاء القدر بوقوع كارثة ميونيخ المأساوية، وهي تحطم الطائرة التي كانت تنقل نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، فقد هزت تلك الفاجعة الوسط الرياضي العالمي آنذاك، ولن تغيب تلك الحادثة من بال الجميع إلى يومنا هذا.

ففي السادس من فبراير لعام 1958 كان الشياطين الحمر عائداً بطائرته إلى إنجلترا بعد أن خطف بطاقة العبور للدور نصف نهائي من دوري أبطال أوروبا، بعد تعادله الثمين بثلاثه أهداف لكل منهما مع نادي ريد ستار الصربي مستفيداً من فوزه ذهاباً بهدفين مقابل هدف، ولكن بسبب وجود عاصفة ثلجية هبطت الطائرة في مطار ميونيخ لبعض الوقت، وعند إقلاعها مرة أخرى تحطمت الطائرة على المدرج وخارجه بسبب الثلوج الذي كان يغطي المدرج، فمن مجموع 44 شخصاً كانوا على متن الطائرة من لاعبين وطاقم فني وإداري وصحافيين وجماهير توفى 23 منهم 8 لاعبين مؤثرين من بينهم القائد روجر بايرن، ليفقد اليونايتد الكثير من قوته بسبب تلك الحادثة، ويعتبر الفريق الإنجليزي قوة ضاربة في تلك الفترة، حيث كان يملك جيلاً قوياً ومتكاملاً في جميع الخطوط وكان مرشحاً لتحقيق لقب الأبطال وغيرها من البطولات المحلية، ولكن غير هذا الحادث المأساوي الكثير من الأمور المتوقعة للفريق في ذلك الوقت.

ومن بين الناجيين المدرب الإسكتلندي التاريخي مات باسبي الذي تمكن سريعاً من النهوض والعودة لعمله كمدير فني لليونايتد، حيث شكل فريقاً قوياً يتقدمهم بوبي تشارلتون وبيل فولكس الناجيان من الحادث أيضاً، كما تعاقد مع دينس لو وجورج بيست وغيرهم من اللاعبين، ليتمكن وبعد فترة قصيرة من الكارثة من تحقيق المعجزة والفوز بدوري أبطال أوروبا عام 1968 بعد الفوز على بنفيكا البرتغالي في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب ويمبلي الشهير في لندن، ليكون الشياطين الحمر حينها أول فريق إنجليزي يحقق لقب البطولة فضلاً عن فوزه بعدة ألقاب محلية، ليكسب اليونايتد ومدربه باسبي احترام الجميع في العالم وليؤكد مقولة لا للمستحيل.

وقبل خمس سنوات من الآن اعتزل المدرب الأسطوري السير أليكس فيرغسون بعد مشوار دام 27 عاماً على رأس القيادة الفنية للفريق، حيث استلم زمام الأمور في عام 1986 وأستمر معهم لغاية موسم 2013، فقد صنع تاريخاً حافلاً ومجداً عظيماً وحقق أكثر من ثلاثين بطولة سواء محلية أو أوروبية أو قارية، ليسطر أسمه بأحرف من ذهب في سجلات كرة القدم.

وبعد رحيل فيرغسون تناوب على تدريب مانشستر يونايتد أربعة مدربين بداية بالإسكتلندي ديفيد مويس، وبعده الويلزي ريان غيغز، مروراً بالهولندي لويس فان خال، وأخيراً البرتغالي جوزيه مورينيو ولم يتمكن أي منهم السير على خطى السير فيرغسون، فقد تراجع مانشستر بشكل كبير فبعد أن كان يهابه جميع الخصوم في إنجلترا وخارجها أصبح الآن يخسر من الفرق المتوسطة بل والضعيفة في بعض الأحيان، ولم يتمكن من تحقيق البطولات الكبيرة سواء الدوري الإنجليزي أو دوري الأبطال، لتكون الخمس سنوات الماضية سوداء في تاريخ النادي الشهير.

وتنتظر الجماهير العاشقة للفريق الأكثر فوزاً بالبريميرليغ من العودة لسابق عهده وإعتلاء منصات التتويج من جديد، فهل يعود الشياطين الحمر بعد فيرغسون كما عاد الفريق بشكل إعجازي بعد كارثة ميونيخ؟