أحمد عطا

أعادت مباراة هولندا وألمانيا إلى الواجهة مشكلة تعاني منها الكثير من أندية ومنتخبات العالم في السنوات الأخيرة.

فبنظرة سريعة على تشكيلة المنتخبين اللذين يعدان من أكبر منتخبات العالم، لن نجد رأس حربة صريح واحد خاض المباراة كأساسي .. ألمانيا تلعب بثنائي هجومي مكوناً من الجناحين ليروي ساني وسيرجي جنابري، وهولندا تلعب بخطة هجوم ثلاثية ليس بها أي رأس حربة صريح بل يتواجد ممفيس ديباي في عمق الهجوم ومن جانبه كوينسي بروميس وريان بابل.

ورغم أن المشكلة ليست بين يوم وليلة، إلا أنه كان ملفتاً للنظر هذا الأمر من منتخبين اشتهرا بإخراج مهاجمين من الطراز العالمي كجيرد مولر ورودي فولر ويورجن كلينسمان وميروسلاف كلوزه من ألمانيا أو ماركو فان باستن وباتريك كلويفرت وروي مكاي ورود فان نيستلروي من هولندا.

ليست فقط ألمانيا وهولندا من تعانيان من هذا الأمر فهناك أكثر من منتخب لديه نفس المشكلة، فالأمر وصل إلى بطلة العالم نفسها فرنسا والتي لاقى مهاجمها أوليفييه جيرو الكثير من الانتقادات خاصة وأنه لم يسجل أي هدف في رحلة الديوك إلى التتويج العالمي.

البرازيل نفسها عانت كثيراً من هذا الأمر لفترة ما بين اعتزال رونالدو وأدريانو حتى ظهور روبيرتو فيرمينو وجابرييل جيسوس، وكذلك كان الحال مع منتخب إيطاليا الذي صحيح أنه يمتلك عدة رؤوس حربة كلاسيكيين إلا أن أحداً لم يقنع حتى الآن رغم التألق مع أنديتهم.

وإن كانت المنتخبات تعتمد في النهاية على الأندية في تقديم رؤوس حربة يمكن الاعتماد عليهم، يمكنك أن تستشف أن الأزمة بدأت أصلاً في الأندية، فأغلب الأندية الكبرى تعتمد في الوقت الحالي على مهاجمين تجاوزوا عامهم الثلاثين غير قادرين على العثور على بديل بنفس الكفاءة بسهولة

برشلونة مايزال يبحث عن بديل مستقبلي للويس سواريز، وريال مدريد متعثر في فخ كريم بنزيما منذ سنوات، بينما آرسنال يعتمد على أوباميانغ الذي تجاوز الثلاثين وكذلك الحال مع روما الذي لا يمتلك بديلًا لدجيكو صاحب نفس المرحلة العمرية، فيما يحتل رونالدو وأجويرو مركز المهاجم في يوفنتوس ومانشستر سيتي وكذلك الحال مع بايرن ميونخ وروربيرت ليفاندوفسكي ومع تشيلسي وجونزالو هيجواين.

وهناك بعض الأندية التي لا تعاني من هذا الأمر لكنها لاتزال قد تحتاج لرفع الجودة كمانشستر يونايتد مع لوكاكو وراشفورد أو مع أتلتيكو مدريد الذي عانى لفترة مع موراتا في غياب دييجو كوستا.

بينما قلة قليلة من الأندية هي التي لا تعاني من مشكلة في هذا الأمر كما هو الحال مع توتنهام وهاري كين أو مع الإنتر رغم أزمته مع إيكاردي في وجود لاوتارو مارتينيز أو مع ليفربول والرجل الأمين فيرمينو وكذلك فالنسيا الذي يمتلك رودريجو مورينو وكيفن جاميرو والأهم هو ميلان الذي عالج تلك المشكلة المزمنة عنده مع ضم بيونتك.

وعلى سيرة بيونتك فإن ملامح انتهاء الأزمة قد تأتي قريباً، فمع مثال بونتيك يمكنك أن ترى وأن منتخب بولندا هو أحد أكثر المنتخبات التي لا تعاني من هذا الأمر بل إنها تعاني من حيرة فيمن تشرك من بين بونتيك وليفاندوفسكي ومهاجم نابولي ميليك.

لذلك قد تخرج السنتين القادمتين لدينا جيلاً من المهاجمين الأكفاء غير المتوقين كما حدث مع بيونتك وإلا فإن مدربي الأندية والمنتخبات سيستمرون في البحث عن حلول تكتيكية بديلة كما شاهدنا في مباراة الهولنديين والألمان.