براءة الحسن

قوبل تعيين تييري هنري كمدرب لنادي موناكو بالكثير من الرضا بين أوساط المؤيدين في الإمارة الفرنسية، حيث لمع اسم الهداف الفرنسي الكبير في الكادر الفني لمنتخب بلجيكا وتحدث الجميع عن دوره مع المدرب روبرتو مارتينيو.

عانى موناكو بشدة هذا الموسم مع مدربه السابق جاردييم، لكن قدوم هنري لم يحل المشاكل بل على العكس زادت أزمات النادي، هو ما يهدد مستقبل اللاعب السابق لآرسنال في الإدارة الفنية.

وفي تاريخ كرة القدم ليس بالضرورة أن يكون اللاعب الكبير مدرباً كبيراً، والمثال الأبرز هو دييجو أرماندو مارادونا.

وتعرض موناكو للهزيمة مرتين 4/0 في آخر مباراتين أمام كلوب بروج البلجيكي في دوري أبطال أوروبا، وأمام باريس سان جيرمان في الدوري المحلي.

وتعد هزيمة كلوب بروج هي أكبر هزيمة لموناكو على ملعبه في دوري أبطال أوروبا عبر تاريخه، وربما يتمثل الشيء الأكثر إيلاماً في أن هذه الهزيمة المدوية جاءت أمام فريق لم يعرف طعم الانتصار في دوري أبطال أوروبا منذ 13 عاماً!

كما تأتي هذه الهزيمة بعد ساعات قليلة من إلقاء القبض على رئيس نادي موناكو، الملياردير الروسي ديمتري ريبولوفليف، لاستجوابه في قضايا فساد.

وكان موناكو قد وصل للدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا عام 2017، لكنه الآن خرج من المنافسات الأوروبية، ويواجه صعوبات كبيرة على المستوى المحلي، حيث يحتل المركز قبل الأخير في جدول ترتيب الدوري الفرنسي الممتاز بفارق الأهداف فقط عن متذيل الترتيب.

كل هذا يطرح تساؤلاً كيف يهبط النادي المتوج بطلاً لفرنسا قبل عامين إلى هذه الدرجة بهذه السرعة، وبعد عام ونصف العام فقط من إبهاره أوروبا والتفوق على باريس سان جيرمان؟

وقد باع موناكو أفضل لاعبيه، حيث تخلى عن خدمات فابينيو وتوماس ليمار وجواو موتينيو في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، بعدما كان قد باع في وقت سابق كلاً من كيليان مبابي وبيرناردو سيلفا وبينجامين ميندي وتيموي باكايوكو.

ويمكن القول بأن هنري ما زال مبتدئاً في عالم التدريب، وبالتالي فإن خبراته كلاعب فقط ربما لن تساعده كثيراً في مهمته من أجل إنقاذ الفريق من الهبوط.