أحمد عطا
منذ هزيمة ليفربول في باريس وشكوى يورجن كلوب من قتل الفرنسيين للنسق، لم يركن الألماني إلى تلك الشكوى بل بدأ في التحرك وقام بإضافة أكثر من لمسة في تكتيك الفريق.
كلوب كان قد اشتكى من قتل باريس للنسق لكنه وقتها لم يدرك على ما يبدو أن أي فريق في العالم عليه أن يكون قادراً على التعامل مع أي أسلوب لعب يواجهه بل إن البديهي والطبيعي أن يواجهك المنافسون بطرق غير مستحبّة لك.
قليلون هم من لديهم استعداد للدخول في سباق سرعة مع ليفربول أو في مباراة لفرض السيطرة والاستحواذ على فريق شرس في الضغط وقادر على مواصلة هذا الضغط لفترات طويلة من المباراة دون كلل أول ملل.. لا تنسَ أن هناك من يرى أن كلوب كان يخطط للتخلص من كوتينيو أصلاً لأنه ليس مناسباً لهذه الاستراتيجية.
فماذا فعل كلوب في الآونة الأخيرة ليطور من قدرة فريقه على مواجهة الرياح التي لا تشتهيها سفينته؟
الأمر بدأ بأن 4/3/3 ليست دستورًا.. لم تعد الخطة غير قابلة للتغيير وحتى عندما تكون موجودة لا تتوقف على طريقة واحدة لتنفيذها.
فأمام وولفرهامبتون لعب الفريق بشكل أقرب إلى 4/2/2/2 تتحور ما بين 4/2/4 و4/2/3/1.. صلاح ودّع الجانب الأيمن منذ فترة ليشغله ماني تاركاً المجال لنابي كيتا ليتحرك بحرية ما بين الجانب الأيسر وعمق الملعب، وبالطبع نعلم أنه عندما يدخل كيتا إلى عمق الملعب فسنرى التحرك الخطير المستمر لـ.... نعم أنت تتابع الليفر بشكل طيب، هو أندي روبيرتسون.
الأمر وصل في بعض الأحيان إلى أن يلعب الفريق بطريقة 3/4/3 بوجود صلاح كرأس حربة ومن تحته على الطرفين ماني وروبيرتسون وخلفهما فيرمينو وكيتا.. أنت تتحدث عن عدد هائل من اللاعبين الذين يفكرون في مرمى منافسهم أكثر من التفكير أولاً في ماذا لو انقطعت الكرة واتردت على مرمانا.
لكن هذا العدد الهائل كان لابد من استخدامه بشكل بنّاء، فكثير من المدربين قادرون على تكنيز عدد كبير من اللاعبين هجوميًا دون إنتاج ملموس من الهجمات، لكن هذا لم يحدث في حالتنا هذا بفضل ما يمكن وصفه بـ"الفوضى المنظمة".
باستمرار كانت هناك حالة من الإزعاج للاعبي وولفرهامتون بانطلاقات فجائية دون كرة لأي لاعب فيما عدا فان دايك ولوفرين وميلنر حرفياً.. الباقي لديه كل الحرية في أن يتخذ قراراً فردياً بأن ينطلق للعمق أملاً في تسلم كرة طولية أمامية.. حتى هندرسون نفسه كان لديه استعداد أن يركض لمسافة 40 متراً في عمق دفاعات الوولفز ليتلقى تمريرة طولية ساقطة.
بالطبع لم يكن الهدف حقاً يتمحور فقط حول أن يتلقى هؤلاء اللاعبون الكرة قدر ما يجبر لاعبي وولفرهامتون على التزام أماكنهم وعدم الخروج للضغط بشكل أكثر شراسة على وسط ليفربول وهو ما جعلنا نشاهد نابي كيتا وفيرمينو يتحركان بالكرة في مساحات غير متوقعة من الملعب.
التحرك دون كرة وتغيير المراكز هو رأس مال ليفربول الأول.. كلوب في لحظة من اللحظات استغل خروج الكرة إلى جانبه ليشير للاعبي الريدز ليذكرهم بتبديل المراكز والأوفرلاب باستمرار.
على الصعيد الدفاعي، فإن الفريق يستفيد تماماً من سيطرته على اللعب.. فقط بعض الفترات القليلة التي تظهر فيها الثغرات على الطرفين لكن هذا لا يكون مزعجاً بالقدر الكافي لوجود هذا الغول المسمّى فان دايك الذي يحلّل كل بنس دُفع فيه لساوثامتون.
أمر إيجابي آخر يكمن في عودة الانسجام والتناغم والإيثار لدى لاعبي الخط الأمامي.. اللاعب صاحب المكان الأهم هو من يتلقى الكرة في أغلب الأوقات، ومثلما كان ماني حاضرًا بقوة في مباراة اليونايتد كان صلاح رائعاً في مباراة اليوم وصاحب اليد العليا المرعبة في ضرب وولفرهامتون.
مازال الدوري طويلاً، لكن كل شيء إيجابي في ليفربول الحالي وما يزيد من سعادة مشجعيه هو اتساع الفارق بينه وبين مانشستر سيتي إلى 4 نقاط، لكن لا شيء ممكن أن يكون مطمئناً طالما كان السيتي جاهز للانقضاض من جديد.
