يوسف ألبي

في عالم المستديرة نشاهد في كثير من الأحيان تجاهل مدربي المنتخبات لبعض النجوم المتألقين في فترة وحقبة معينة، ليتم استبعادهم عن المشاركة في البطولات الكبرى سواء في المسابقة القارية أو كأس العالم، ليحصل المدرب بعد ذلك على انتقادات لاذعة من قبل الصحافة والأعلام والجماهير بسبب ذلك القرار غير الصائب.

ومن أبرز اللاعبين الذين ظلموا من قبل مدربي المنتخبات هو المهاجم البرازيلي الكبير روماريو، الذي شاهدنا غيابه عن الكثير من البطولات لأسباب شخصية وفنية غير مقنعة إطلاقاً، فالبدية مع مونديال المكسيك 1986 حيث استبعد ابن العشرين عاماً عن اللائحة المشاركة في البطولة بقرار من المدير الفني أنذاك تيلي سانتانا.

وبعد توهج وتألق روماريو في مونديال أمريكا 1994 وقيادة منتخب بلاده للقب بعد غياب دام أربعة وعشرين عاماً، وبعد مرور أربع سنوات على ذلك التتويج، فاجأ المدرب التاريخي ماريو زاغالو عشاق الكرة البرازيلية والعالمية بالاستغناء عن روماريو وعدم إدراج اسمه ضمن قائمة المنتخب المشارك في كأس العالم 1998 بفرنسا، بعد مساعٍ حثيثة من مساعده زيكو الذي كان على خلاف قديم مع روماريو، ليحرم الملايين حول العالم من مشاهدة الثنائي روماريو ورونالدو في مونديال واحد، فقد خسر المنتخب البرازيلي نهائي البطولة آنذاك أمام المستضيف المنتخب الفرنسي بثلاثية تاريخية.

وفي المونديال الأسيوي عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان استمرت معاناة روماريو مع المدربين، فعلى الرغم من تألقه الواضح مع المنتخب في التصفيات وتسجيله لثمانية أهداف، حيث يعتبر ثالث هدافي القارة فضلاً لصناعته هدفين إلا أن سكولاري أبعد روماريو عن القائمة المشاركة في كأس العالم، على الرغم من نداء الجماهير والإعلام والرئيس البرازيلي لضم اللاعب إلا أن المدرب لم يستجيب لكل ذلك.

الأسطورة الإيطالية روبرتو باجيو أحد اللاعبين الذين عانوا كثيراً مع المدربين، ففي مونديال أمريكا 1994 قدم النجم الإيطالي مستوى كبيراً، فقد حمل على عاتقه قيادة منتخب بلاده لنهائي كأس العالم ليقابل المنتخب البرازيلي، حيث انتهى الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي بين الطرفين، وفي ضربات الترجيح أضاع المتخصص باجيو الركلة الأهم للأتزوري لتخسر إيطاليا اللقب في نهاية المطاف لصالح السامبا، وبسبب تلك الركلة الشهيرة عاقبه المدرب أريغو ساكي بعدم استدعائه للمشاركة في كأس أمم أوروبا 1996 التي أقيمت في إنجلترا.

أما في يورو 2000 أبعد المدرب دينو زوف النجم باجيو من الظهور في البطولة التي أقيمت لأول مرة بضيافة مشتركة بين هولندا وبلجيكا، فقد فضل الاعتماد على مجموعة من اللاعبين الشباب مثل دل بييرو وماركو دلفيكيو وتوتي وأنزاغي وغيرهم من اللاعبين.

وواصل باجيو معاناته وهذه المرة مع المدرب الأسطوري جوفاني تراباتوني، بعد عدم اختياره ضمن قائمة المنتخب في بطولة كأس العالم 2002 التي أجريت في كوريا واليابان وكأس أمم أوروبا 2004 التي أقيمت على الأراضي البرتغالية، على الرغم من الرغبة والمطالبة الجماهيرية الكبيرة لمشاهدة باجيو لمرة أخيرة مع الأتزوري، كما واجه باجيو ظلماً كبيراً من مدربي الأندية ومنهم مارتشيلو ليبي وكابيلو وأنشيلتوتي وغيرهم من المدربين.