أحمد عطا
سيكون مسوقو البريميرليغ في غاية السعادة بعد أن سقط مانشستر سيتي للمرة الأولى هذا الموسم في المسابقة المحلية بعدما تفوق عليه تشيلسي بهدفين نظيفين في المباراة التي جرت بين الفريقين على ملعب ستامفورد بريدج عصر يوم السبت الماضي.
فبعد 4 أشهر على انطلاق المسابقة، صدّر مانشستر سيتي إحساساً إلى أغلبية المتابعين أنه فريق لا يُقهر تقريباً وأنه ماضٍ لا ريب نحو الاحتفاظ بلقبه الذي توج به في الموسم الماضي.
وصحيح أن الجزء الثاني من هذا الإحساس لايزال موجوداً فأغلب المتابعين مازالوا يرشحون السيتي للتتويج، إلا أن هزيمة تشيلسي أوضحت لمن هو طامح بهزم السكاي بلوز بأن الأمر وارد وممكن.
ربما هذا الانطباع كان غائباً تماماً في أول نصف ساعة من اللقاء حيث حاصر السيتي منافسه بشدة وفرض عليه حصاراً ضارياً بضغط عالي كبير.
هذا الضغط تسبب في كم هائل من التمريرات الخاطئة للاعبي تشيلسي بعد أن تم عزل جورجينيو تماماً وبات ماركوس ألونسو مدمناً للتمريرات الخاطئة المفترض أن تنقل الفريق لنصف ملعب الضيوف.
لكن أمام ضغط مانشستر سيتي هذا كان هناك ثمة استرخاء غير مبرر من لاعبيه في هجماتهم، فتجد ساني وستيرلنج يحتفظون بالكرة داخل منطقة الجزاء دون أن يسددوا مباشرة ويضيعوا على فريقهم فرصة واضحة للتقدم في النتيجة قبل أن يزيد غوارديولا من الطين بلة ليبدّل بين مركزي ستيرلينغ ورياض محرز أملاً في تحرير الأخير ولعبه كصانع ألعاب صريح لكن هذا لم يكلف الفريق سوى خسارة خطورة رحيم الحقيقية.
تجاوز تشيلسي أول 30 دقيقة بسلام بعد استرخاء غير مبرر من لاعبي السيتي ليقلب الطاولة عليهم ويهزمهم من أول هجمة على مرماهم وأول ركنية على مرماهم.
هل تعلمون أن تشيلسي انتظر لـ40 دقيقة قبل أن يمرر تمريرته الصحيحة الأولى في ثلث الملعب الأخير؟ لا يمكنك وصف ذلك بالخطة المحكمة إن كنت تريد الفوز، لكن في سياق المباراة كلها من الممكن أن توضع ضمن سياق الانتظار حتى تأتي الفرصة.. الانتظار حتى يظهر ملمح تكاسل أو سرحان أو غياب التركيز للحظة أو يقين مؤقت باستحالة أن تُسفر الهجمة عن شيء.. هكذا وجد هازارد أن بيرناردو سيلفا ودافيد سيلفا لم يقوما بما هو عليهما عندما تكون الهجمة في ثلث ملعبهم ليمرر لنجولو كانتي الخالي من الرقابة.
11 ركنية للسيتي بينما البلوز يسجلون من ركنيتهم الأولى في ترسيخ للفاعلية واستغلال الفرص..
ما الفارق بين الشوط الأول والثاني؟ تفاصيل صغيرة حقاً لكنها تشكّل ما يمكن وصفه بـ "تأثير الدومينو".. بضعة أمتار في تمركز هذا اللاعب أو ذاك كفيلة بإنشاء كرة الثلج التي تتدحرج لتؤدي لهذا التغير.
كأن يدخل كانتي إلى العمق قليلاً مثلاً فيساعد على غلق المنطقة التي يلعب فيها دافيد سيلفا عادة أو أن يخشى غوارديولا من تكرار ما حدث في الهدف الأول بانطلاق أجنحة تشيلسي فيضطر إلى توسيع الملعب بأجنحته أكثر من أظهرته ليقع الفريق في فخ اثنين من اللاعبين (ستيرلنج - ديلف) (محرز - ووكر) على خط واحد لاغياً خيار للتمرير ما يزيد من احتمالية قطع الكرة وغياب الحلول، أو أن يصير هناك تركيزاً أكبر للاعبي البلوز في إخراج الكرة من مناطقهم ومن ثم السماح لتطوير الهجمة بل وخلق فرص أكثر على مرمى السيتي في الشوط الثاني، لكن بقي الانطباع هو أن سارّي لا يلعب بالأسلوب الذي اعتاد اللعب به.
"أنا لست الشخص المناسب لسؤالي عن كيفية هزم بيب غوارديولا فقد خسرت منه في كل مرة أواجهه" هكذا قالها ماوريتسيو سارّي قبل المباراة ويبدو وأنه كان يخسر في كل مرة لأنه كان يناطح بيب في طريقة لعبه التي لا يمكن لأحد مناطحته فيها إلا لو كان كل لاعبيه يلعبون مباراة مثالية، ولأن تشيلسي قبل المباراة لم يكن مثالياً بل سقط في وولفرهامتون فلربما أدرك سارّي أن الحل هذه المرة لا يأتي عبر الحديد الذي يفل الحديد بل في الورقة التي تحتوي الصخرة وتكسب في لعبة "صخرة - ورقة - مقص".