{{ article.visit_count }}
منذ هزيمة ليفربول في باريس وشكوى يورجن كلوب من قتل الفرنسيين للنسق، لم يركن الألماني إلى تلك الشكوى بل بدأ في التحرك وقام بإضافة أكثر من لمسة في تكتيك الفريق.
كلوب كان قد اشتكى من قتل باريس للنسق لكنه وقتها لم يدرك على ما يبدو أن أي فريق في العالم عليه أن يكون قادراً على التعامل مع أي أسلوب لعب يواجهه بل إن البديهي والطبيعي أن يواجهك المنافسون بطرق غير مستحبّة لك.
قليلون هم من لديهم استعداد للدخول في سباق سرعة مع ليفربول أو في مباراة لفرض السيطرة والاستحواذ على فريق شرس في الضغط وقادر على مواصلة هذا الضغط لفترات طويلة من المباراة دون كلل أول ملل.. لا تنسَ أن هناك من يرى أن كلوب كان يخطط للتخلص من كوتينيو أصلاً لأنه ليس مناسباً لهذه الاستراتيجية.
فماذا فعل كلوب في الآونة الأخيرة ليطور من قدرة فريقه على مواجهة الرياح التي لا تشتهيها سفينته؟
الأمر بدأ بأن 4/3/3 ليست دستورًا.. لم تعد الخطة غير قابلة للتغيير وحتى عندما تكون موجودة لا تتوقف على طريقة واحدة لتنفيذها.
فأمام وولفرهامبتون لعب الفريق بشكل أقرب إلى 4/2/2/2 تتحور ما بين 4/2/4 و4/2/3/1.. صلاح ودّع الجانب الأيمن منذ فترة ليشغله ماني تاركاً المجال لنابي كيتا ليتحرك بحرية ما بين الجانب الأيسر وعمق الملعب، وبالطبع نعلم أنه عندما يدخل كيتا إلى عمق الملعب فسنرى التحرك الخطير المستمر لـ.... نعم أنت تتابع الليفر بشكل طيب، هو أندي روبيرتسون.
الأمر وصل في بعض الأحيان إلى أن يلعب الفريق بطريقة 3/4/3 بوجود صلاح كرأس حربة ومن تحته على الطرفين ماني وروبيرتسون وخلفهما فيرمينو وكيتا.. أنت تتحدث عن عدد هائل من اللاعبين الذين يفكرون في مرمى منافسهم أكثر من التفكير أولاً في ماذا لو انقطعت الكرة واتردت على مرمانا.
لكن هذا العدد الهائل كان لابد من استخدامه بشكل بنّاء، فكثير من المدربين قادرون على تكنيز عدد كبير من اللاعبين هجوميًا دون إنتاج ملموس من الهجمات، لكن هذا لم يحدث في حالتنا هذا بفضل ما يمكن وصفه بـ"الفوضى المنظمة".
باستمرار كانت هناك حالة من الإزعاج للاعبي وولفرهامتون بانطلاقات فجائية دون كرة لأي لاعب فيما عدا فان دايك ولوفرين وميلنر حرفياً.. الباقي لديه كل الحرية في أن يتخذ قراراً فردياً بأن ينطلق للعمق أملاً في تسلم كرة طولية أمامية.. حتى هندرسون نفسه كان لديه استعداد أن يركض لمسافة 40 متراً في عمق دفاعات الوولفز ليتلقى تمريرة طولية ساقطة.
بالطبع لم يكن الهدف حقاً يتمحور فقط حول أن يتلقى هؤلاء اللاعبون الكرة قدر ما يجبر لاعبي وولفرهامتون على التزام أماكنهم وعدم الخروج للضغط بشكل أكثر شراسة على وسط ليفربول وهو ما جعلنا نشاهد نابي كيتا وفيرمينو يتحركان بالكرة في مساحات غير متوقعة من الملعب.
التحرك دون كرة وتغيير المراكز هو رأس مال ليفربول الأول.. كلوب في لحظة من اللحظات استغل خروج الكرة إلى جانبه ليشير للاعبي الريدز ليذكرهم بتبديل المراكز والأوفرلاب باستمرار.
على الصعيد الدفاعي، فإن الفريق يستفيد تماماً من سيطرته على اللعب.. فقط بعض الفترات القليلة التي تظهر فيها الثغرات على الطرفين لكن هذا لا يكون مزعجاً بالقدر الكافي لوجود هذا الغول المسمّى فان دايك الذي يحلّل كل بنس دُفع فيه لساوثامتون.
أمر إيجابي آخر يكمن في عودة الانسجام والتناغم والإيثار لدى لاعبي الخط الأمامي.. اللاعب صاحب المكان الأهم هو من يتلقى الكرة في أغلب الأوقات، ومثلما كان ماني حاضرًا بقوة في مباراة اليونايتد كان صلاح رائعاً في مباراة اليوم وصاحب اليد العليا المرعبة في ضرب وولفرهامتون.
مازال الدوري طويلاً، لكن كل شيء إيجابي في ليفربول الحالي وما يزيد من سعادة مشجعيه هو اتساع الفارق بينه وبين مانشستر سيتي إلى 4 نقاط، لكن لا شيء ممكن أن يكون مطمئناً طالما كان السيتي جاهز للانقضاض من جديد.