أحمد التميمي

تتوالى الضربات الموجعة التي يتلقاها نادي باريس سان جيرمان المملوك لأحد الصناديق السيادية القطرية، فكلما ظن ناصر الخليفي رئيس النادي والرئيس التنفيذي لمجموعة Bein أن مشروعه يسير نحو تحقيق أهدافه المنشودة، يتلقى ضربة جديدة غير متوقعة من حيث لا يحتسب. تكرار تلك الضربات ومن عدة جهات مختلفة يؤكد لنا كمتابعين لعالم كرة القدم أن مشروع الخليفي قد وصل لمرحلة بداية النهاية.

***

نيمار

في اعتقادي أن بداية نهاية المشروع كانت عندما تعاقد مع نيمار، في صفقة بلغت 222 مليون يورو وتعتبر إلى حد الآن الصفقة الأغلى في تاريخ كرة القدم. جاء ذلك التعاقد بعد أن كان نيمار نجم ليلة الريمونتادا الشهيرة، التي قلب برشلونة فيها الطاولة على باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، وذلك في محاولة من إدارة باريس لإضعاف الخصوم في "التشامبيونزليغ" وتقريب الفريق من الظفر بالبطولة.

لكن ذلك التعاقد لم يؤتِ ثماره، بل على العكس كان له مردود عكسي على حساب الفريق. بدأت الحكاية عندما اتهم الاتحاد الأوروبي فريق باريس سان جيرمان بخرق قوانين اللعب المالي النظيف، مما وجه أنظار العالم أجمع نحو مراقبة السياسة المالية التي تتبعها الإدارة القطرية للنادي.

إضافة إلى ذلك، لم يأتِ التعاقد بالمردود الكروي المنتظر منه، فلايزال نيمار عاجز عن قيادة فريقه نحو الظفر ببطولة دوري أبطال أوروبا، مما يعني أن الاستثمار القطري في اللاعب استثماراً خاسراً إلى حد الآن.

***

رابيو

يعتبر أدريان رابيو أحد أعمدة الفريق الأساسية التي يبني عليها مدرب باريس خططه في كل مباراة، إلا أن "غضب" الخليفي قد حل عليه حينما طرح اللاعب شروطه من أجل تجديد عقده مع باريس أو أن يرحل إلى برشلونة في حال لم يتم القبول بشروطه، وكانت مشاهدته لإحدى مباريات برشلونة بمثابة الذي "يزيد النار حطب"، فما كان من إدارة باريس إلا أن أبعدت اللاعب من حسابات الفريق، حتى بات يتدرب مع فريق الشباب بالنادي. باريس سيكون الخاسر الأكبر في هذا الصراع، فلو قبل بشروط رابيو من أجل التجديد لاستفاد النادي من مجهوده في الملعب، و إن سمح النادي له بالرحيل إلى برشلونة لاستفاد من قيمة كسر عقد اللاعب وبالتالي يخفف من ضغط اليويفا عليه فيما يتعلق بقانون اللعب النظيف، وهنا يثبت الخليفي أنه لا يدير النادي بعقلية رياضية أو تجارية، وإنما يديره بمبدأ ديكتاتوري بحت.

***

داني ألفيس

مؤخراً، أدى سوء إدارة الخليفي لنجوم الفريق إلى صدام جديد مع ظهير النادي، البرازيلي داني ألفيس، وذلك بعد أن عرض الفريق عليه تجديد العقد لمدة موسم واحد فقط، وأن يرتبط راتبه بمشاركاته مع الفريق، مما أثار حفيظة اللاعب و زميله نجم الفريق نيمار. "العصيان البرازيلي" قد يكون أحد المسامير التي تدق في نعش الإدارة القطرية لمشروع باريس سان جيرمان.

***

سوء الإدارة

مما سبق نستطيع الاستنتاج أن إدارة باريس سان جيرمان بحاجة ماسة إلى دورات في إدارة الأزمات داخل ناديها، فهي إلى الآن لم تفلح في تحقيق بطولة أوروبية رغم أنها تملك تشكيلة "نجوم العالم"، ولم تستطع احتواء أزمات بسيطة في مسألة توقيع العقود مع لاعبيها، كما أنها هي أكثر الفرق التي تتكرر (الريمونتادا) ضدها مما يدل على فشل الإدارة في صناعة فريق بطل.

سياسة الإنفاق ببذخ من أجل تجميع النجوم لم تؤتِ أكلها، ففي أوروبا باريس سان جيرمان لا يتعدى كونه فريقاً عادياً يصل إلى دورثمن النهائي من دوري الأبطال ليعود أدراجه إلى حديقة أمرائه، فعلاً التربع على عرش أوروبا، والبطولات، هي أشياء لا تشترى.