تواصل حلبة البحرين الدولية موطن رياضة السيارات في الشرق الوسط استعداداتها لاستضافة النسخة الخامسة عشرة من سباق الفورمولا1 جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج 2019 والتي ستنطلق في الفترة من 28 إلى 31 مارس الجاري وكثاني جولة في تقويم الموسم الجديد للفورمولا1 للعام 2019، المكون من 21 سباقاً في تقويم الاتحاد الدولي للسيارات، ليكون السباق الليلي السادس التي تحتضنه الحلبة، وكذلك السباق رقم 999 ضمن بطولة العالم للفورمولا1.



وتجري الاستعدادات المكثفة لاستضافة هذا الحدث العالمي وهو واحد من أهم النشاطات السياحية والترويجية في مملكة البحرين، والذي ينتظره عشاق رياضة السيارات وهدير المحركات في كافة دول العالم.

وكانت الاستعدادات لهذا الحدث الكبير، باعتباره من أكبر الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والرياضية التي تشهدها المملكة سنوياً، قد بدأت منذ انتهاء سباق العام الماضي، وزادت هذه الاستعدادات كثافة خلال الشهور والأسابيع الأخيرة، حيث استكملت الأجهزة المعنية في مواقعها المختلفة التجهيزات والترتيبات الأخيرة لإخراج السباق في أبهى صورة له، مع توقعات باستقطاب السباق لعدد يفوق زوار العام الماضي، الذي ناهز الـ 95 ألف زائر من داخل البحرين وخارجها.



وواصلت حلبة البحرين الدولية موطن رياضة السيارات في الشرق الوسط عقد سلسلة اجتماعاتها الدورية والمنتظمة مع مسؤولي وممثلي الوزارات والهيئات المعنية، حيث شهد الأسبوع الأخير من شهر فبراير الماضي الاجتماع التنسيقي السنوي الذي يجرى بين الحلبة والأجهزة الحكومية المختصة، وترأسه سعادة الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة الرئيس التنفيذي لحلبة البحرين الدولية، واستهدف الوقوف على آخر الاستعدادات للسباق، الذي يتابعه نحو نصف مليون مشاهد على مستوى العالم، والتأكيد على ضرورة تظافر جهود كل الأجهزة الرسمية منها وغير الرسمية لضمان نجاح فعالياته.

واعتبر الرئيس التنفيذي لحلبة البحرين الدولية في حوار صحافي مع صحيفة الحياة مؤخراً أن السباق بفعالياته المختلفة جلب عوائد تقارب البليون دولار منذ انطلاقته الأولى عام 2004 وحتى العام الماضي، ومن الطبيعي أن تسخر كل الأجهزة إمكانياتها لجذب عشاق هذه الرياضة المهمة، وأحد أبرز التسهيلات المقدمة لمحبي هدير المحركات هي وضع نقطة دخول واحدة عبر جسر الملك فهد، وذلك لإنهاء الإجراءات بسرعة، وتخصيص كبائن لحاملي تذاكر السباق لضمان سرعة دخولهم مملكة البحرين.



وأعلنت حلبة البحرين الدولية عن نفاذ قاعات الضيافة للشركات والبالغ عددها 34 قاعة، والتي تقع فوق المدرج الرئيسي لسباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا1، وتدعو حلبة البحرين الجماهير الراغبين في حضور أكبر الفعاليات في المنطقة لزيارة مركز بيع التذاكر التابع لها في مجمع البحرين سيتي سنتر أو مجمع الأفنيوز وحجز مقاعدهم وذلك لحضور السباق، وذلك لقرب موعد السباق ولضمان حجز المقاعد والاستمتاع بجدول مزدحم بالفعاليات والسباقات والحفلات الغنائية.

وستمتلئ أجواء حلبة البحرين الدولية موطن رياضة السيارات في الشرق الوسط بالمتعة والإثارة للحضور من خلال الفعاليات العديدة التي ستقام على هامش منافسات السباق حيث الإثارة على المضمار لا تقتصر على سباق الجائزة الكبرى للفورمولا1 بل من خلال العديد من السباقات المساندة والفعاليات الترفيهية والحفلات الغنائية.



