براءة الحسن
بين مدرجات شبه فارغة و53 ألف مشجع شاهدوا كارثة ريال مدريد في الليغا، سقط ريال مدريد على أرضه ووسط جمهوره على يد ريال سوسيداد لتنتهي عمليا منافسته على لقب الدوري الإسباني هذا الموسم.
وسئمت جماهير ريال مدريد من كل شيء وكل المبررات التي قادها الرئيس فلورنتينو بيريز، وتبريره إقالة المدرب السابق بحجة أن الفريق به 8 لاعبين متوجين في تشكيلة أوروبا وأن الأداء الحالي لا يرتقي لمستوى اللاعبين.
باتت جماهير ريال مدريد تعتقد أن بيريز هو المتهم الحقيقي، لذلك حدث لأول مرة هتافات باستقالة بيريز، وظهرت المناديل البيضاء التي تعبر عن الاحتجاج بين جنابات ملعب سانتياجو برنابيو في مشهد جديد كليا.
يرى بعض جمهور ريال مدريد بأن بيريز سيفعل أي شيء لكي ينقذ رأسه من المقصلة حتى لو كان ذلك يعني إقالة المدرب مرة أخرى.
ويأتي السبب الأول لما يمر به ريال مدريد للإدارة الخاطئة للمهندس الشهير الذي رفض دفع 10 ملايين يورو إضافة لراتب رونالدو وترضيته للاستمرار في صفوف ريال مدريد، فخسر أهم أسلحته الهجومية بعد أيام من خسارة مدربه الذي صنع تاريخ ريال مدريد الأوروبي دون أن يعوضهما.
الأمر الآخر هو أن بيريز كان معروفا عنه استقطابه للنجوم، لكن هذا الأمر لم يعد يحدث كليا، فريال مدريد تساقطت أوراقه بمرور الوقت دون أن يقوم بتدعيم الفريق، واهتم بالنواحي الاقتصادية فقط وضم لاعبين شباب بمبالغ أقل.
هذه هي الحقيقة التي لا يعترف بيها بيريز أنه السبب الأول بسبب قراراته في ما يمر به ريال مدريد، وتفويت على النادي الحفاظ على أفضل أجياله.
مصير أسود ينتظر ريال مدريد، وإن كان بيريز يعول على دوري أبطال أوروبا لإنقاذ رأسه، فالريال قد يفشل في التأهل لها أصلا!
عندما لم يكن بيريز رئيسا لريال مدريد، فاز النادي بالدوري مرتين متتاليتين، مما يعني أن بيريز لن يكون بمقدوره التحجج بأن النجاح في دوري أبطال أوروبا هو من سينقذه.
سياسة التقشف تعطي أكلها الآن، في عدم جلب لاعبين كبار، والاكتفاء بلاعبين شباب ليس لهم تجربة بمستوى نادي كريال مدريد، والنتيجة هي ما وصل لها النادي الآن.
***
فريق العواجيز!
هناك شعور بأن النجاحات التي حققها ريال مدريد في ثلاث بطولات في دوري أبطال أوروبا قد أخفقت فريق كبير في السن يكافح من أجل مواكبة الدوري الإسباني بشكل متزايد.
ريال مدريد جيد في المنافسات التي تعتمد على المباريات المنفردة الذهاب والإياب والمباريات الكبيرة التي تحتاج لاعبين ذوي الأسماء الكبيرة، لكن لا يستطيعوا خوض ماراثون موسم من 38 مباراة.
كريم بنزيما (31 عاما) لوكا مودريتش (33 عامًا) سيرجيو راموس (32 عاما) ومارسيلو (30 عاما) هم العمود الفقري للمدرب سولاري، في حين أن توني كروس وغاريث بيل على بعد أشهر من تخطي الـ30 عاما.
لذلك فريال مدريد يمتلك واحدة من أكبر التشكيلات في كرة القدم الإسبانية، وهي تشكيلة لن تستطيع المنافسة على كل البطولات في موسم واحد، وكان النادي بحاجة للحفاظ على بعض عناصره البديلة، لكن بيريز سمح لهم بالرحيل.
