أحمد عطا
كل يوم جديد يمر نقترب أكثر من سوق الانتقالات الصيفية. وفي الميركاتو القادم لا صوت يعلوق فوق صوت متابعة ما تنوي إدارة ريال مدريد فعله من أجل إعادة ترميم الفريق الذي غاب كثيراً عن اللحظات المهمة في ميركاتو المواسم الثلاثة السابقة فاكتفى ببعض الأسماء الشابة أو ضم لاعبين في مراكز ليست بأولوية قصوى مقارنة بمراكز تحتاج للدعم منذ فترة ليست بالقصيرة.
الصحف الإسبانية بشكل خاص والأوروبية بشكل عام استمتعت في الأسابيع الماضية بالحديث عن ما لذ وطاب من الأسماء المرشحة للانضمام إلى صفوف الميرينغي معتبرة أن ريال مدريد يمتلك مفاتيح كنوز الأرض وسيكون بإمكانه جلب كل ما يريد من اللاعبين في صيف واحد.
فبداية بدي خيا مروراً بدي ليخت ثم كريستيان إريكسن وبول بوجبا وإدين هازارد وغيرهم وانتهاءَ بساديو ماني ولوكا يوفيتش وكيليان مبابي كانت الأسماء تتناثر من هنا وهناك لتتجمع في نقطة واحدة تقع في قلب العاصمة الإسبانية مدريد.
لكن دعونا نتوقف عند بول بوجبا في تقريرنا هذا.. لاعب خط الوسط الذي ذكرت بعض التقارير أن مانشستر يونايتد عرض عليه شارة القيادة أملاً في إقناعه بالبقاء في صفوفه وعدم الرحيل عن النادي الذي عاد إليه بعدما قضى فترة رد اعتبار في صفوف يوفنتوس عقب رحيله عن صفوف الشياطين الحمر.
وإن اعتبرنا أن الصفقة منتهية لريال مدريد -وهي أبعد ما تكون عن الانتهاء في الوقت الحالي- فالسؤال التالي يكون من يكون ضحية انضمام الدولي الفرنسي إلى وسط الميرينغي؟
ريال مدريد يمتلك في الوقت الحالي كلاً من كاسيميرو وماركوس يورنتي في مركز لاعب الارتكاز، لوكا مودريتش وتوني كروس وفيديريكو فالفيردي وداني سيبايوس وبراهيم دياز بالإضافة إلى إيسكو إلى جانب ماتيو كوفاتشيتش الذي تنتهي إعارته لتشيلسي بنهاية الموسم الحالي لكن لا يبدو وأنه عازم على العودة إلى صفوف الريال بعد غضبه من عدم حصوله على دقائق كافية من وجهة نظره وبالتالي المرجح هو بيعه أو تجديد إعارته.
وإن نظرنا إلى لاعبي وسط الريال فإنه يمكن تقسيمهم إلى 3 فئات.. فئة لاعبي الوسط كبيري السن وتضم لاعباً واحداً هو لوكا مودريتش، ثم فئة لاعبي الوسط من أصحاب الخبرة والتجربة العميقة في السنوات الماضية وتضم لاعبين مثل كاسيميرو وتوني كروس وإيسكو، أما الفئة الثالثة فتضم اللاعبين الشباب على اختلاف قدراتهم وكفاءتهم وهم يورنتي وسيبايوس وفالفيردي ودياز.
قدم لوكا مودريتش مواسم عظيمة جدًا مع ريال مدريد توجها بجائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2018 لكنه في هذا الموسم يمر بمرحلة انعدام وزن كبيرة ولا يقدم العطاءات المناسبة له.
أما لاعبو الفئة الثانية فيمكن اعتبارهم جميعاً يلعبون موسماً للنسيان سواء كاسيميرو -الذي جعله يخسر في بدايات الموسم مركزه الأساسي لصالح ماركوس يورنتي- أو توني كروس الذي يتهمه كثيرون بالتراخي في هذا الموسم وعدم تقديم المجهود البدني الكافي وتركه للكثير من المواقف الدفاعية المطلوبة أو لوكا مودريتش الذي يحاول بشكل جيد لكن مخزونه البدني كثيراً ما ينفذ فيما عانى إيسكو من فترات صعبة مع المدرب سانتياجو سولاري حرمته من المشاركة في أغلب الموسم.