وتشهد قرية فورمولا1 خلال السباق جدولاً حافلاً لزوار السباق من جميع الأعمار لتشمل بعض الألعاب الترفيهية التي تنظم لأول مرة، ومن أبرز هذه الفعاليات الترفيهية هي ستار فلاير بارتفاع 60 متراً وسيتمكن الزوار من مشاهدة مناظر رائعة للحلبة ومرافقها على مد البصر، والعجلة الدوارة العملاقة بطول 42 متراً مع 27 كبينة، حيث ستتمكن من اكتشاف إطلالة رائعة من الأعلى لمرافق الحلبة وتستمتع بهذه التجربة الجديدة، ولعبة الكاروسيل للزوار الصغار للركوب والاستمتاع بوقتهم مع عائلاتهم، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الفعاليات الترفيهية المنوعة التي تستضيفها حلبة البحرين الدولية سنوياً، إلى جانب الحفلات الغنائية والتي تشمل مجموعة مختارة من أشهر الفنانين الموسيقيين في العالم إلى جانب نخبة من نجوم الغناء وأبرزها حفل الفنان مارتن غاريكس ويقام الحفل يوم الجمعة الموافق 29 مارس 2019، وحفل الفنان العالمي KYGO السبت الموافق 30 مارس الجاري إلى جانب جدول حافل من فعاليات الترفيه العائلية على مدار عطلة نهاية الأسبوع.

وكانت وزارة الصحة من أوائل الأجهزة التي عقدت اجتماعاتها التنظيمية الخاصة للترتيب لهذا الحدث المهم مطلع مارس الجاري، وذلك من خلال فريقها الطبي المختص الذي يربو على 200 عضو من شتى التخصصات الطبية والتمريضية والفنية، فيما افتتحت سعادة وزيرة الصحة قبل أيام الندوة العلمية الـ 11 لطب رياضة السيارات، ونوقشت في إطارها الجهود المبذولة من جانب الفريق الطبي المكلف بتقديم الدعم الطبي والصحي للسباق، وذلك بالتعاون مع الجهات المختصة وعلى رأسها اللجنة الأولمبية والاتحاد البحريني للسيارات والاتحاد الدولي للسيارات.

ويوصف فريق وزارة الصحة باعتباره من أهم الفرق العالمية المتميزة العاملة في مجال الفعاليات الرياضية الكبرى، حيث حاز خلال النسخ الماضية لسباق الفورمولا1 على تقدير وثناء كبيرين لدوره في توفير التجهيزات وتقديم الخدمات الطبية المطلوبة لأعضاء فرق السيارات المشاركة والجمهور خلال أيام السباقات الثلاثة.

يشار إلى أن اللجنة الطبية البحرينية لسباقات الفورمولا1 بدأت استعداداتها منذ فترة ليست بالقصيرة مثلما تفرض اشتراطات اللجنة الطبية للاتحاد الدولي للسيارات وقواعد العمل المتبعة فيه، ودشنت منذ 4 أشهر تقريباً برامج تدريب طواقمها العاملة على سيناريوهات التعامل مع أي طارئ صحي.

كما تقدم بخبراتها وكوادرها الوطنية المؤهلة نموذجاً لما ينبغي أن يكون عليه التعاون بين المرافق الطبية في المملكة ككل انطلاقاً من مركز العمليات الذي يقوم به مجمع السلمانية، خاصة أن البحرين تعد مقراً إقليمياً لتدريب الطواقم الطبية المخصصة لسباقات السيارات الفورمولا1 منذ العام 2014.

وبدأت شؤون الجنسية والجوازات والإقامة منذ الـ 17 من فبراير الماضي استقبال طلبات تأشيرات الفورمولا1، ويستمر باب التقديم حتى نهاية مارس الجاري، حيث تحظى التسهيلات المقدمة من وزارة الداخلية لاستقبال زوار الفعالية بإشادة وإعجاب واسعين، بل ينتهزون فرصة إقامة السباق للقدوم والتعرف على مملكة البحرين وزيارة معالمها السياحية، خاصة مع تعدد وتنوع البرامج والأنشطة والمرافق السياحية التي يمكن الاستفادة والاستمتاع بها عند زيارتهم للبلاد.

المعروف هنا أن تأشيرات الدخول لمملكة البحرين في هذه المناسبة تحوز إقبالاً منقطع النظير، فإضافة إلى أنها مجانية ومتاحة لرعايا 116 دولة، وسارية المفعول لمدة أسبوعين كاملين، فإنها أيضاً سهلة الإجراءات، حيث يمكن الحصول عليها عبر التقدم إلكترونياً، وبإمكان رعايا 68 دولة أخرى والمقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي الحصول على التأشيرة مباشرة عند الوصول لمنافذ المملكة المختلفة، ما يسهم كثيراً في الترويج للمملكة، واستثمار الوفود الزائرة في تعظيم عوائد البلاد المادية منها وغير المادية.

الأمر ذاته الذي قامت به مدينة المحرق، سيما عقب اجتماع أخير ترأسه محافظها وبحضور أعضاء اللجنة الأمنية المشكلة، وذلك للوقوف على آخر استعدادات المحافظة وأجهزتها للسباق، والخطة الأمنية المعدة لاستقبال الزوار.