***
مدرب دُمية
بيريز رئيس فريق القرن في العالم، ينتهج فكر أوحد بعناد حتى في الخطأ، فتجده يُنصب نفسه خبيراً فنيا كثيرًا، فبمجرد أن يشاهد تألق للاعب ما، حتى يسيل لعابه وتلمع عيناه، وكأنه صياد وجد طريدة ويرغب في صيدها قبل منافسيه، دونما أن يفكر أنه مثلاً لديه مثلها "مُخزَن" على الدكة!
ناهيك عن أن بعض تدخلاته ببيع أو شراء لاعبي الفريق في الأغلب تكون دون علم مدربه، و رحيل الحارس دييجو لوبيز وتشابي الونسو و دي ماريا أكبر دليل على هذا، فكلهم خرجوا دونما رغبة من الإيطالي كارلو أنشيلوتي، بل ودون معرفة بمصيرهم إلا بعد حدوث الصفقة!
***
بنزيما .. والقرار الرئاسي
المشهد الثالث عدم التعاقد مع مهاجم بديل لكريم بنزيما، ومن الصعب التأكد من أن بقاء بنزيما مع كل المدربين يعني أنهم مقتنعون بموهبته، بل هو قرار رئاسي!
ونأتي لأهم نقطة وهي العبث بدعائم الفريق ونجومه، فمن المعروف أن كل فريق لديه دعائم أساسية في تشكيلته في كل خط، من النادر أن يتغيروا، كما أن بعضهم يصبح أيقونة للفريق، ومادام هؤلاء النجوم يقدمون مردوداً جيد فلماذا الإطاحة بهم؟
حتى أن اختياراته لبعض المدربين فهو يختار مدربين أصحاب "شخصيات هادئة" ليست صدامية كبينيتيز وأنشيلوتي، وهذا سبب ربما لرفضه قدوم أنطونيو كونتي. فالرئيس الذي يستعين بمدربين مثل كاماتشو ولوكسمبورجو وكارو، هو بلا شك رئيس يريد مدربًا كالدمية في يده!
{{ article.visit_count }}
بين مدرجات شبه فارغة و53 ألف مشجع شاهدوا كارثة ريال مدريد في الليغا، سقط ريال مدريد على أرضه ووسط جمهوره على يد ريال سوسيداد لتنتهي عمليا منافسته على لقب الدوري الإسباني هذا الموسم.
وسئمت جماهير ريال مدريد من كل شيء وكل المبررات التي قادها الرئيس فلورنتينو بيريز، وتبريره إقالة المدرب السابق بحجة أن الفريق به 8 لاعبين متوجين في تشكيلة أوروبا وأن الأداء الحالي لا يرتقي لمستوى اللاعبين.
باتت جماهير ريال مدريد تعتقد أن بيريز هو المتهم الحقيقي، لذلك حدث لأول مرة هتافات باستقالة بيريز، وظهرت المناديل البيضاء التي تعبر عن الاحتجاج بين جنابات ملعب سانتياجو برنابيو في مشهد جديد كليا.
يرى بعض جمهور ريال مدريد بأن بيريز سيفعل أي شيء لكي ينقذ رأسه من المقصلة حتى لو كان ذلك يعني إقالة المدرب مرة أخرى.
ويأتي السبب الأول لما يمر به ريال مدريد للإدارة الخاطئة للمهندس الشهير الذي رفض دفع 10 ملايين يورو إضافة لراتب رونالدو وترضيته للاستمرار في صفوف ريال مدريد، فخسر أهم أسلحته الهجومية بعد أيام من خسارة مدربه الذي صنع تاريخ ريال مدريد الأوروبي دون أن يعوضهما.
الأمر الآخر هو أن بيريز كان معروفا عنه استقطابه للنجوم، لكن هذا الأمر لم يعد يحدث كليا، فريال مدريد تساقطت أوراقه بمرور الوقت دون أن يقوم بتدعيم الفريق، واهتم بالنواحي الاقتصادية فقط وضم لاعبين شباب بمبالغ أقل.
