تم اعتماد قوانين جديدة من أجل مساعدة السائقين على عملية التجاوز، لكن السؤال المطروح هل ستساعد هذه القوانين إلى تحسين فرص التجاوز، تأثير هذه التغييرات على التجاوز يبدو صغيراً مقارنةً بالتكلفة. فصحيح أن السيارات أصبحت أسرع مع قوانين 2017 على المدار اللفة الواحدة لكنها كانت بطيئة على امتداد السباق بأكمله فالفارق بين لفة قطب الانطلاق الأول وأسرع لفة في السباق كان في حدود 4.7 ثانية خلال موسم 2018 لذلك قد تساهم القوانين الجديدة في تقليص هذا الفارق لكنها ستعطينا فكرة أوضح عما يمكن توقعه مع التغييرات الجذرية لموسم 2021.
وأعلن فريق فيراري بأن سيارات 2019 ستكون أبطأ بفارق 1.5 ثانية في اللّفة الواحدة بسبب التغييرات التقنية الجديدة، وذلك وفقاً لحساباته على جهاز المحاكاة لديه. ولكن فعلياً، وبعد التجارب الشتوية الأولى تبين بأن السيارات ستكون سريعة حقاً، وليس أبطأ، وذلك بفضل الإطارات الجديدة من قبل بيريللي. ذلك سباق أستراليا سيكون الحكم في معرفة ذلك!
ويجد سيباستيان فيتيل وفالتيري بوتاس نفسيهما تحت ضغطٍ كبير مقارنةً بباقي السائقين. إذ لم يعد فيتيل الفتى الذهبي لفيراري خاصةً بعد تراجع أدائه في النصف الثاني لموسم 2018 كما أن قدوم شارل لكلير في الفريق من شأنه خلق بعض المشاكل له. بالنسبة لبوتاس فإنّ التحدّي سيكون أصعب، فهو في مواجهة بطل العالم لويس هاملتون داخل مرسيدس. كما أن انضمام إستيبان أوكون للفريق من شأنه خلق المزيد من الضغط على الفنلندي. على بوتاس إثبات جدارته بمقعده وقدرته على تعويض هاملتون.
ولا يخفى على أحد أن فيراري امتلكت سيارةً قادرة على الفوز ببطولة العالم في الموسمين الماضيين لكن مجموعة من الأخطاء، المشاكل والأعطال حالت دون ذلك.
وسيكون من المثير رؤية ما ستؤول إليه الأمور تحت قيادة ماتيا بينوتو، الذي نجح في إخراج فيراري من خيبة أمل 2014 لتصبح منافساً حقيقياً على لقب العالم في العامين الماضيين. لكن توليه منصب مدير الفريق سيعني تخليه عن بعض مسؤولياته من الجانب التقني للاهتمام أكثر بالخطط التسويقية.
وقد يكون هذا السؤال هو الأكثر أهمية في 2019. حيث برهنت ريد بُل مجدداً العام الماضي عن قدرتها على تصميم سيارات سريعة عندما لا تلعب قوة المحرك دوراً كبيراً في بعض الحلبات وفوز ماكس فيرشتابن بسباق المكسيك خير مثالٍ على ذلك.
وسيساهم تواجد فريق ثالث في بعثرة الأوراق، ففي صورة اقتصار المنافسة على فريقين فقط ستصبح الأمور أكثر رتابة وسهلة التوقع لكن تواجد الفريق النمساوي في المقدمة قد يعكر من صفو الحياة بالنسبة لفيراري ومرسيدس تماماً مثلما فعل في سباق الصين في 2018.
وتبدو ريد بُل متفائلة بشراكتها مع هوندا فهذا التعاون سيتيح لها العمل مع فريقها الرديف تورو روسو بشكل أكبر. كل شيء بيد هوندا الآن فهي ستكون المفتاح الرئيسي لمنافسة ريد بل على اللقب.
ورحيل فرناندو ألونسو عن ماكلارين يعتبر دون شك خسارة كبيرة للفريق إذ كان مقياساً للأداء والاستمرارية. لكن قدوم كارلوس ساينز ولاندو نوريس يعني أن الفريق سيحظى بسائقين متحمسَين ومتعطّشين لتحقيق المزيد وهذا أمرٌ أكثر أهمية من الاستمرارية.
مازالت ماكلارين إحدى أعرق فرق البطولة بالرغم من معاناتها في السنوات الأخيرة خاصةً مع هوندا، وحتى انتقالها لاستخدام محركات رينو لم يشفع لها في المنافسة. ونتيجةً لذلك اعترف الفريق بأخطائه ويعمل جاهداً على تصحيحها عبر استقدام بعض الأسماء اللامعة في عالم رياضة السيارات على غرار جايمس كي وأندرياس سيدل.
وعلى ماكلارين إعادة الاعتبار لنفسها والتواجد باستمرار ضمن العشرة الأوائل والمنافسة على قدم المساواة مع رينو.