لندن - محمد المصري

في تلك المرحلة من كل عام، ترتاح الدوريات الأوروبية، وتفضل عدة أندية استغلال تلك الفترة للهروب من البرد والثلج والسفر إلى البلاد المشمسة كدول الخليج العربي.

لكن هذه التقاليد لا يعترف بها الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث سيحافظ على تقاليده التاريخية بعدم الراحة وجدول مزدحم من المباريات تبدأ بالمرحلة الشهيرة المعروفة بـ"البوكسينغ داي" والتي تنطلق اليوم الثلاثاء.

وفي الوقت الذي ينفصل فيه لاعبو مسابقات الدوريات الأخرى في القارة الأوروبية عن المنافسات للاحتفال بالكريسماس مع عائلاتهم وأصدقائهم، ينصب تركيز اللاعبين في مسابقات الدوري بإنجلترا على الاستعداد للمباريات التي تقام في "البوكسينغ داي".

وصف جوزيه مورينيو صعوبة تلك المرحلة وتقليد إنجلترا التاريخي في عام 2014 حين قال "في هذه اللحظة الألمان على الشاطئ، الإسبان في جزر المالديف للتشمس. لا يوجد كريسماس هناك البوكسينغ داي وكرة القدم".

***

ما هو البوكسينغ داي.. وكيف جاءت التسمية؟

بدأ تقليد إقامة مباريات البوكسينغ داي اعتبارًا من لقاء فريقي شيفيلد يونايتد وهالام في 26 ديسمبر عام 1860، أي قبل تأسيس مسابقة الدوري الإنجليزي نفسه.

وتاريخ الجولة الثابت والمحدد هو 26 ديسمبر، وتقام فيه كل المباريات أو معظمها في ساعة واحدة.

وجاءت تسمية البوكسينغ، في إشارة لصنادق الهدايا لأن يوم 26 هو اليوم التالي من عيد الميلاد، وفيه يتم توزيع الهدايا في الصناديق.

ويحظى البوكسينغ داي بشعبية كبيرة بين المشجعين نظرا لأهمية ذكرى الهدنة التي شهدها عام 1914 في الحرب العالمية الأولى عندما ترك جنود من الجانبين أسلحتهم للعب كرة القدم.

وحتى الخمسينيات من القرن الماضي، كان اللاعبون عادة ما يخوضون مباريات يوم الاحتفال بالكريسماس ثم يضطرون للعب مجددًا بعدها بـ24 ساعة في البوكسينغ داي، لكن الأمر تلاشى الآن خاصة وأن المدربين يشكون بالفعل من جدول المباريات المزدحم.

***

عقدة "البوكسينغ داي" تطارد ليفربول

في تلك المرحلة المزدحمة بالمباريات سيخوض ليفربول المتصدر 7 مباريات في غضون شهر، منهم مباراة حاسمة يوم 3 يناير القادم أمام المنافس الرئيس وحامل اللقب مانشستر سيتي.

لكن هناك عقدة خاصة بالبوكسينغ داي تطارق ليفربول، إذ تشهد السنوات الـ10 الأخيرة على نجاح متصدر الدوري الإنجليزي قبل جولة "البوكسينج داي" في الفوز ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز مع نهاية الموسم.

لكن الاستثناء الوحيد هو ليفربول، الذي خرق هذه القاعدة القديمة بعض الشيء، حيث نجح في تصدر الدوري الإنجليزي الممتاز قبل جولة "البوكسينغ داي"، موسمي 2008-2009 و2013-2014، ولكنه فشل في بالبريميرليغ.