هذه هي الحقيقة التي لا يعترف بيها بيريز أنه السبب الأول بسبب قراراته في ما يمر به ريال مدريد، وتفويت على النادي الحفاظ على أفضل أجياله.
مصير أسود ينتظر ريال مدريد، وإن كان بيريز يعول على دوري أبطال أوروبا لإنقاذ رأسه، فالريال قد يفشل في التأهل لها أصلا!
عندما لم يكن بيريز رئيسا لريال مدريد، فاز النادي بالدوري مرتين متتاليتين، مما يعني أن بيريز لن يكون بمقدوره التحجج بأن النجاح في دوري أبطال أوروبا هو من سينقذه.
سياسة التقشف تعطي أكلها الآن، في عدم جلب لاعبين كبار، والاكتفاء بلاعبين شباب ليس لهم تجربة بمستوى نادي كريال مدريد، والنتيجة هي ما وصل لها النادي الآن.
***
فريق العواجيز!
هناك شعور بأن النجاحات التي حققها ريال مدريد في ثلاث بطولات في دوري أبطال أوروبا قد أخفقت فريق كبير في السن يكافح من أجل مواكبة الدوري الإسباني بشكل متزايد.
ريال مدريد جيد في المنافسات التي تعتمد على المباريات المنفردة الذهاب والإياب والمباريات الكبيرة التي تحتاج لاعبين ذوي الأسماء الكبيرة، لكن لا يستطيعوا خوض ماراثون موسم من 38 مباراة.
كريم بنزيما (31 عاما) لوكا مودريتش (33 عامًا) سيرجيو راموس (32 عاما) ومارسيلو (30 عاما) هم العمود الفقري للمدرب سولاري، في حين أن توني كروس وغاريث بيل على بعد أشهر من تخطي الـ30 عاما.
لذلك فريال مدريد يمتلك واحدة من أكبر التشكيلات في كرة القدم الإسبانية، وهي تشكيلة لن تستطيع المنافسة على كل البطولات في موسم واحد، وكان النادي بحاجة للحفاظ على بعض عناصره البديلة، لكن بيريز سمح لهم بالرحيل.
***
مدرب دُمية
بيريز رئيس فريق القرن في العالم، ينتهج فكر أوحد بعناد حتى في الخطأ، فتجده يُنصب نفسه خبيراً فنيا كثيرًا، فبمجرد أن يشاهد تألق للاعب ما، حتى يسيل لعابه وتلمع عيناه، وكأنه صياد وجد طريدة ويرغب في صيدها قبل منافسيه، دونما أن يفكر أنه مثلاً لديه مثلها "مُخزَن" على الدكة!
ناهيك عن أن بعض تدخلاته ببيع أو شراء لاعبي الفريق في الأغلب تكون دون علم مدربه، و رحيل الحارس دييجو لوبيز وتشابي الونسو و دي ماريا أكبر دليل على هذا، فكلهم خرجوا دونما رغبة من الإيطالي كارلو أنشيلوتي، بل ودون معرفة بمصيرهم إلا بعد حدوث الصفقة!
***
بنزيما .. والقرار الرئاسي
المشهد الثالث عدم التعاقد مع مهاجم بديل لكريم بنزيما، ومن الصعب التأكد من أن بقاء بنزيما مع كل المدربين يعني أنهم مقتنعون بموهبته، بل هو قرار رئاسي!
ونأتي لأهم نقطة وهي العبث بدعائم الفريق ونجومه، فمن المعروف أن كل فريق لديه دعائم أساسية في تشكيلته في كل خط، من النادر أن يتغيروا، كما أن بعضهم يصبح أيقونة للفريق، ومادام هؤلاء النجوم يقدمون مردوداً جيد فلماذا الإطاحة بهم؟
حتى أن اختياراته لبعض المدربين فهو يختار مدربين أصحاب "شخصيات هادئة" ليست صدامية كبينيتيز وأنشيلوتي، وهذا سبب ربما لرفضه قدوم أنطونيو كونتي. فالرئيس الذي يستعين بمدربين مثل كاماتشو ولوكسمبورجو وكارو، هو بلا شك رئيس يريد مدربًا كالدمية في يده!