يوسف ألبي

تقدم مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية جائزة الكرة الذهبية في كل موسم للاعب الأكثر كمالاً وعطاء على المستوى الفردي والجماعي سواء مع النادي أو المنتخب، ولكن على مر تاريخ هذه الجائزة هناك نجوم وأساطير ظلموا بشكل كبير ولم تنصفهم هذه الجائزة إطلاقاً، ولا خلاف على صحة هذا الكلام.

ولعل من أبرز اللاعبين الذين ظلموا أسطورتي المستديرة البرازيلي بيليه والأرجنتيني مارادونا، حيث لم يحقق أي منهما الجائزة بسبب عدم منحها للاعب من خارج القارة العجوز في تلك الفترة، قبل أن يتم تعديل هذا النظام مطلع التسعينات، وهنا سوف أقوم بذكر أبرز اللاعبين الذين لم ينالوا الكرة الذهبية وهذا ليس التقليل من اللاعب الفائز، ولكن هناك من كان أحق وأجدر وفقاً للمعطيات.

١- أنطوان غريزمان

في هذا العام حقق الكرواتي لوكا مودريتش على الجائزة، ليكسر احتكار الأسطورتين ميسي و رونالدو، ولا أحد ينكر على قيمة الأمير الكرواتي وعطائه الكبير واللامحدود في هذا العام، حيث حقق لقب الأبطال وقاد منتخب بلاده لوصافة المونديال، ولكن على المستوى الجماعي والفردي كانت الأفضلية للفرنسي غريزمان الذي قاد منتخب بلاده لتحقيق كأس العالم للمرة الثانية في تاريخ الكرة الفرنسية، حيث ساهم بشكل لافت في تتويج الديوك باللقب العالمي بتسجيله لأربعة أهداف، وعلى مستوى الأندية حقق لقب اليوروبا ليغ والسوبر الأوروبي، ولم يشفع له كل ذلك في تحقيق الجائزة.

٢- تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا

من غير المعقول عدم فوز ثنائي برشلونة والمنتخب الإسباني تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا أو أحد منهما على أقل تقدير بالجائزة، ففي عام 2010 قاد الرسام أنييستا منتخب بلاده لتحقيق المونديال للمرة الأولى في تاريخ الكرة الإسبانية بتسجيله هدف الفوز على المنتخب الهولندي في المباراة النهائية، فضلاً عن فوزه بلقب الليغا والسوبر المحلية وتأهله لنصف نهائي دوري الأبطال، وفي موسم 2012 قاد تشافي المنتخب للحفاظ على لقب اليورو بفضل تمريراته الساحرة والخارقة، بالإضافة لتحقيقه لقب كأس أسبانيا والخروج من دور الأربعة من مسابقة "ذات الأذنين"، ورغم ذلك لم يحصلوا على الجائزة حيث ذهبت لصالح الأسطورة ليونيل ميسي.

٣ - ويسلي شنايدر

في موسم 2010 حقق اللاعب الهولندي شنايدر كل ما يتمناه أي لاعب، حيث حقق الثلاثية الشهيرة الدوري والكأس ودوري الأبطال، فضلاً عن فوزه بكأس أندية العالم والسوبر المحلي، ولم يتوقف تألق اللاعب إلى هذا الحد بل وقاد منتخب بلاده لتحقيق وصافة المونديال وصدارته لقائمة الهدافين برصيد 5 أهداف بالشراكة مع مولر وفورلان ودافيد فيا، ولكن ظفر ميسي بالكرة الذهبية في ذلك الموسم.

٤- فرانك ريبيري

قدم النجم الفرنسي ريبيري موسماً استثنائياً بكل المقاييس في موسم 2013، حيث ساهم بشكل كبير في تحقيق البايرن خماسية الفوز بالدوري والكأس والأبطال والسوبر الأوروبي وكأس أندية العالم، ولكن خسر الجائزة بطريقة غريبة لصالح كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد أنذاك.

5- تيري هنري

في عام 2004 الجميع يتفق على أحقية هنري بالفوز بالكرة الذهبية، حيث كان له دور كبير في تتويج آرسنال بلقب الدوري الإنجليزي بدون أي خسارة فضلاً عن فوزه بالدرع الخيرية كما حقق لقب هداف البريميرليغ برصيد 29 هدفاً، ورغم ذلك نال الأوكراني أندريه شيفشينكو الجائزة بعد أن حقق نفس الإنجاز مع ميلان لكنه سجل 24 هدف في الكالتشيو، علماً أن كلاً من آرسنال والميلان ودعا دوري الأبطال من دور الثمانية، حيث خسر الروسينيري أمام ديبورتيفو لاكورونيا في مباراة "الريمونتادا" الشهيرة، أما الغانرز فقد تلقى الهزيمة بصعوبة بالغة أمام غريمه تشلسي اللندني.

6- باولو مالديني

حقق ميلان الإيطالي بقيادة أسطورة الدفاع باولو مالديني لقب الأبطال و كأس إيطاليا في عام 2003، ولكن فاز التشيكي بافيل نيدفيد بجائزة الكرة الذهبية في نهاية المطاف بعد أن حقق مع فريقه يوفنتوس لقب الدوري الإيطالي، وكان الكثير من المتابعين والإعلاميين توقعوا فوز مالديني بالجائزة.

7- ديل بييرو

واحد من أفضل ما أنجبتهم الكرة الإيطالية وهو البارع ديل بيرو، فقد قدم مستوى رائعاً في عام 1996 ورغم صغر سنه إلا انه قاد فريقه يوفنتوس للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخ "السيدة العجوز" بالإضافة للسوبر الأوروبي وكأس الإنتركونتيننتال على حساب ريفر بليت حيث أحرز هدف الفوز الوحيد في المباراة التي أقيمت في اليابان، ولكن حقق الألماني ماتياس زامر على الجائزة بعد أن قاد بوروسيا دورتموند للفوز بلقب الدوري الألماني والفوز باليورو مع الماكينات، حيث كانت الترشيحات تصب بقوة لمصلحة النجم الإيطالي للفوز بالكرة الذهبية.

وهناك أيضاً لاعبون بل وأساطير كرة القدم لم ينالوا شرف الفوز بالكرة الذهبية رغم استحقاقهم بالجائزة، ولعل على رأسهم بوشكاش وداغليش وشوستر وكافو وراؤول، بالإضافة لجيرارد وبيركامب وغيرهم من اللاعبين، في النهاية أصبحنا نجهل كمتابعين ونقاد معايير الفوز بالجائزة، وإذا استمر اختيار الفائز على هذا المنوال، لا شك أن لاعبين آخرون سيظلمون في السنوات القادمة.