على مستوى الفئة الثالثة فإن ماركوس يورنتي كان قد دخل بقوة كلاعب ارتكاز قوي ونجح في انتزاع المركز الأساسي من كاسيميرو لكن الأخير عاد بعد إصابة الأول واحتل مركزه الأساسي من جديد، بينما كان داني سيبايوس يقدم مستويات جيدة أحياناً ومتراجعة أحيانًا وإن كان حال موسمه أفضل بكل تأكيد من الموسم الماضي الذي عانى فيه من إهمال زين الدين زيدان، فيما كان فيديريكو فالفيردي يستمتع بدقائقه التي يخوضها مع الفريق الأول الذي لم يشهد دخول براهيم دياز لقائمته كثيراً.
وصفقة ضخمة مثل صفقة ضم بول بوجبا لا يمكن لها أن تصير احتياطية لأي لاعب وبالتالي فإن واحداً من اللاعبين الأساسيين سيخسر مكانه بكل تأكيد لصالح الرجل المتوج بكأس العالم.
هناك أكثر من سيناريو، أولها وأبسطها هو أن لوكا مودريتش لم يعد قادرًا على الاعتماد عليه بشكل أساسي باستمرار بالنظر للعمر وما يقدمه من مجهود بدني وبالتالي فإن تواجد بول بوجبا سيكون بدلاً من الدولي الكرواتي.
وفي حالة عدم رضا مودريتش عن الجلوس بديلاً في هذا الموسم فإن ريال مدريد سيستفيد من بيعه قبل أن ينتهي تعاقده ويرحل مجانًا في الصيف التالي بينما يقف الإنتر أكثر من مترقب لإمكانية إتمام مثل هذه الصفقة.
السيناريو الثاني هو أن ريال مدريد يحتاج لعمق أكثر في جودة خط وسطه، وبما أن واجبات مركز توني كروس وبول بوجبا متشابهة فإن الأخير سيحل محل الدولي الألماني ويقدم شيئاً لم يعد ريال مدريد يشهده وهو اشتراك واحد من لاعبي خط الوسط داخل منطقة الجزاء وتقديم مساهمات أكبر داخلها بدلاً من الاكتفاء بمساهمات ثلاثي الوسط من خارج تلك المنطقة أثناء الهجمة العادية.
هذه العملية في حالة اقتناع توني كروس بالجلوس بديلاً ستشهد رحيل إيسكو عن صفوف الفريق بالنظر إلى قدرة بوجبا على أن يكون اللاعب الرابع في خط الوسط في حالة استخدام زيدان أحيانًا لطريقة 4/4/2 دياموند كما كان يفعل في بعض الأوقات.
وفي حالة عدم موافقة توني كروس على مثل هذا السيناريو فإنه من المرجح أن يكون الأخير خير ممول لصفقة ضم بوجبا في عملية تبادلية سيكون مانشستر يونايتد أكثر من سعيد بإتمامها في حالة اقتناعه بعدم قدرته على المحافظة على بوجبا.
أما السيناريو الثالث فربما يكون في إعادة توني كروس إلى مركز لاعب الارتكاز والاستغناء عن خدمات كاسيميرو كأساسي مع إدخال بوجبا في المكان الذي سيخلّفه كروس وراءه، وحل كروس لن يكون المرة الأولى التي يتم اللجوء إليه إذ استخدمه كارلو أنشيلوتي لبعض الوقت في موسمه الثاني مع النادي الملكي رغم أنه تراجع بعد ذلك لعدم ثبوت قدرة توني كروس على تقديم كل تلك التضحيات البدنية التي يتطلبها مركز لاعب الارتكاز.
كلها سيناريوهات مطروحة لكن المنطق والعقل يقول إن السيناريو الأول هو الأقرب للحدوث وأن خروج لوكا مودريتش من صفوف ريال مدريد هذا الصيف أمر غير مستبعد، وسنه أمر مشجع جداً لإدارة الميرينغي على اختيار هذا السيناريو.