وقد جاء هذا الاجتماع ضمن سلسلة من الاجتماعات التي عقدتها عدة محافظات بالمملكة مؤخراً بهدف الوقوف على آخر الاستعدادات للسباق، ومنها: اجتماع الفريق أول ركن معالي الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية مع المحافظين، وكذلك اجتماع سمو الشيخ خليفة بن علي بن خليفة آل خليفة محافظ المحافظة الجنوبية مع كبار المسؤولين بالمحافظة، وذلك لاتخاذ كل الإجراءات والتدابير الأمنية اللازمة لإخراج السباق في أفضل صورة.

وتعد محافظة المحرق أول مكان يطأ الزائرون للبحرين أرضها عقب وصولهم، وكذلك الأمر بالنسبة للمحافظة الجنوبية التي تنظم فوق أرضها فعاليات هذا الحدث الرياضي والاجتماعي الكبير، ومن ثم فإنه من المهم استثمار فعاليات السباق لإبراز الوجه الحضاري المشرق للمحافظتين، وكيف يمكن إبراز عوامل الجذب التي تتمتعان بها من تراث ومرافق وتسهيلات، لا سيما مطار البحرين الدولي وحلبة الصخير والطرق المؤدية لها.

وكانت شركة مطار البحرين الدولي قد أعلنت قبل أيام انتهاءها من إعداد جميع التجهيزات اللازمة لاستيعاب الزيادة المتوقعة في أعداد زوار نسخة هذا العام من سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا1، كما عملت بالتعاون مع شركائها لاستكمال أية ترتيبات لازمة لاستقبال أعضاء الفرق المشاركة وشحن حمولاتهم وتسهيل عمليات تخليصها الجمركي ونقلها إلى مستودعاتها المخصصة.

ويبدو هذا الأمر مهما بالنظر للاستعدادات الجارية في مطار البحرين الدولي لنقل عملياته التشغيلية ومنها الحركة الجوية لمبنى المسافرين الجديد، وهو المشروع الذي يأتي ضمن حزمة متكاملة من المشروعات لتحديث المطار، ويهدف إلى استيعاب 14 مليون مسافر، وينتظر افتتاحه في أكتوبر هذا العام.

وقد تفقد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله المشروع مؤخراً، واطلع على أهم مرافقه، وخطط سير العمل فيه، وآخر الترتيبات المعدة لتدشينه في الفترة القادمة.

وكان المطار الوطني الذي يتوقع زيادة مساحته لأربعة أضعاف مساحته الحالية مع انتهاء مشروعات تحديثه، قد نجح عام 2018 وحده في استيعاب نحو 9 ملايين مسافر بمن فيهم العابرين بزيادة في إجمالي عدد المسافرين بنسبة نمو تصل إلى 7 %.

كما منحت شركة طيران الخليج ـ الناقلة الوطنية للبحرين والرسمية لفعاليات سباق الفورمولا1 ـ مؤخراً لقب الناقلة الجوية الأسرع نموا في الشرق الأوسط، وذلك في إشارة إلى نجاحاتها في عملية التطوير، وتحديث أسطولها، ومد شبكة وجهاتها إلى جهات عديدة في شتى أنحاء العالم.

وتمتاز نسخة هذا العام من السباق بالعديد من السمات التي تجعلها مختلفة عن النسخ الـ 14 السابقة، فمن جهة، فإن السباق سيستمر لأول مرة لمدة 4 أيام، مما يعطي فرصة أكبر للزوار والسائحين بالتمتع بمشاهدة معالم البحرين المختلفة، الأمر الذي سوف يعود بالنفع على المرافق السياحية والتجارية بأنواعها.

كما أن سباق فورمولا1 ستقام على هامشه العديد من السباقات المساندة، والتي تزيد من القيمة المضافة للحلبة، وتمنح عشاق ومحبي رياضة هدير المحركات الفرصة للاستمتاع بأجواء المتعة والإثارة التي يحفل بها، خاصة أنه يقام ليلاً للمرة الـ 6 على التوالي.

ويصاحب السباق العديد من الفعاليات الترفيهية الأخرى التي تجعله محط أنظار الحركة الوافدة من السياح ليعد بحق واحداً من أهم البرامج والفعاليات التي تروج للبحرين كموطن للسياحة العائلية، خاصة القادمة منها من دول الجوار الخليجي.

وقد حفلت شوارع وميادين مملكة البحرين بعدد كبير من المشاهد واللوحات الإعلانية التي تعلن قرب انطلاق موعد السباق الذي يحظى بمتابعة محلية وعالمية كبيرة، ويعمل الجميع ـ كل في موقعه ـ في انتظار موعد انطلاق السباق في 28 من مارس الجاري لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الأجواء التي تصاحب السباق، وذلك بهدف تعظيم عوائده كمورد اقتصادي وطني هام.