أحمد التميمي
كبرنا ونحن نؤمن بأن الأيام دول، وبأن بين ليلة وضحاها، يبدل الله من حال إلى حال، وها نحن نشاهد ذلك جلياً الآن في كرة القدم. من بعد أن كان أرسنال يتسيد إنجلترا، وينافس بشدة على دوري الأبطال، أخذ مستواه بالتراجع التدريجي حتى صار ينافس في دور ربع النهائي من الدوري الأوروبي! كذلك الحال بالنسبة لتشيلسي، الذي حصد لقب التشامبيونز، ولطالما كان منافساً شرساً سواءً في الدوري المحلي أو في دوري الأبطال، بات هو ونجومه في صراع مع فرق مغمورة في دور الثمانية من اليوروباليغ.
تتعدد أسباب تراجع الفريقين وهبوطهم إلى هذا المستوى، نسرد هنا أبرزها:
آرسنال
آرسنال «استقر فنياً» حتى استراح، طال بقاء مدربه السابق أرسين فينغر حتى بات لا يستطيع تقديم المستوى الذي يليق بمكانة الفريق كأحد كبار إنجلترا، فكان ذلك سبباً رئيسياً في تراجع الفريق. الرؤية الفنية الجديدة مع قدوم المدرب الجديد، ستسهم إيجاباً في تطور الفريق، لكن ذلك لم يتم بين ليلة وضحاها، سيحدث تدريجياً. السبب الآخر، هو أسلوب الإدارة في التعاقدات، فهي إدارة اقتصادية بحتة تبحث عن تقليل الإنفاق وتتعاقد مع مواهب شابة بمبالغ بسيطة من أجل بيعها بمبالغ أكبر مستقبلاً. هذا الأسلوب لا يصنع فريق كبير أبداً، هو مشروع تجاري يدر الكثير من الأرباح لكنه بالتأكيد لن يحقق إنجازاً قارياً.
تشيلسي
تشيلسي لا تنقصه النجوم ولا الإمكانيات المادية، ولا حتى العقليات الفنية التي تدير الفريق، ففي المواسم الأخيرة كان يدير الفريق مدربين ذوي باع طويل في الإدارة الفنية من أمثال جوزيه مورينيو و أنتونيو كونتي، مشكلة الفريق في كثرة «الانقلابات» إن صح التعبير، من اللاعبين على مدربي الفريق، وشهدنا ذلك واضحاً في آخر مواسم مورينيو و آخر موسم لكونتي، انقلابات يقودها هازارد بالدرجة الأولى، بلا دعم واضح من إدارة النادي للمدربين، مما يسهل انتصار اللاعبين على مدربيهم. هذا ما جعل تشيلسي أحد أكثر الفرق التي يصعب التنبؤ بمستواها في بداية كل موسم، فموسم تجدهم في القمة، والآخر تجدهم يصارعون على مقاعد اليوروباليغ!.