{{ article.visit_count }}
كل يوم جديد يمر نقترب أكثر من سوق الانتقالات الصيفية. وفي الميركاتو القادم لا صوت يعلوق فوق صوت متابعة ما تنوي إدارة ريال مدريد فعله من أجل إعادة ترميم الفريق الذي غاب كثيراً عن اللحظات المهمة في ميركاتو المواسم الثلاثة السابقة فاكتفى ببعض الأسماء الشابة أو ضم لاعبين في مراكز ليست بأولوية قصوى مقارنة بمراكز تحتاج للدعم منذ فترة ليست بالقصيرة.
الصحف الإسبانية بشكل خاص والأوروبية بشكل عام استمتعت في الأسابيع الماضية بالحديث عن ما لذ وطاب من الأسماء المرشحة للانضمام إلى صفوف الميرينغي معتبرة أن ريال مدريد يمتلك مفاتيح كنوز الأرض وسيكون بإمكانه جلب كل ما يريد من اللاعبين في صيف واحد.
فبداية بدي خيا مروراً بدي ليخت ثم كريستيان إريكسن وبول بوجبا وإدين هازارد وغيرهم وانتهاءَ بساديو ماني ولوكا يوفيتش وكيليان مبابي كانت الأسماء تتناثر من هنا وهناك لتتجمع في نقطة واحدة تقع في قلب العاصمة الإسبانية مدريد.
لكن دعونا نتوقف عند بول بوجبا في تقريرنا هذا.. لاعب خط الوسط الذي ذكرت بعض التقارير أن مانشستر يونايتد عرض عليه شارة القيادة أملاً في إقناعه بالبقاء في صفوفه وعدم الرحيل عن النادي الذي عاد إليه بعدما قضى فترة رد اعتبار في صفوف يوفنتوس عقب رحيله عن صفوف الشياطين الحمر.
وإن اعتبرنا أن الصفقة منتهية لريال مدريد -وهي أبعد ما تكون عن الانتهاء في الوقت الحالي- فالسؤال التالي يكون من يكون ضحية انضمام الدولي الفرنسي إلى وسط الميرينغي؟
ريال مدريد يمتلك في الوقت الحالي كلاً من كاسيميرو وماركوس يورنتي في مركز لاعب الارتكاز، لوكا مودريتش وتوني كروس وفيديريكو فالفيردي وداني سيبايوس وبراهيم دياز بالإضافة إلى إيسكو إلى جانب ماتيو كوفاتشيتش الذي تنتهي إعارته لتشيلسي بنهاية الموسم الحالي لكن لا يبدو وأنه عازم على العودة إلى صفوف الريال بعد غضبه من عدم حصوله على دقائق كافية من وجهة نظره وبالتالي المرجح هو بيعه أو تجديد إعارته.
وإن نظرنا إلى لاعبي وسط الريال فإنه يمكن تقسيمهم إلى 3 فئات.. فئة لاعبي الوسط كبيري السن وتضم لاعباً واحداً هو لوكا مودريتش، ثم فئة لاعبي الوسط من أصحاب الخبرة والتجربة العميقة في السنوات الماضية وتضم لاعبين مثل كاسيميرو وتوني كروس وإيسكو، أما الفئة الثالثة فتضم اللاعبين الشباب على اختلاف قدراتهم وكفاءتهم وهم يورنتي وسيبايوس وفالفيردي ودياز.
قدم لوكا مودريتش مواسم عظيمة جدًا مع ريال مدريد توجها بجائزة أفضل لاعب في العالم لعام 2018 لكنه في هذا الموسم يمر بمرحلة انعدام وزن كبيرة ولا يقدم العطاءات المناسبة له.
أما لاعبو الفئة الثانية فيمكن اعتبارهم جميعاً يلعبون موسماً للنسيان سواء كاسيميرو -الذي جعله يخسر في بدايات الموسم مركزه الأساسي لصالح ماركوس يورنتي- أو توني كروس الذي يتهمه كثيرون بالتراخي في هذا الموسم وعدم تقديم المجهود البدني الكافي وتركه للكثير من المواقف الدفاعية المطلوبة أو لوكا مودريتش الذي يحاول بشكل جيد لكن مخزونه البدني كثيراً ما ينفذ فيما عانى إيسكو من فترات صعبة مع المدرب سانتياجو سولاري حرمته من المشاركة في أغلب الموسم.