{{ article.visit_count }}
سيكون مسوقو البريميرليغ في غاية السعادة بعد أن سقط مانشستر سيتي للمرة الأولى هذا الموسم في المسابقة المحلية بعدما تفوق عليه تشيلسي بهدفين نظيفين في المباراة التي جرت بين الفريقين على ملعب ستامفورد بريدج عصر يوم السبت الماضي.
فبعد 4 أشهر على انطلاق المسابقة، صدّر مانشستر سيتي إحساساً إلى أغلبية المتابعين أنه فريق لا يُقهر تقريباً وأنه ماضٍ لا ريب نحو الاحتفاظ بلقبه الذي توج به في الموسم الماضي.
وصحيح أن الجزء الثاني من هذا الإحساس لايزال موجوداً فأغلب المتابعين مازالوا يرشحون السيتي للتتويج، إلا أن هزيمة تشيلسي أوضحت لمن هو طامح بهزم السكاي بلوز بأن الأمر وارد وممكن.
ربما هذا الانطباع كان غائباً تماماً في أول نصف ساعة من اللقاء حيث حاصر السيتي منافسه بشدة وفرض عليه حصاراً ضارياً بضغط عالي كبير.
هذا الضغط تسبب في كم هائل من التمريرات الخاطئة للاعبي تشيلسي بعد أن تم عزل جورجينيو تماماً وبات ماركوس ألونسو مدمناً للتمريرات الخاطئة المفترض أن تنقل الفريق لنصف ملعب الضيوف.
لكن أمام ضغط مانشستر سيتي هذا كان هناك ثمة استرخاء غير مبرر من لاعبيه في هجماتهم، فتجد ساني وستيرلنج يحتفظون بالكرة داخل منطقة الجزاء دون أن يسددوا مباشرة ويضيعوا على فريقهم فرصة واضحة للتقدم في النتيجة قبل أن يزيد غوارديولا من الطين بلة ليبدّل بين مركزي ستيرلينغ ورياض محرز أملاً في تحرير الأخير ولعبه كصانع ألعاب صريح لكن هذا لم يكلف الفريق سوى خسارة خطورة رحيم الحقيقية.
تجاوز تشيلسي أول 30 دقيقة بسلام بعد استرخاء غير مبرر من لاعبي السيتي ليقلب الطاولة عليهم ويهزمهم من أول هجمة على مرماهم وأول ركنية على مرماهم.
هل تعلمون أن تشيلسي انتظر لـ40 دقيقة قبل أن يمرر تمريرته الصحيحة الأولى في ثلث الملعب الأخير؟ لا يمكنك وصف ذلك بالخطة المحكمة إن كنت تريد الفوز، لكن في سياق المباراة كلها من الممكن أن توضع ضمن سياق الانتظار حتى تأتي الفرصة.. الانتظار حتى يظهر ملمح تكاسل أو سرحان أو غياب التركيز للحظة أو يقين مؤقت باستحالة أن تُسفر الهجمة عن شيء.. هكذا وجد هازارد أن بيرناردو سيلفا ودافيد سيلفا لم يقوما بما هو عليهما عندما تكون الهجمة في ثلث ملعبهم ليمرر لنجولو كانتي الخالي من الرقابة.
11 ركنية للسيتي بينما البلوز يسجلون من ركنيتهم الأولى في ترسيخ للفاعلية واستغلال الفرص..
ما الفارق بين الشوط الأول والثاني؟ تفاصيل صغيرة حقاً لكنها تشكّل ما يمكن وصفه بـ "تأثير الدومينو".. بضعة أمتار في تمركز هذا اللاعب أو ذاك كفيلة بإنشاء كرة الثلج التي تتدحرج لتؤدي لهذا التغير.
كأن يدخل كانتي إلى العمق قليلاً مثلاً فيساعد على غلق المنطقة التي يلعب فيها دافيد سيلفا عادة أو أن يخشى غوارديولا من تكرار ما حدث في الهدف الأول بانطلاق أجنحة تشيلسي فيضطر إلى توسيع الملعب بأجنحته أكثر من أظهرته ليقع الفريق في فخ اثنين من اللاعبين (ستيرلنج - ديلف) (محرز - ووكر) على خط واحد لاغياً خيار للتمرير ما يزيد من احتمالية قطع الكرة وغياب الحلول، أو أن يصير هناك تركيزاً أكبر للاعبي البلوز في إخراج الكرة من مناطقهم ومن ثم السماح لتطوير الهجمة بل وخلق فرص أكثر على مرمى السيتي في الشوط الثاني، لكن بقي الانطباع هو أن سارّي لا يلعب بالأسلوب الذي اعتاد اللعب به.
"أنا لست الشخص المناسب لسؤالي عن كيفية هزم بيب غوارديولا فقد خسرت منه في كل مرة أواجهه" هكذا قالها ماوريتسيو سارّي قبل المباراة ويبدو وأنه كان يخسر في كل مرة لأنه كان يناطح بيب في طريقة لعبه التي لا يمكن لأحد مناطحته فيها إلا لو كان كل لاعبيه يلعبون مباراة مثالية، ولأن تشيلسي قبل المباراة لم يكن مثالياً بل سقط في وولفرهامتون فلربما أدرك سارّي أن الحل هذه المرة لا يأتي عبر الحديد الذي يفل الحديد بل في الورقة التي تحتوي الصخرة وتكسب في لعبة "صخرة - ورقة - مقص".