على مستوى الفئة الثالثة فإن ماركوس يورنتي كان قد دخل بقوة كلاعب ارتكاز قوي ونجح في انتزاع المركز الأساسي من كاسيميرو لكن الأخير عاد بعد إصابة الأول واحتل مركزه الأساسي من جديد، بينما كان داني سيبايوس يقدم مستويات جيدة أحياناً ومتراجعة أحيانًا وإن كان حال موسمه أفضل بكل تأكيد من الموسم الماضي الذي عانى فيه من إهمال زين الدين زيدان، فيما كان فيديريكو فالفيردي يستمتع بدقائقه التي يخوضها مع الفريق الأول الذي لم يشهد دخول براهيم دياز لقائمته كثيراً.
وصفقة ضخمة مثل صفقة ضم بول بوجبا لا يمكن لها أن تصير احتياطية لأي لاعب وبالتالي فإن واحداً من اللاعبين الأساسيين سيخسر مكانه بكل تأكيد لصالح الرجل المتوج بكأس العالم.
هناك أكثر من سيناريو، أولها وأبسطها هو أن لوكا مودريتش لم يعد قادرًا على الاعتماد عليه بشكل أساسي باستمرار بالنظر للعمر وما يقدمه من مجهود بدني وبالتالي فإن تواجد بول بوجبا سيكون بدلاً من الدولي الكرواتي.
وفي حالة عدم رضا مودريتش عن الجلوس بديلاً في هذا الموسم فإن ريال مدريد سيستفيد من بيعه قبل أن ينتهي تعاقده ويرحل مجانًا في الصيف التالي بينما يقف الإنتر أكثر من مترقب لإمكانية إتمام مثل هذه الصفقة.
السيناريو الثاني هو أن ريال مدريد يحتاج لعمق أكثر في جودة خط وسطه، وبما أن واجبات مركز توني كروس وبول بوجبا متشابهة فإن الأخير سيحل محل الدولي الألماني ويقدم شيئاً لم يعد ريال مدريد يشهده وهو اشتراك واحد من لاعبي خط الوسط داخل منطقة الجزاء وتقديم مساهمات أكبر داخلها بدلاً من الاكتفاء بمساهمات ثلاثي الوسط من خارج تلك المنطقة أثناء الهجمة العادية.
هذه العملية في حالة اقتناع توني كروس بالجلوس بديلاً ستشهد رحيل إيسكو عن صفوف الفريق بالنظر إلى قدرة بوجبا على أن يكون اللاعب الرابع في خط الوسط في حالة استخدام زيدان أحيانًا لطريقة 4/4/2 دياموند كما كان يفعل في بعض الأوقات.
وفي حالة عدم موافقة توني كروس على مثل هذا السيناريو فإنه من المرجح أن يكون الأخير خير ممول لصفقة ضم بوجبا في عملية تبادلية سيكون مانشستر يونايتد أكثر من سعيد بإتمامها في حالة اقتناعه بعدم قدرته على المحافظة على بوجبا.
أما السيناريو الثالث فربما يكون في إعادة توني كروس إلى مركز لاعب الارتكاز والاستغناء عن خدمات كاسيميرو كأساسي مع إدخال بوجبا في المكان الذي سيخلّفه كروس وراءه، وحل كروس لن يكون المرة الأولى التي يتم اللجوء إليه إذ استخدمه كارلو أنشيلوتي لبعض الوقت في موسمه الثاني مع النادي الملكي رغم أنه تراجع بعد ذلك لعدم ثبوت قدرة توني كروس على تقديم كل تلك التضحيات البدنية التي يتطلبها مركز لاعب الارتكاز.
كلها سيناريوهات مطروحة لكن المنطق والعقل يقول إن السيناريو الأول هو الأقرب للحدوث وأن خروج لوكا مودريتش من صفوف ريال مدريد هذا الصيف أمر غير مستبعد، وسنه أمر مشجع جداً لإدارة الميرينغي على اختيار هذا السيناريو.